بنفسج

"لطبخك كمان خططي": التحضير المسبق لوجبات الأسبوع

الإثنين 12 سبتمبر

تمتلك المرأة العاملة المتزوجة والأم خصوصًا ٢٤ ساعة مثل بقية البشر، ولكن المهمات المترتبة عليها كثيرة في البيت وخارجه، خصوصًا في مجتمعاتنا التي يكون فيها دور الزوج محدودًا، ويتنصل من المهمات المنزلية، مع العلم أنه يشاطرها ذات المهمة خارج المنزل، فهي موظفة مثله تمامًا في معظم الحالات، بل وفي بعض الحالات تكون ساعات دوامها أكثر، فقد يكون معلمًا ينتهي عمله الساعة 2 ظهرًا، وهي موظفة في مؤسسة خاصة قد يصل دوامها حتى الساعة 4 عصرًا. ولكن، للأسف تظل تلك المهمات المتمثلة بترتيب المنزل، الطبخ، تربية الأبناء ورعايتهم، التنظيف، تقع على عاتقها وحدها، وإن قصرت بها ستُلام دون رحمة.

لا يمكن إهمال مهمة، فجميعها بذات الأهمية، يرتبط بعضها ببعض أحيانًا، فالبيت النظيف يعني بيتًا صحيًا، وبذلك يظل الأطفال في جو صحي ونظيف. وجزء مهم من صحتهم وصحة الأم ذاتها هو وجود طعام صحي تشرف عليه الأم بشكل رئيس في معظم الحالات، والذي يعتبر مهمة ليست بالسهلة أبدًا كما يظن كثيرون، ولكن لماذا؟

| المهمة شبه اليومية

 
من أبرز المهمات المنزلية والأساسية التي لا يمكن تأجيلها هي الطبخ الذي تمارسه الأمهات بشكل شبه يومي، حيث يمكن أن يُستعاض عن الوجبات المنزلية بالوجبات الجاهزة أحيانًا، والمطاعم، مع استحالة يُعتمد عليها كليًا، خصوصًا في حال وجود أطفال، رعايتهم والحفاظ على صحتهم مرتبطة بنوعية الطعام الذي يأكلونه. عدا عن كون مهمة الطبخ مهمة شبه يومية، فهي أيضًا تستلزم وقتًا محددًا لا يمكن تأجيلها كثيرًا.

من أبرز المهمات المنزلية والأساسية التي لا يمكن تأجيلها هي الطبخ الذي تمارسه الأمهات بشكل شبه يومي،  فيمكن أن يُستعاض عن الوجبات المنزلية بالوجبات الجاهزة أحيانًا، والمطاعم، مع استحالة أن يُعتمد عليها كليًا، خصوصًا في حال وجود أطفال، رعايتهم والحفاظ على صحتهم مرتبطة بنوعية الطعام الذي يأكلونه.

عدا عن كون مهمة الطبخ مهمة شبه يومية، فهي أيضًا تستلزم وقتًا محددًا لا يمكن تأجيله كثيرًا، كأن تُعد وجبة الغداء في الليل أو في الصباح، كما أنها تحتاج دقة ومهارة، فهي مهمة لا يمكن إنجازها بسرعة وعشوائية، على الطاهي أن ينتبه للمقادير، ويكون دقيقًا فيها، فالقليل الزائد من الملح يعني أن الوجبة قد تصبح غير صالحة للأكل. طهي الطعام أيضًا بحاجة إلى الصبر، فقليل من العجلة قد تؤدي بأن يكون الطعام غير ناضج، والتأخر لدقائق أحيانًا يجعل الطعام محروقًا.

قد تبدو هذه المهمة، رغم كل الشروط التي ذكرناها، وما يحفها سهلة لربات المنازل، يودعن أطفالهن وأزواجهن للمدارس، ذاك يذهب إلى العمل، وأولئك يذهبون للمدرسة، وتتفرغ هي لبيتها، ولكن ما حال الأم إذا كانت عاملة أيضًا تخرج معهم وتعود معهم، كيف ترتب وقتها وتتدبر أمورها؟ بالعودة إلى بقية المهمات المنزلية يمكن للأمهات العاملات أن ينجزنها في وقت متأخر من الليل، كأن تكون جميع الأواني مغسولة قبل النوم الملابس مغسولة ومطوية، والبيت نظيف ومرتب، ولكن هل يمكن أن تحضر الطعام أيضًا مسبقًا؟

| الأم العاملة والطبخ .. متى تنجز المهمة؟

 
السيدة نهلة نوفل معلمة منذ ما يقارب الـ ٣٠ عام وزوجها كان معلمًا أيضًا يخرجان سويًا للعمل، ويعودون سوية رفقة أبناءها الأربعة، تقول في البداية كنت أحضر الطعام بعد عودتي من الدوام، كنت أنا وزوجي فقط وطفلي الأول صغير لا يأكل مما نأكل بالأساس وكمية الطعام صغيرة ومحدودة.
 
 ولكن بعد أن كبر أبنائي وبناتي وزاد عددهم باتت المهمة شاقة بعد العودة من الدوام، لأن الأم تكون بحاجة للراحة لا أن تبدأ بالعمل من جديد، ولذلك اتبعت تحضير الطعام تحضر بشكل مسبق وجزئي. 
 
توافقها آية العجوري التي تعمل أمينة مكتبة في إحدى الجامعات، فتحضر كل ما يمكن تحضيره ليخفف عنها المهمة، مضيفة أنه ليست كل أصناف الطعام صالحة للطبخ المسبق، فبعضها تؤجل إلى نهاية الأسبوع لأنها تحتاج جهد كبير وقت طويل.

السيدة نهلة نوفل معلمة منذ ما يقارب الـ ٣٠ عام وزوجها كان معلمًا أيضًا يخرجان سويًا للعمل، ويعودون سوية رفقة أبنائها الأربعة، تقول في البداية كنت أحضر الطعام بعد عودتي من الدوام، كنت أنا وزوجي فقط وطفلي الأول صغير لا يأكل مما نأكل بالأساس وكمية الطعام صغيرة ومحدودة، ولكن بعد أن كبر أبنائي وبناتي وزاد عددهم باتت المهمة شاقة بعد العودة من الدوام، لأن الأم تكون بحاجة للراحة لا أن تبدأ بالعمل من جديد، ولذلك اتبعت تحضير الطعام  بشكل مسبق وجزئي، ويظل لإكماله لمسات بسيطة لا تستغرق ال 15 دقيقة. 

توافقها آية العجوري التي تعمل أمينة مكتبة في إحدى الجامعات، فتحضر كل ما يمكن تحضيره ليخفف عنها المهمة، مضيفة أنه ليست كل أصناف الطعام صالحة للطبخ المسبق، فبعضها تؤجل إلى نهاية الأسبوع لأنها تحتاج جهد كبير وقت طويل. سناء عبد الحافظ طبيبة مخبرية تعمل في إحدى للمختبرات الطبية، تقول بعض الطعام يمكن تحضيره قبل يوم كامل، والبعض الآخر قبل الفجر أي قبل الخروج للدوام وهذا مرتبط بنوع الطعام.

cooking-vegetables.jpg
الأم العاملة عليها عبء إضافي وهو الطبخ وأعمال المنزل التي لا تنتهي، وهي مهام لا تدرك صعوبتها إلا النساء فقط

توفقهن الرأي المعلمة تغريد محمد، وهي معلمة منذ 25 عامًا تقريبًا وأم لأربعة أبناء بنت وثلاث ذكور،  فتقول إنها تعتمد هذا الأسلوب منذ بداية زواجها، وقبل أن يكثر أبناؤها وتزيد مهماتها، وليس الطبخ المسبق لكل يوم بيومه، فأحيانًا تعد الوجبة تكفي يومين، على شرط أن تكون مناسبة، فمثلًا الطعام الذي يحتوي على دجاج لا يمكن أكله بائتًا، لأن طبيعة الدجاج يتغير طعمه بسرعة مع الوقت، في حين أن الطعام الذي يحتوي على لحم يمكن أكله ليومين لأن اللحم يحتفظ بطعمه لوقت أطول.

المعلمة عتاب الحاج تتبع ذات الطريقة، ورغم أنها زوجت جميع أبنائها وظلت هي وزوجها في البيت، إلا أنها ما زالت تطبخ مسبقًا، وأحيانًا ليومين، لأن ذلك أسهل بكثير من الطبخ اليومي، وفي موعده حتى أنها تتبع هذه الطريقة في الولائم، فتعد ما يمكن إعداده في اليوم المسبق، دون أن يتأثر طعم الطعام وجودته.


اقرأ أيضًا:  أثناء العمل: خيارات خفيفة صحية للتغلب على الشعور بالجوع


ليست العاملات وحسب، فتقول ربة المنزل عائشة الطاهر، وهي في بداية الثلاثين من عمرها وأم لثلاثة أطفال أنها كثيرًا ما تحضر الطعام مسبقًا، في حال سمح لها وقتها، أو كان لديها مشاريع في اليوم التالي.  بل أنها تعتبر التجميد وسيلة سحرية لتوفير الوقت والجهد، فكثيرًا ما تصنع مرقة لحم إضافية وتضعها في الثلاجة لتستخدمها في أيام أخرى، ناهيك عن تجميدها لكثير من الأطعمة بشكل شبه مطبوخ لتكمل طهيها في ما بعد، مثل المخشي كوسا، وورق العنب واليخنات، بكل أشكالها وأنواعها، فلا يبقى إلا طهيها، ليكون الطعام جاهزًا في وقت قياسي!

| لماذا الطبخ المسبق؟

الأم العاملة تقضي نصف نهارها في الوظيفة ، ونهاية الدوام لا تعني نهاية المهمات، فهي ستعود للمنزل لمتابعة الأبناء، وبعض المهمات المنزلية الأخرى من ترتيب ومساعدة الأبناء في واجباتهم المدرسية، وغيرها.

 ناهيك عن حاجتها شخصيًا للراحة، وبالتالي إعداد الطعام المسبق، يعني توفير كثير من الوقت والجهد وإيجاد مساحة للراحة، ففي حال لم يكن هناك طعام مجهزًا مسبقًا، وبدايتها في الطهي من الصفر، ساعتين في الطبخ، وتأخير في تناول الطعام وتعب فوق تعب العمل.

الأم العاملة تقضي نصف نهارها في الوظيفة، ونهاية الدوام لا تعني نهاية المهمات، فهي ستعود للمنزل لمتابعة الأبناء، وبعض المهمات المنزلية الأخرى من ترتيب ومساعدة الأبناء في واجباتهم المدرسية، وغيرها، ناهيك عن حاجتها شخصيًا للراحة، وبالتالي إعداد الطعام المسبق، يعني توفير كثير من الوقت والجهد وإيجاد مساحة للراحة، ففي حال لم يكن هناك طعام مجهزًا مسبقًا، وبدايتها في الطهي من الصفر، ساعتين في الطبخ، وتأخير في تناول الطعام وتعب فوق تعب العمل.إضافة إلى ذلك، فإن تعويد الابناء والزوج على المساعدة،  سيخلق جوًا من التعاون وتحمل المسؤولية بشكل مشترك، وتقدير جهد الأم وتعبها مقدار حاجتها للراحة مثلهم تمامًا، وهُنا نقدم لكِ عزيزتي القارئة بعض النصائح التي تساعدك في إنجاز هذه المهمة بشكل سلس ومريح.

| في التبكير بركة: يبدأ داوم معظم الدوائر ما بين الساعة الثامنة والتاسعة، سواء كانت حكومية أو خاصة، لذلك ستكون الفترة ما بعد صلاة الفجر حتى الساعة السابعة مثالية لإنجاز مهمة تحضير الطعام المسبق.

| أنجزي ما يمكن إنجازه: التحضير المسبق للطعام، كما عرضنا سابقًا عبر تجارب بعض السيدات لا يكون بطبخ الطبخة كاملة دائمًا، بل تحضير ما يمكن تحضيره واستكمالها عند العودة من الدوام للحفاظ على جودتها، مثل تقطيع الخضار مسبقًا، إخراج المجمدات من الثلاجة، تحضير مرقة الدجاج أو اللحم، نقع الأرز. وعند العودة تكمل ما تبقى، وهذا لن يأخذ من وقتك الكثير، فالأرز المنقوع يحتاج ١٥ د على النار حتى ينضج واليخنات سواء مجندة أو طازجة، في حال كانت مقطعة تسقط في المرقة المحضرة مسبقًا، و١٠ د من الغلي سويًا تجعلها جاهزة للأكل، صينية الخضار أو اللحم "الكفتة" يمكن طهيها كاملة صباحًا، وترك مهمة التحمير التي تحتاج لـ ١٠ د عند العودة. حلة المحاشي يمكن تحضيرها من حفر ولف وحشي وترتيبها داخل الحلة مسبقًا، وفي اليوم التالي وبعد العودة من الدوام يمكن طهيها.

تحضير 4.webp
من المهم ترتيب الأولويات لدى المرأة العاملة وأنجزي ما يمكن إنجازه من تحضير مسبق للطعام

| ترتيب الأولويات: في الصباح هناك عدة مهمات تؤديها الأم، وهي إيقاظ الأبناء وتجهزهم للدوام، وتجهيز نفسها، وتحضير الفطور، إضافة إلى مهمة تحضير الطعام المسبق، لذلك عليها أولًا وبهدوء من دون تخبط أن ترتب المهام، وأن تعد الطعام الخاص بالغداء حسب المطلوب، ثم تحضر الفطور وبعدها توقظ الأبناء وتجهزهم. وأخيرًا تجهز نفسها ويتناولون وجبة الإفطار قبل التجهز أو بعد حسب المناسب بترتيب ونظام.

| ا"لأكل بدو نفس": على الأم أن تجدد نيتها في كل صباح لهذه المهمة التي تحمل لها أجرًا عظيمًا، وتستذكر أسباب القيام بها، حتى تتحلى بالدافعية وتتجدد لديها الرغبة، وبهذا تصنع الطعام بنفس طيبة دون ملل أو عدم رغبة.

يقول المثل "زوجك على ما عودتيه وابنك على ما ربيتيه". عودي أبنائك أن الطعام لن يكون جاهزًا مباشرة فور عودتهم، ليأخذوا قسطًا من الراحة، ويبدلوا ملابسهم، وبعدها بمدة لا تزيد عن ساعة يمكن تناول الطعام، وبذلك ستكون فرصة أن يكون الجميع قد عاد من دوامه ويجتمعوا على سفرة واحدة.

| ضعي روتين: يقول المثل "زوجك على ما عودتيه وابنك على ما ربيتيه". عودي أبناءك أن الطعام لن يكون جاهزًا مباشرة فور عودتهم، ليأخذوا قسطًا من الراحة، ويبدلوا ملابسهم، وبعدها بمدة لا تزيد عن ساعة يمكن تناول الطعام، وبذلك ستكون فرصة أن يكون الجميع قد عاد من دوامه ويجتمعوا على سفرة واحدة، وفي ذات الوقت تكونين أنت أيضًا قد أكملت ما تبقى تجهيزات الطعام في حال كان هناك تجهيزات متبقية وبدلتي ملابسك وارتحت قليلًا.

| اطلبي المساعدة: في حال كان لديك أبناء في الجامعة قد يعودوا قبلك، أو قد يخرجوا إلى دوامهم بعدك، أو لديهم إجازات في يوم دوامك، اطلبي منهم مساعدتك في هذه المهمة بما يمكن مثل نقع الأرز أو إخراج المفرزات حتى تذوب وهكذا.

| اختاري الأصناف المناسبة: كما ذكرنا سابقًا، لا يمكن إنجاز جميع الأصناف بشكل مسبق، مثل المقلوبة، فتحتاج لوقت طويل وقلي محتوياتها بشكل مسبق قد يؤثر على طعمها، لذلك اختاري اليخنات المجمدة مسبقًا، مثل الملوخية والفاصولية أو الصواني المحمرة في الفرن، ولا تأخذ وقتًا طويلًا، أو أطعمة يمكن تجهيزها قبل بيوم، مثل تحضير حلة من المحاشي وطهيها في اليوم التالي.
 
| جهزي قائمة: جهزي قائمة الأكلات التي ستتم على مدار الأسبوع، وأحضري جميع مستلزماتها حتى لا تقعي في الحيرة أو ينقص عليك شيء من الأغراض.

| الثقافات تحكمنا: ولكن في مجتمعاتنا يقع كل عبء المهمات المنزلية على الأم، ولكن هذا لا يعني أن ما اعتدنا عليه هو الصحيح، فالزوج يجب أن يكون له دور في هذا الجانب وأكبر قدوة لنا في هذا السياق سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، الذي كان يعاون أهل بيته في بعض المهمات، وأكد في أحاديثه على الأمر حين قال: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي". لذلك اتفقي معه من البداية أن تتقاسما أعباء المنزل بعد الزواج، وفي ذاك سيكون الحمل أخف بكثير مما تتوقعين.

| لا بأس بالنواشف: لا بأس أن يكون هناك يوم للأكل السريع، مثل المقالي والنواشف السريعة أو السندويشات المشبعة كبديل عن وجبة كبيرة.