تحرص الأم دائما على الحفاظ على صحة وسعادة طفلها، ولعل أصعب اللحظات عليها تشخيص ابنها بمرض مزمن، سيرافقه خلال حياته كـ داء السكري عند الأطفال؛ لما يحمله ذلك التشخيص من تغييرات سوف تطرأ على حياة الطفل والأم معًا، فتجد نفسها مضطرة إلى معرفة كيفية إعطاء الحقن وحساب الكربوهيدرات وفحص سكر الدم. وتبدأ بالقلق على ما سيأكله وما سيفعله من أنشطة بشكل لا يشعره بالاختلاف عن أبناء جيله. ما هو داء السكري عند الأطفال؟ وكيف تتعامل الأم مع ابنها المصاب بهذا المرض؟ وما هي التغذية الملائمة للطفل المصاب بالسكري؟
ما هو داء السكري عند الأطفال؟
يعرف باسم سكري النوع الأول أو السكّري المعتمد على الأنسولين، وهو نمط من أنماط السكري ناتج عن تدمير مناعي ذاتي لخلايا بيتا المنتجة للأنسولين في البنكرياس، فيفقد البنكرياس القدرة على إنتاج الأنسولين، أو ينتج كميات قليلة منه؛ مما يؤدي إلى تراكم السكر في الدم والبول فتظهر أعراض المرض. وعادة ما تتطور الأعراض بسرعة خلال فترة قصيرة لا تتجاوز الأسابيع.
ما هي أعراض داء السكري عند الأطفال؟
- الجوع الشديد: عند عدم حصول الجسم على كمية كافية من الأنسولين، يتحرك السكر في خلايا الطفل، وتفقد أعضاء الطفل وعضلاته الطاقة، وهذا يؤدي إلى الجوع الشديد، وبالتالي إصابته بـ داء السكري عند الأطفال.
- الجفاف الشديد وكثرة التبول وفقدان الوزن: قد يفقد طفلك الوزن أحيانًا بشكل سريع على الرغم من تناوله الطعام بقدر أكبر من المعتاد لتخفيف الجوع. فدون الطاقة التي يمدها السكر، تتقلص الأنسجة العضلية ويقل تخزين الدهون ببساطة. وغالبًا ما يكون فقدان الوزن غير المتوقع، وأول علامة تتم ملاحظتها في الأطفال المصابين بالنوع الأول من داء السكري.
- التعب: إن نقص السكر في خلايا طفلك قد يجعله متعبًا وخاملًا.
- التغيُّرات السلوكية أو سرعة الغضب: وقد يعاني طفلك بشكل مفاجئ تراجعًا في تحصيله المدرسي.
- نفس برائحة الفاكهة: ينتج عن حرق الدهون بدلاً من السكر بعض المواد المسمّاه "الكيتونات" التي يمكن أن تتسبب في وجود رائحة فاكهة في النفس.
- صداع: ودوار خاصة في حالة ارتفاع السكر.
كيف تتعامل مع داء السكري عند الأطفال؟
عند التشخيص بالمرض تبدأ مرحلة العلاج التي ستستمر مع الطفل خلال مراحل حياته. وتتمثل بأخذ الأنسولين، والتغذية الصحيحة، وحساب الكربوهيدرات والدهون، والرصد المستمر لسكر الدم، وممارسة الرياضة؛ للحفاظ على وزن صحي.
| الأنسولين: ويكون على شكل حقن، أو باستخدام مضخة، وتحدد كمية الأنسولين، وعدد الوحدات اليومية من قبل الطبيب المختص حسب حالة الطفل واحتياجه.
اقرأ أيضًا: الأنيميا عند الحوامل والأطفال: الأعراض.. الأسباب.. وطرق العلاج
| التغذية: تواجه الأم مشكلة في حمية طفلها، من حيث تحديد كميات الطعام، فإذا أكل أقل أو أكثر من احتياجه، يصيبه ارتفاع أو هبوط في السكر؛ لذلك من الضروري اقناعه ومتابعته والحرص على وجود بيئة داعمة في المنزل، واعتماد العادات الغذائية الصحيحة لنساعد الطفل على الخيارات الأفضل.
بعد أن يحدد الطبيب لطفلك كمية الأنسولين، لا بد من الاستعانة بأخصائي تغذية لتحديد الغذاء المناسب وتقسيم الوجبات، وحساب احتياجاته من الكربوهيدرات وباقي العناصر. وللحصول على المعلومات الأساسية التي تجعل الأم قادرة على متابعة طفلها، واختيار طعامه وتنويعه حسب قائمة البدائل.
ولتغذية أفضل للطفل
- شرب الماء: تقليل تناول المشروبات الغازية والعصائر الغنية بالسكر، واستبدالها بالفواكه والماء.
- الخضار: الإكثار من الخضار غير النشوية؛ كالخيار والخس والسبانخ والجزر.
- السمك: تناول الأسماك مرتين إلى 3 مرات أسبوعيًا.
- اللبن: اختيار منتجات الألبان والحليب غير المحلاة وقليلة الدسم.
- البقوليات: عويد الطفل على تناول الحبوب الكاملة، والبقوليات؛ كالعدس والفريكة والشوفان.
| الرياضة: لا بد من الاهتمام بالرياضة وتعليم الطفل المصاب بالسكري أهمية الرياضة؛ فهي تساهم في الحفاظ على صحة الجسم، وضبط مستويات السكر في الدم، وتقليل خطر المضاعفات.
- ويمكن الانتباه للملاحظات أدناه عند ممارسة الرياضة
- رياضة خفيفة: ليس من الضروري أن تكون الرياضة شاقة، فيكفي مشي نصف ساعة، أو اللعب مع الأصدقاء على الدراجة أو لعب الكرة.
- الماء: من الضروري لفت نظر الطفل لضرورة شرب الماء لتقليل الجفاف.
- فحص السكر: من الضروري فحص نسبة السكر قبل وبعد الرياضة.
- تبليغ المدرسة: يجب إعلام المدرسة أو النادي بإصابة طفلك بالسكري لحالات الطوارئ.
- وجبة بسيطة: لا بد من إعطاء طفلك وجبة بسيطة قبل ممارسة الرياضة تحتوي على "15 غم" من الكربوهيدرات، وتقليل جرعة الأنسولين.
اقرأ أيضًا: دون أن تشعري.. عادات يومية تمهد للإصابة بالسكري
وأخيرًا، داء السكري عند الأطفال ليس بالمرض الخطير جدًا، وعلي الأم أن لا تجعل حياة طفلها متمحورة على مرضه، وعليها أن تنمي مواهبه وتساعده على تعزيز ثقته بنفسه، وتشجعه على الاندماج مع الأطفال دون أي شعور بالنقص. والبدء بتطبيق نظام حياة صحي في المنزل، حتى لا يشعر الطفل بأي صعوبة في الالتزام.
