بنفسج

بعد الثلاثين... ماذا علمتني الحياة؟

الجمعة 20 يناير

صفات المرأة في سن الثلاثين
صفات المرأة في سن الثلاثين

ثلاثون سنة من عمري مضت وأنا أحاول فهم هذه الحياة، بتفاصيلها وتعقيداتها التي لا تنتهي. بحثت في صفات المرأة في سن الثلاثين وتعمقت فيها، أذكرُ أنني ذات مرة أجريت اختبار العمر الحقيقي على أحد المواقع الإلكترونية -من باب التسلية- وحصلتُ وقتها على عمر ٥٤، مع العلم أنني وقتها كنت في أول العشرينيات. ولا غرابة في ذلك، فقد لبست -برضاي- جلباب العقلانية والروحانية مذ كنت في السابعة من عمري، بحيث كنت أترفع عن سفاسف الأمور والمشاحنات، كسيدة مجتمع تعي ما تقول وتفعل!

 صفات المرأة في سن الثلاثين

صفات المرأة في سن الثلاثين
ثلاثون سنة من عمري مضت وأنا أحاول فهم هذه الحياة، بتفاصيلها وتعقيداتها التي لا تنتهي. أذكرُ أنني ذات مرة أجريت اختبار العمر الحقيقي على أحد المواقع الإلكترونية -من باب التسلية- وحصلتُ وقتها على عمر ٥٤، مع العلم أنني وقتها كنت في أول العشرينيات.
 
غريبٌ حقًا شعور الثلاثينية! مزيجٌ من نضجٍ وطيش، مع حبة من الجنون يُغلفها بعضُ الخوف مما هو قادم. ولكن الشعور الذي يطغى هو شعور الحُرية، حُريّة بطعم العقلانية، ولكن العقلانية هذه المرة مختلفة قليلًا، لأنها مبنية على معرفة وخبرة وتجربة فريدة.

غريبٌ حقًا شعور الثلاثينية! مزيجٌ من نضجٍ وطيش، مع حبة من الجنون يُغلفها بعضُ الخوف مما هو قادم. ولكن الشعور الذي يطغى هو شعور الحُرية، حُريّة بطعم العقلانية، ولكن العقلانية هذه المرة مختلفة قليلًا، لأنها مبنية على معرفة وخبرة وتجربة فريدة. لو سمحت لي الفرصة أن أجلس في مقابلة إذاعية وأُجيب عن سؤال: ماذا علمتكِ الحياة؟ وما هي صفات المرأة بعد الثلاثين التي يجب أن تكون فيها لكانت إجابتي الآتية:

| التفكير بعمق: لم أجد للمرءِ خيرًا من قلّةِ الكلام! وخصوصًا قبل سن الثلاثين. فلطالما جنّبني تقليل الكلام، والسكوت أحيانًا، من الوقوع في المشاكل، حقًا لقد كانت فرصًا ذهبيةً للتفكير قبل التصرف.


اقرأ أيضًا: إليك سيدتي.. 5 تطبيقات صحية للنساء


| حسنُ الظن بالله: هو مفتاح النجاح في حياتي، والدعاء المستمر، والتفكير الإيجابي في كل الأمور يحققها فعلًا.

| حسن الظن بالناس: والترفع عن الجدال جنّبني الهم والغم ومضيعة الوقت، ومعاملة الناس كما أُحب أن يُعاملوني، وإن وجدتُ منهم سوءًا أعتزلهم ولا اصنعُ السوء ذاته، لإن السوء يخرجُ من أهل السوء.

صفات المرأة في سن الثلاثين
بعد الثلاثين أيقنت أن الحقيقة الوحيدة في حياتنا هي الموت

| شكر الله: شكرُ الله الدائم يزيد النعم ويديمها، النَفَس نعمة، ورغيف الخبز نعمة، والفرح نعمة، حتى الحُزن نعمة.

| عرفت قَدْري: أولًا كإنسانة وكمسلمة ثانيًا، زاد من ثقتي بنفسي على مر السنين. لم أسمح لأحد أن يهينني أو يقلل من شأني كائنًا من كان!

| آمنت أكثر: عَرفتُ الله أكثر عندما غادرتُ وطني! فرأيته حقًا في غُربتي، ورأيتهُ حقًا في أولادي، وآمنت بِه عز وجل في لحظاتٍ كِدتُ أفقد فيها هويتي الدينية، فكان هو الله الرحمن الرحيم الذي رفعَ شأني وطهّر قلبي وأبعد عني وساوس شياطين الإنس والجن. أحببتُ الله وعرفت كيف أعبده وحده لا شريك له.


اقرأ أيضًا: ثلاثينية؟ [14] تجربة ينصحنكِ بها


| الحياة فانية: أيقنت أن الحقيقة الوحيدة في حياتنا هي الموت، عندما فقدت والدي في شهر مارس الماضي في ظروف قاسية جدًا، ولم أستطع حتى وداعه رغم غُربتي عنه لما يقارب الثلاث سنوات! فتأكدت أن هذه الحياة هي مجرد ممرٍ للعبور نحو الحياة الخالدة التي سنلقى فيها-بإذن الله- أحبابنا ولن نفقدهم ثانيةً.

صفات المرأة في سن الثلاثين

ما كان اللين في شيء إلا زانه: هذه قاعدتي الأقوى في الحياة، وهي السلاح الفعّال في كل معركة، خصوصًا معركة الأم التربوية مع أطفالها.

| الاستقرار النفسي: الصوت المعتدل والاستقرار الجسدي والنفسي أهم لغات الجسد للوصول لقلب وعقل من أمامك مهما كان عمره أو مهما كان منصبه! أكثر المواقف التي أحس فيها بالضعف وقلة الثقة بنفسي، هي عندما أخرج عن طبعي وأضطر لرفع صوتي؛ فالصراخ لغةُ الضعفاء، أو هكذا أظن!

| لم آبه لحديث الناس: تحررتُ من قيود المجتمع الظالمة للمرأة وللرجل أيضًا. عرضتُ تصرفاتي وأخلاقي على ميزان الله ثمّ مضيت غيرَ آبهة بكلام الناس الذي لا يتوقف ولن يتوقف.

| القراءة الأهم: تأكدت أن القراءة هي أقصر الطرق لتعلّم كل شيء، حتى مهارات الحياة التي لا يخبرك عنها أحد! بحمد الله أنهي قراءة أو سماع كتاب كل شهر.

| مبدأ المسامحة: أعطيت فرصة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة … وعاشرة، ومن هنا عرفت المرأة الثلاثينية في الحب في شخصي أنا، فقلبي يتسع لجرعات كبيرة من الحب والمسامحة، مع التنويه لعدم قبولي لأي نوع من الإهانات الشخصية، وإن حصلت فأغلق بابي، مع التأكيد مرة أخرى على مبدأ المسامحة الذي دائمًا يعود على قلبي بالفرح والطهارة.

صفات المرأة في سن الثلاثين

 

| تقبلت الاختلاف: تقبلت الآخر الذي لا يشبهني، ولم أحاول تغييره! فمن أعظم هدايا الغربة لي هي تقبل الاختلاف، واحترام الآخرين وقناعاتهم الشخصية ومعتقداتهم، وبالمقابل كانت لي حرية البقاء حولهم أو الابتعاد، فلطالما حذّرت نفسي من أن يقع شيءٌ من الكِبْر في نفسي باعتقادي أنني أفضل حالًا أو أعلى شأنًا بسبب شكلي أو لوني أو كُنيتي! فكلكم لآدم وآدم من تُراب.

| استغليت عقلي الباطن: عملتُ جاهدة على استغلال آلية عمل عقلي الباطن في التخزين التلقائي، فيما أشاهد وأسمع طيلة الأسبوع، فقُل لي ما تشاهد وما تسمع أقل لك من أنت!

| عرفتُ قيمة العلاقات الإنسانية: من صفات المرأة في سن الثلاثين التي عرفتها خلال السنوات الماضية أكثر هي قيمة العلاقات، العائلة والأقارب، الأصدقاء ورفاق الروح، الناس التي تعبرُ حياتك مرّة، ولكنها تتركُ أثرًا لا يزول!