هل الخلافات مؤشر على أن العلاقة الزوجية في خطر؟ أم هي ملح الحياة؟ وهل يجب أن تخلو الحياة الزوجية من المشاكل لتكون مثالية؟ هنا نقدم نصائح لحل الخلافات الزوجية بهدوء دون اللجوء للعنف.
من الطبيعي ألا تخلو حياة الزوجين من المشاكل، فالخلافات ظاهرة صحية، لكن استمرارها هو الذي يشكل خطرًا على العلاقة. يختلف الزوجان حول طريقة تربية الأبناء، والإدارة المالية في المنزل، ونقاط أخرى كثيرة، لكن ليس عاديًا ألا يجدا حلًا.
استمرار الخلافات طريقٌ نهايته غياب الحب والألفة، وإذا غابا فسيصل الطرفان لطريقة في إدارة الخلاف، يراها البعض الحل الأمثل، ولكنها في الحقيقة "الحل الأسوأ"، وتتمثل في التوقف عن الحديث واستغلال الثواني المعدودة قبل إنهاء النقاش في توجيه اللوم والعتاب للآخر.
"أنا مش حكمل كلامي لأنك عمرك ما بتفهم عليّ"، هكذا تحاول أن تنهي الزوجة كلامها، فيرد الزوج: "أصلًا أنت كلامك كله غلط وما بتعرفي تعملي شغلة صح بحياتك". وهكذا يغيب الحوار الهادئ المحترم، وتصبح لغة التواصل بين الزوجين قائمة على الصوت العالي ورمي الاتهامات. تنقسم الخلافات الزوجية إلى مرحلتين.
مراحل الخلافات الزوجية
| المرحلة الأولى: تكون في بداية الحياة الزوجية، وفيها تظهر الاختلافات الناتجة عن عدم فهم كل من الزوجين لطبيعة الآخر، وما يحب وما يكره، وعن فروق العادات والبيئات، لذلك تُعدّ السنة الأولى هي حجر الأساس للزواج، فإذا استطاع الزوجان تخطيها بنجاح، فهذا مؤشر على حياة زوجية مستقرة.
أما إن كثرت خلالها الخلافات ولم يسعيا لإيجاد الحلول الوسط التي ترضي كليهما، ستظل الحياة غير مستقرة وقد يصلان إلى الطلاق، ولذلك تشهد ساحات المحاكم الكثير من قضايا الطلاق خلال أول ثلاث سنوات من الزواج، لذلك يجب الاهتمام واتباع سلسلة نصائح لحل الخلافات الزوجية عبر مستشار أسري أو طرف موثوق.
اقرأ أيضًا: الابتزاز العاطفي: ماذا إذا تلاعب بنا الأحبة؟
| المرحلة الثانية: تحدث بعد تخطي أول سنوات الزواج، في هذه المرحلة يكون الزوجان قد وصلا لمرحلة فهما فيها طبيعة شخصيتهما، وما يحب كل منهما ومايكره، وهنا تنقسم الخلافات إلى نوعين: النوع الأول هو الخلافات المعلومة للزوجين، أي أنهما يفهمان بعضهما، لكن يكون لكل منهما وجهة نظر ولا يستطيعان توصيلها لبعضهما بسهولة ما يسبب جدالًا طويلًا، لكنهما يتفقان في النهاية بعد معاناة. النوع الثاني ينتج عن رفض الطرفين الحوار والنقاش، وكل منهما يريد أن يفرض وجهة نظره.
نصائح لحل الخلافات الزوجية
هنا نقدم نصائح لحل الخلافات الزوجية؟ أولًا.. لا بد أن نتفق على أن الأزواج إما غير متفهمين لطبيعة الشريك، وإما يتفهمون لكنهم لا يسعون للحل. الزوج الذي يعرف أن زوجته تحب الإطراء، لكنه يصر على ألا يشكرها على وجبة طعام لذيذة بحجة أن كل النساء يفعلن ذلك، هو يفهم ولا يريد الحل. والزوجة التي تتعمد عدم تجهيز الفطور لزوجها قبل الذهاب للعمل وهي تعرف أن ذلك لا يعجبه، وتتذرع بأن كل الرجال يفطرون في العمل، هي تفهم ولا تريد الحل.
قد يرى البعض تلك الخلافات تافهة وأن في الحياة الزوجية مشاكل أعمق وأجدر بالحديث عنها، لكن الحقيقة أن المشاكل التي نظنها بسيطة ونعتقد أنها لن تؤثر على العلاقة قد تكون الأهم، لأنها تحمل تفاصيل تعكس مدى اهتمام كلا الزوجين ببعضهما والتي بدونها لن نستطيع وضع حجر الأساس للحياة الزوجية.
الاختيار ثم الاختيار ثم الاختيار، فمن البداية يجب أن يختار الشخص شريكًا لديه صفات وعادات مشابهة أو يمكن التكامل معها.
كيف ستتغاضى الزوجة عن أخطاء زوجها وهو لا يشكرها على صنع الطعام، وبالمقابل، كيف سيعود الزوج إلى المنزل سعيدًا وزوجته لا تريد إفساد نومها من أجل تحضير فطوره، التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الحب الكبير. وتلك نصائح لعلها تعين الأزواج على وأد الخلافات الزوجية في مهدها، وهي بمثابة "جرعة تطعيم وقائية" ضد الخلافات لمنع وقوعها:
| الاختيار: الاختيار ثم الاختيار ثم الاختيار، فمن البداية يجب أن يختار الشخص شريكًا لديه صفات وعادات مشابهة أو يمكن التكامل معها.
| ثقافة المدح: لا بد من المدح والثناء والشكر لكل شيء جميل يقدمه الشريك.
اقرأ أيضًا: العنف الزوجي ضد المرأة: لماذا نتقبل الإساءة؟
| الاعتذار: تقديم الاعتذار جميل عندما نخطئ في حق من نحب.
| الحياة تعاون: حقوق وواجبات لا بد أن يعرف كل طرف حقوقه وواجباته.
| الاهتمام أولًا: في الحياة الزوجية الغلبة تكون للحب وللاهتمام وللتفاصيل الصغيرة الجميلة، لا مكان فيها للأقوى.
| الاحترام: الاحترام خط أحمر، لا يتجاوزه الشخص ولا يسمح لأحد أن يتجاوزه مع شريكه.
| لا تسمح لأحد بفرض رأيه: يمكن أن يكون الأهل مستشارون، لكنهم ليسوا شركاء في الحياة الزوجية، أي أن للشخص الحق في الأخذ برأيهم أو رفضه.
| الهدوء: لا مكان للعناد والأنانية أثناء النقاش، فاللين والهدوء مطلبان أساسيان لحل الخلافات بطريقة صحيحة.
| لا تقلب بدفاتر الماضي: لا لفتح الملفات القديمة عند كل خلاف، وكما يقول المثل "اللي فات مات".
| الحفاظ على علاقة حميمة: يأخذ فيها كل من الشريكين حقه، عامل رئيس لعدم حدوث خلافات، عدم حصول أحد الزوجين على الإشباع الجنسي قد يكون سببًا رئيسًا للمشاكل، والخجل قد يمنع من الاعتراف بذلك، وهنا سيسقط الطرفان عدم حصولهما على المتعة الكافية التي هي حق من الحقوق الشرعية، في مشاكل أخرى دون معرفة السبب الرئيس وعلاجه.
اقرأ أيضًا: إلى حبيبين.. لا تنسيا التفاصيل الصغيرة
هنا قدمنا نصائح لحل الخلافات الزوجية وإذا أخذنا بتلك النصائح بمنزلة قواعد نلتزم بها ونذكر بها أنفسنا دائمًا، لن تكون هناك خلافات، بل ستكون حوارات ونقاشات نصل في نهايتها لحل يرضى الطرفين. همسة أخيرة للزوجين، لا يعيبكما طلب استشارة من متخصصين في مجال العلاقات الزوجية إن عجزتما عن إيجاد الحلول لخلافاتكما، وحافظا على أرصدة مملوءة بالحب لأن الخلافات المستمرة قد تترككما بدون رصيد من المودة والرحمة.
