بنفسج

ميثاقًا غليظًا: كيف يكون الزواج مودة ورحمة؟

الإثنين 23 مايو

كيف أختار شريك حياتي؟
كيف أختار شريك حياتي؟

عندما نسمع كلمة الزواج وتساؤل كيف أختار شريك حياتي؟ يتبادر إلى أذهاننا مفاهيم مختلفة، يراه البعض مرادفًا للسعادة والسكن والاستقرار، ويراه آخرون نكدًا وشرًا لا بد منه، أو فوبيا ترعبهم، وذكرى تؤلمهم، وخوف من اتخاذ خطوة اختيار الشريك نتيجة تأثير البيئة، والأسرة، ووسائل الإعلام المختلفة، ورفيقات المجالس، مما قد يؤدى بالبعض إلى العزوف عن الزواج. 

وقلما يتحدث الناس عن الزواج بمعناه الذي أراده الله ولأجله خلق البشر؛ إما خوفًا من الحسد إن كانوا يعيشون زواجًا جميلًا، أو لأنهم لا يودّون مشاركة الآخرين حياتهم الخاصة. وهناك أناس لم يرزقوا لذة الزواج السعيد والحياة الهنيئة، وكانت تجربتهم صعبة؛ إما لسوء اختيارهم وعدم تحري السؤال جيدًا، أو للعجلة في الزواج للفوز باللقب، وقبل أن يفوتهم القطار، أو ضغطًا من الأسرة، وهربًا من كلام الناس ونظرات المجتمع. 

أجل، الأمر شائك ومعقد للكثيرين، وبعد الاستغراق في دوامة التفكير، وإصابة الرأس بالصداع نفضل الانسحاب وعدم التفكير، لكن اسمحوا لي أحبتي أن آخذ بيدكم ونبحر معًا قليلًا في بحر الزواج بأمواجه المضطربة، ونتعلم كيف يمكننا ترويض ذلك البحر وصولًا بسفينة حياتنا إلى البر بأمان، وذلك من خلال أن نفهم معًا ماهية الزواج وأهميته؟ وكيف نحطم صنم الاعتقادات الخاطئة عن الزواج؟ كيف نتهيأ نفسيًا للزواج؟ ما العمر المثالي للزواج؟ ومتى نقرر اتخاذ تلك الخطوة المهمة؟ كيف أختار شريك حياتي؟ ما دور الأسرة في تأهيل الفتاة للزواج؟ 

 ما هو الزواج؟ ولماذا نتزوج؟ 

كيف اختار شريك حياتي؟
من أجمل المعاني في تعريف الزواج هو أنه معجزة من معجزات الله فيقول الله تعالي "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا"

من أجمل المعاني التي أحبها في تعريف الزواج هو أنه معجزة من معجزات الله، أجل أستطيع أن أشعر باندهاشك مثلي عندما علمت بهذا المعنى أول مرة. لكننا في الحقيقة قرأنا آية الزواج كثيرًا ولم نتفكّر بها جيدًا، حيث يقول الله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا"؛ أي من معجزاته التي خلقها لنا من أنفسنا، شيء يدعو للتوقف والتفكر كثيرًا، واستشعار قيمة وعظمة هذا الدين، وهذا الأمر المقدّس والميثاق الغليظ وهو الزواج. كيف لا تكون معجزة وهي تجمع بين رجل أجنبي غريب، عن امرأة أجنبية غريبة عنه تمامًا، فيصبحا بكلمة الله زوجان، لا أحد أقرب إليهما منهما لبعضهما للآخر "هنّ لباس بكم وأنتم لباس لهنّ".

ودائمًا ما يأتي تشريع الدين الإسلامي مناسبًا لطبيعة الفطرة البشرية، والفطرة فيها يميل الرجل والمرأة لبعضهما بعضًا، ولديهما احتياجات متعددة يجب إشباعها، ولا يستطيع المرء تجاهل احتياجاته، ولذلك، فالزواج هو الطريق السليم والمشروع لذلك، وأيضًا حفاظًا على الجنس البشري وكثرة التناسل وعمارة الأرض.


اقرأ أيضًا: ملتقيات الزواج: ماذا بعد حديث المنصات؟


 كما أنه من سنن الأنبياء، ومن أهم أهدافه التي أحبها جدًا، وأشعر بالسكينة والطمأنينة حين أرددها هو قوله تعالى "لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"؛ فهدف أن يستمتع كلا الطرفين بالآخر، وأن يسكن كلا الزوجين إلى الآخر، وأن يستشعرا معًا الأمان والاطمئنان، أن يتعاملا بالود والرحمة، والنفس بفطرتها أميل إلى من تستند إليه وإلى من يؤانسها ويلاطفها، كما أنهما يحققا مراد الله في الحياة عبر الزواج، ويبتعدا عن الفواحش والفتن. ولتكوين مجتمع صالح، فهما بمثابة لبنته الأولى التي إذا صلُحت صلح المجتمع كله، وإذا فسدت فسد المجتمع كله.

قطار العمر "حطموا أصنام الزواج"

كيف أختار شريك حياتي؟
قد يتعجب البعض متسائلًا "هل للزواج صنم لنحطمه؟!". أجل هناك أصنام وليس صنمًا واحدًا للزواج، ويجب أن نحطمها ونتخلص منها جميعها.  "كلام الناس"؛ أول صنم علينا تحطيمه، ويشمل جوانب متعددة.
 
 فلا تستمع لهم إلا بالخير، وقلما يتحدثون بالخير، لا يهمك قطار الزواج لأنه ليس هناك قطار بالأساس، والناس هم من صنعوا هذا القطار، وجعلوا له موعدًا ينتهي حسب أهوائهم، فحطمي هذا الصنم، لا تسمعي لهم وتقبلي بشخص غير مناسب لمجرد أن تتخلصي من كلامهم.

| عمر الزواج: برأيي أنه ليس هناك وقت، أو عمر، أو مكان مناسب، ومحدد، ومتفق عليه للزواج "أي كقاعدة تُعمم". ولكن هناك شروط متى ما توافرت، فيمكنك حينها الإقبال على الزواج، ويتحدد الزواج "بالبلوغ"، والذي نعرفه كتربويين بأنه "القدرة على اتخاذ القرار وتبعاته"، فيشمل النضج والأهلية العقلية والتأهيل بمستوياته كافة. إذن، عندما  تتوافر تلك القدرة والشروط، وتقدم لخطبتك ما يناسبك ويكافئك، واستخرتي الله، ثم شاورتي العقلاء من الأهل وأصحاب الرأي والحكمة وأجمعوا على أنه يناسبك، فخذي خطوة الزواج، والتي تمر بمراحل متعددة؛ ابتداء من الرؤية الأولى والقبول وصولًا إلى النكاح.

| كلام الناس: قد يتعجب البعض متسائلًا "هل للزواج صنم لنحطمه؟!". أجل هناك أصنام وليس صنمًا واحدًا للزواج، ويجب أن نحطمها ونتخلص منها جميعها.  "كلام الناس"؛ أول صنم علينا تحطيمه، ويشمل جوانب متعددة، فلا تستمع لهم إلا بالخير، وقلما يتحدثون بالخير، لا يهمك قطار الزواج لأنه ليس هناك قطار بالأساس، والناس هم من صنعوا هذا القطار، وجعلوا له موعدًا ينتهي حسب أهوائهم، فحطمي هذا الصنم، لا تسمعي لهم وتقبلي بشخص غير مناسب لمجرد أن تتخلصي من كلامهم، وأنك أصبحت "عانسًا"، لأنك لست كذلك، ولديك جمال، ومقومات مختلفة في كل مرحلة عمرية تميزك عن غيرها، فحطمي هذا الصنم.


اقرأ أيضًا: الزواج جعلني امرأة أخرى: كيف تستعيدين ذاتك القديمة؟


| لا تسمحي لأحد بالتدخل في شؤونك: لا تسمعي لهم وتأخذي رأي كل من "هبّ ودبّ"، كما يقولون، وتدخليهم في شؤونك الخاصة ومشكلاتك مع زوجك أو خطيبك، لأنهم غالبًا ما يفسدون الأمر أكثر، فلا تأخذي إلا رأي الثقة وأهل الصلاح والمختصين. وفي النهاية "أهل مكة أدرى بشعابها"، يعني أنتما تعلمان جيدًا ما دار بينكم ويمكنكم حل الأمر معًا، فلا تعتادي دخول الناس في شؤونك الخاصة. 

| تجنبي وسائل التواصل الاجتماعي: السوشيال ميديا والزواج "شرّ لا بد منه"، وكان أسوء قرار أخذته، وكل هذا الكلام، وما على شاكلته من حديث متواتر بين المتزوجين سواء في مجالس النساء، أو على وسائل التواصل الاجتماعي التي هدمت الكثير من البيوت، وساعدت على نشر النفور والعزوف عن الزواج لمشاركتهن حياتهن الخاصة عليها بشكل سلبي فقط. عزيزتي لا تصدقي قالب الصفات للرجل المثالي المنتشرة على مواقع التواصل والتي تأتي تحت عنوان "كيف أختار شريك حياتي؟"

وإن كان لوسائل التواصل جانب إيجابي، فإن سلبياتها أكثر، فأرجوك عزيزتي، لا تتابعي تلك المواقع ولا تصدقي كل ما يُكتب فيها، لأن ذوي الحياة السعيدة لا يحبون مشاركتها على الملأ. وفي النهاية لكل شخص حياته وتجربته الخاصة غير قابلة للتعميم على الإطلاق، فحطمي هذا الصنم أيضًا. 

السوشيال ميديا والزواج "شرّ لا بد منه"، وكان أسوء قرار أخذته، وكل هذا الكلام، وما على شاكلته من حديث متواتر بين المتزوجون سواء في مجالس النساء، أو على وسائل التواصل الاجتماعي التي هدمت الكثير من البيوت، وساعدت على نشر النفور والعزوف عن الزواج لمشاركتهن حياتهن الخاصة عليها بشكل سلبي فقط.

| انتقي المحتوى عبر وسائل الإعلام والسينما:  من أهم الأصنام التي يجب أن تحطميها بعدم متابعتك لها، وانتقائك للمحتوى الذي تشاهدينه من خلالها، فلكم هدمت أسرًا، ولكم عزفت فتيات عن الزواج، خوفًا مما تشاهدنه من واقع مرير تنقله السينما والدراما والبرامج التلفزيونية عن المشكلات، والتي تبرزها بشكل غير واقعي لجذب المشاهدين، ولكنها تؤثر للأسف في العقل الجمعي بشكل سلبي. 

وإليك نصيحة تساعدك في تحطيم تلك الأصنام، "ركزي على المدخلات التي تشاهدينها وتستمعين إليها، وتذكري أن هذه ليست حياتك أنت، أنت لديك حياة رائعة ستعمرينها بشكل يناسبك، ولديك مصادر موثوقة تتلقين منها العلم، وتتأهلين من خلالها للزواج، فحطمي تلك الأصنام التي تسمم عقلك وحياتك".

 التهيئة النفسية للزواج: كيف أختار شريك حياتي؟

كيف أختار شريك حياتي؟
من المهم للمقبل على الزواج رسم صورة واقعية عن الحياة الزوجية بما تحمله من مسؤوليات

يولي الكثيرون العناية بالتهيئة الجسدية والصحية والمعرفية للزواج، ولكن يتجاهلون التهيئة النفسية رغم أنها لا تقل قدرًا عن التهيئة الجسدية، بل ربما تفوقها، ولذلك كان جل تركيزي عليها، ويمكن تحقيقها من خلال الآتي: 

| تبديد المخاوف: ينتاب أغلب المقبلين على الزواج مشاعر القلق والرهبة والخوف من أمور متعددة حول الزواج نفسه، أو حول طبيعة العلاقة الزوجية، أو مدى القدرة على التوافق مع شريك الحياة، أو حتى القدرة على تحمل المسؤولية الجديدة. ويمكن علاج ذلك من خلال التخلص من التوقعات السلبية عن الزواج الناتجة عن الاستماع لتجارب الآخرين الشخصية، الحرص على الحصول على معلومات صحيحة، ومن مصادر موثوقة حول الحياة الزوجية، إدراك الحاجة للوقت الكافي في بناء علاقة زوجية عميقة، والتخطيط للزواج وتحديد الأولويات.

النظرة الواقعية للزواج:  من المهم للمقبل على الزواج رسم صورة واقعية عن الحياة الزوجية بما تحمله من مسؤوليات والتزامات متعددة، من خلال معرفة الحقوق والواجبات الزوجية، وإدراك حجم المسئوليات الزوجية والأسرية والاجتماعية الجديدة، وأهمية المشاركة والتعاون بين الزوجين، والاستعداد للمتغيرات المختلفة التي قد تطرأ في الحياة الزوجية، إضافة إلى تقبل وجود بعض الاختلافات في شخصية الزوجين، وتقبّل فكرة قابلية عدم الاتفاق على بعض الأمور.

كيف أختار شريك حياتي؟
|  المشاركة: الحياة الزوجية قائمة على أساس الشراكة؛ أي تقبل وجود طرف مشارك في الحياة الزوجية بكل ما فيها من اتخاذ القرارات الأسرية، ومن تحمل المسؤولية، إضافة إلى المشاركة في الوقت والمشاعر والاهتمامات والطموحات.
 
 ولتحقيق المشاركة في الحياة الزوجية، لا بد من مناقشة كافة الموضوعات المتعلقة بالحياة الأسرية. واحترام وجهات النظر المختلفة بين الزوجين وتقبلها، وتجنب محاولة التحكم في شخصية الطرف الآخر وفرض السيطرة عليه، إضافة إلى التحلي بالمرونة في التعامل، وتقديم بعض التنازلات للطرف الآخر.

تحديد مقاييس اختيار شريك الحياة: حيث تعتمد نقطة الانطلاق إلى الحياة الزوجية المستقرة بالدرجة الأولى على حسن الاختيار، وليتم الاختيار بشكل سليم، يحتاج المقبل على الزواج أن يضع مقاييس معينة، ومعايير مناسبة لتطلعاته لتكون الفاصل الأساسي في تقييم مدى ملائمة الطرف الآخر ليكون شريك حياته، وتتمثل هذه المقاييس في جزئين: (مقاييس داخلية)  تركز على وجود التعاطف والتجاذب النفسي المتبادلِ، والتناسب في الأفكار ووجهات النظر، والاتفاق على قيم أخلاقية أساسية، والاتفاق على أهداف مشتركة في الحياة، و(مقاييس خارجية) تدور حول التناسب في العمر، والخصائص الجسمية، والمستوى الثقافي والتعليمي والاجتماعي. 

| التعرف على شريك الحياة:  من المهم أن تعرف الإجابة على سؤال كيف أختار شريك حياتي؟ وكيف يمكن التعرف على صفاته، وهناك مجموعة من الوسائل التي يستطيع من خلالها المقبل على الزواج التعرف إلى الطرف الآخر. كمثال؛ الاتصالات والمقابلات التي تسمح بتبادل الأحاديث والمناقشة في الموضوعات المتصلة بالزواج بهدف الاطلاع على الآراء والأفكار والتصورات، والذي من شأنه المساعدة في الكشف عن مدى تقبل كل من الطرفين للآخر، ومناقشة بعض الموضوعات مثل: "ملامح الشخصية" للتعرف إلى شخصية كل طرف للآخر، واكتشاف مدى القدرة على التلاؤم والتكيف مع صفات الشخص، والتأكد من أن الاختلافات الموجودة بينهما لن تكون مصدر خلافات في المستقبل.


اقرأ أيضًا: أساطير سنوات الزواج الأولى: عن السعادة الأبدية!


ومن المهم مناقشة "الحياة الزوجية والأسرية" لمعرفة وجهات النظر من حيث التباين والالتقاء، ومحاولة التوافق حول الأمور الجوهرية في حياتهما المستقبلية (دور الأب ودور الأم، الحقوق والواجبات الزوجية)، والجانب الديني، لاكتشاف مدى التقارب في التوجهات الدينية بين الطرفين، ودرجة تقبل الاختلاف.  ومن هنا نؤكد على أهمية مرحلة الاستعداد للزواج؛ فهي البوابة للدخول إلى عالم الحياة الزوجية، وتكوين الأسرة، والاستقرار، وتحقيق السعادة التي ستكون مرهونة على ما تم تحقيقه في هذه المرحلة.

 دور الأسرة في تأهيل الفتاة للزواج

كيف أختار شريك حياتي؟
تهيئة الفتاة للزواج هي حصيلة سنوات طويلة من عملية التربية والتنشئة الاجتماعية منذ الطفولة

تقع على عاتق الأسرة المسؤولية الأولى لتهيئة ابنتهم لبيت الزوجية وتحمل مسؤولية بناء أسرة، حيث تكون تهيئة الفتاة للزواج هي حصيلة سنوات طويلة من عملية التربية والتنشئة الاجتماعية منذ الطفولة، فحينما تنشأ الفتاة في جوٍ أسري مترابط، وتشاهد فيه الأم تتحمل مسؤولية الأسرة، وتربي إخوتها تربية فاضلة، وتغرس فيهم القيم والمبادئ الدينية والدنيوية، فإنها بكل تأكيد سوف تكتسب هذا الفعل من والدتها كونها قدوتها الأولى، فتتعلم الفتاة من أمها كيف تعامل زوجها المستقبلي من خلال معاملتها مع والدها، وتستلهم منها دورها الفعال في الحياة الزوجية من خلال مراقبة أفعالها؛ فهي بذلك تتهيأ نفسيًا في جوٍ أسري مستقر.

وعلى الأسرة أن تعلّم الفتاة دروسًا في الحِلم، وحسن العشرة، والقدرة على تحمل المسؤولية، وأن الحياة الزوجية، هي مشاركة وتعاون في المسؤوليات وفي حل المشكلات، وأساسها المودة والرحمة في جميع التصرفات، وهذا مبدأ يجب أن يتجسد في تعاملات الوالدين، إضافة إلى الخصوصية والسرية في حفظ أسرار الزوج، والصبر والرفق والكلمة الطيبة.

المال والرومانسية الزائدة لا يكفيان لنجاح الزواج، لذلك يجب الوعي بأن الزواج الناجح يُبنى على الاحترام، والمودة، والتفاهم والتفهّم، والصراحة والشفافية، والثقة المتبادلة، كذلك فإن كل الشهادات الجامعية والأموال والسلطة والاحترازات عند الزواج لن تكفل للمرأة حقوقها ولا سعادتها، وإنما الضمانة الوحيد لسعادة الزوجة واحترامها، أن يوفقها الله لرجل عنده دين ومروءة يتقي الله فيها.

فإذا تعلمت الفتاة هذه الخصال في صورة دروس عملية نشأت عليها في أسرتها منذ الصغر وتربّت عليها؛ فسوف تكون هذه قادرة على تقديم مثل هذه العطايا عند دخولها بيت الزوجية، وتساعدها في مواجهة التحديات التي تعترض طريقها بعد الزواج، ومساعدتها على العطاء التربوي المثمر لأبنائها على أسس تربوية، وكذلك تهيئتها لإتمام عملية البناء الاجتماعي القويم للأسرة؛ وهو ما ينتج عنه تراجع نسب الطلاق، وتحقيق حياة أسرية أكثر استقرارًا، وإنجاب أطفال أسوياء نفسيًا، كل هذا لن يتم إلا إذا أُعدّت الزوجة إعدادًا شاملًا على أسس تربوية سليمة في جميع الجوانب النفسية والاجتماعية والدينية والخُلقية.


اقرأ أيضًا: قبل أن يبدأ: أفكار متوارثة تجعل من " الزواج" مشروعًا فاشلًا


وختامًا؛ يجب وضع إجابات واضحة أمامك حول سؤال كيف أختار شريك حياتي؟ وعليك العلم أن المال والرومانسية الزائدان لا يكفيان لنجاح الزواج، ومن الضروري الوعي بأن الزواج الناجح يبنى على الاحترام، والمودة، والتفاهم والتفهّم، والصراحة، والشفافية، والثقة المتبادلة، كذلك فإن كل الشهادات الجامعية والأموال والسلطة والاحترازات عند الزواج لن تكفل للمرأة حقوقها ولا سعادتها، وإنما الضمانة الوحيد لسعادة الزوجة واحترامها، أن يوفقها الله لرجل عنده دين ومروءة يتقي الله فيها.