بنفسج

كيف نواجه شبح التنمر في المدارس؟

الأربعاء 18 يناير

التنمر في المدارس
التنمر في المدارس

وفقًا لمؤسسة اليونيسف المعنية بالصحة النفسية والجسدية للأطفال والمراهقين حول العالم؛ فإن التنمر في المدارس هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة.

وقد يأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الإشاعات، أو التهديد، أو مهاجمة الطفل المُتنمَّر عليه بدنيًا أو لفظيًا، أو عزل طفلٍ ما بقصد الإيذاء أو حركات، وأفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ.

التنمر المدرسي يزداد يومًا بعد يوم، ربما يكون طفلك متنمِرًا أو مُتنمَرًا عليه، ولكن كيف ينجو  أطفالنا من شبح التنمر المدرسي؟ هذا ما سنعرفه معًا في السطور التالية.

ما هو التنمر في المدارس؟

التنمر في المدارس

التنمر في المدارس هو الأكثر شيوعًا بين الأطفال في مراحل التعليم المتوسطة والثانوية، وهو يعني التعرض بالأذى عمدًا من خلال السلوك اللفظي أو الجسدي أو الاجتماعي أو جميعهم بصورة متكررة. 

يمكن أن يحدث التنمر في المدارس شخصيًا وجهًا لوجه في الفصل أو ساحة المدرسة، أو تنمر عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يكون واضحًا علنيًا أو مخفيًا.

التنمر في المدارس هو الأكثر شيوعًا بين الأطفال في مراحل التعليم المتوسطة والثانوية، وهو يعني التعرض بالأذى عمدًا من خلال السلوك اللفظي أو الجسدي أو الاجتماعي أو جميعهم بصورة متكررة. 

يمكن أن يحدث التنمر في المدارس شخصيًا وجهًا لوجه في الفصل أو ساحة المدرسة، أو تنمر عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يكون واضحًا علنيًا أو مخفيًا.

لا يقتصر تعريف التنمر في المدارس على الشجارات العابرة بين الأصدقاء أو حوادث الشجار والعراك أو سوء الفهم العابرة. ولكن ما يؤكد على كون الفعل تنمرًا، هو تكراره باستمرار عن قصد وبصور مختلفة تجاه شخص واحد بعينه.

مظاهر التنمر المدرسي

التنمر في المدارس
عليك أن تعلمي السمات الأساسية للتنمر وتفرقيه عن الشجار أو سوء الفهم 

ربما تتساءلين؛ هل تعتبر كل شكوى من طفل تجاه مضايقات يتعرض لها في صفه هي تنمر مدرسي؟ والإجابة لا ليس بالضرورة، لا يوجد طفل في سن المدرسة أو حتى أصغر لم يتعرض للإغاظة أو المضايقات من أخ أو صديق، وهذا لا يُعتبر شيئًا ضارًا إذا تم بطريقة تتسم بالدعابة والودّ بين الطفلين، أو حتى كان على فترات أو بسبب مواقف يتبادل فيها الأطفال دور المخطئ، هذه المواقف تحدث وستظل تحدث دائمًا، لكننا نعتبره تنمرًا متى كان الكلام أو الفعل جارحًا ومقصودًا ومتكررًا.

كما ذكرنا سابقًا عن تعريف التنمر والفرق بينه وبين الشجار والعراك العابر بين الأصدقاء، فإن أكثر ثلاث سمات تميز التنمر وتفرقه عن الشجار أو سوء الفهم هو أن يكون الفعل متوفرًا به  السمات الرئيسة الثلاث للتنمر  في المدارس هي:  إساءة استخدام السلطة  (الطفل القوي/المشهور/الأكبر سنًا/الأكثر ذكاءً...) ثانياً أن يكون فعلاً مستمرا ومتكرراً ثم أن  ينطوي على سلوكيات تسبب الضرر النفسي أو البدني. كما تتضمن مظاهر التنمر المدرسي 4 أشكال وهي:

| تنمر جسدي: عن طريق الضرب، أو الدفع، أو اللكم، أو التخويف، أو ايذاء شخص آخر جسديًا، أو إتلاف أو سرقة ممتلكاتهم عن طريق الفعل أو التهديد.

| تنمر نفسي: عن طريق العبارات اللفظية / المكتوبة مثل الشتائم، أو إهانة شخص ما بصفات جارحة، أو معايرة شخص بمرض أو مظهر أو ضعف به.


اقرأ أيضًا: متنمِر أم مُتنّمر عليه؟ عن ظاهرة التنمر عند الأطفال


| تنمر اجتماعي: (يسمى أحيانًا التنمر العلائقي أو العاطفي)، مثل تعمد استبعاد شخص ما من مجموعة أو نشاط صفي، ونشر الشائعات السيئة حوله، ومشاركة المعلومات التي سيكون لها تأثير ضار على الشخص الآخر من حيث القبول الاجتماعي.

| التنمر الإلكتروني: وهو أي شكل من أشكال سلوك التنمر يحدث عبر الإنترنت أو عبر جهاز محمول. يمكن أن يكون لفظيًا أو مكتوبًا، ويمكن أن يتضمن تهديدات بالعنف، إضافة إلى الصور ومقاطع الفيديو و / أو الصوت.

من هم الأكثر عرضة للتنمر في المدارس؟

التنمر في المدارس
على غير الشائع، فإن الأطفال المتفوقين أو الذين لديهم مهارات ملحوظة ومميزة، ويحظون على قدر من الاهتمام والاحترام من معلميهم ومقدمي الرعاية، يعدون أكثر عرضة للتنمر في المدارس وبخاصة من الأطفال الأقل موهبة وذكاءً.
 
الأطفال المسالمون أو المنطوون والخجولون هؤولاء الأطفال من أكثر الفئات التي تتضرر من التنمر في المدارس، ليس باعتبارهم صيدًا سهلًا للمتنمر وحسب، ولكن لأنهم غالبًا لا يتحدثون عما يحدث معهم مبكرًا.

وفقًا لتصريحات الجمعية الأمريكية للطب النفسي، فإن أي طفل مهما كانت صفاته الجسدية والاجتماعية هو عرضة للتنمر في المدارس، ولكن هناك سمات معينة ببعض الأطفال تجعلهم أكثر عرضة من أقرانهم للتنمر المدرسي، وهي:

| الأطفال ذوي الإعاقات: الطفل المختلف في المظهر الخارجي، أو السلوكي، نتيجة إعاقة حركية أو ذهنية يعدون على رأس قائمة الأطفال الأكثر عرضة للتنمر المدرسي. يليهم الأطفال المختلفين في الحالة الاجتماعية كالمنفصلين أبويهما، أو متوفيًا أحد الوالدين أو كلاهما، بالإضافة لمختلفي الديانة عن الشائع في المجتمع الذي يعيش فيه الطفل.

| الأطفال المتفوقون والموهوبون: على غير الشائع، فإن الأطفال المتفوقين أو الذين لديهم مهارات ملحوظة ومميزة، ويحظون على قدر من الاهتمام والاحترام من معلميهم ومقدمي الرعاية، يعدون أكثر عرضة للتنمر في المدارس وبخاصة من الأطفال الأقل موهبة وذكاءً.


اقرأ أيضًا: علاقة الأب بابنته: هكذا يصوغ حبه مستقبلها


| الأطفال المسالمون أو المنطوون والخجولون: هؤولاء الأطفال من أكثر الفئات التي تتضرر من التنمر في المدارس، ليس باعتبارهم صيدًا سهلًا للمتنمر وحسب، ولكن لأنهم غالبًا لا يتحدثون عما يحدث معهم مبكرًا، وبالتالي يتعرضون للإساءة بصمت وبصورة متكررة على فترات طويلة قبل أن يُكتشف أمرهم.

كيف أعرف أن طفلي يتعرض للتنمر المدرسي؟

التنمر في المدارس

بشكل عام تتعدد مظاهر تعرض الطفل للتنمر المدرسي وتتوقف على عدة عوامل، نوع التنمر ومدته   ففقدان الثقة بالنفس والأفكار الدونية السيئة عن النفس وعدم الاستحقاق والآثار الجسدية للضرب والعنف أو ضياع الممتلكات وتخريبها. 

اضافة للرفض المتكرر بشدة أو مع اختلاق الحجج لعدم الذهاب للمدرسة، و الانعزال والانطواء والخجل الاجتماعي والخوف من الاندماج في التجمعات الجديدة،  والبكاء أو العصبية أو تخريب الأشياء الخاصة.

أحيانًا يكون التنمر خفيًا، وهو النوع الأكثر صعوبة، وأحيانًا يكون التنمر في المدارس علنيًا وواضحًا وملحوظًا من الأهل والمدرسين، وهنا يسهل التعامل إلى حد كبير مع الأمر، ولحسن حظي كان هذا النوع الذي اختبرته طفلتي، فلم تطل مدته حتى تعاملنا معاه بشكل صحيح، ومع ذلك أخذ منا ما يقرب من 9 أشهر لمحو آثار تنمر مدته شهر كامل، ومع ذلك نُعد أنفسنا محظوظين بهذه المدة كون طفلتي طفلة اجتماعية تتحدث وتعبر عن مشاعرها، فالأمر يصبح أكثر سوءًا مع الأطفال المنطوين أو الخجولين جدًا.

بشكل عام تتعدد مظاهر وآثار التنمر المدرسي على الطفل حسب نوع التنمر ومدته  كالآتي:  فقدان الثقة بالنفس والأفكار الدونية السيئة عن النفس وعدم الاستحقاق. الآثار الجسدية للضرب والعنف أو ضياع الممتلكات وتخريبها، و فقدان التركيز الدراسي أو التركيز في التمارين الرياضية وتراجع الأداء المدرسي.


اقرأ أيضًا: كيف نصنع من أطفالنا أبطالًا مزيفين؟


إضافة للرفض المتكرر بشدة أو مع اختلاق الحجج لعدم الذهاب للمدرسة ، و الانعزال والانطواء والخجل الاجتماعي والخوف من الاندماج في التجمعات الجديدة، والبكاء أو العصبية أو تخريب الأشياء الخاصة، أو محاولات إيذاء النفس، كقص الشعر أو الخربشات أو قضم الأظافر، بالاضافة إلى   الميل للسلوك العنيف والعدواني وتغيرات السلوك المفاجئة بشكل عام ومشاكل الصحة النفسية التي تأتي مع طول مدة التنمر وتعدد أشكاله مثل: الاكتئاب، ونوبات القلق والتبول اللاإرادي، وحدوث حالات الانتحار.

لاحظي أن التنمر العلني يشمل الأفعال الجسدية، مثل اللكم أو الركل أو الأفعال اللفظية التي يمكن ملاحظتها مثل الشتائم والإهانة ، أما التنمر السري، ويصعب جدًا على شخص خارج نطاق التفاعل التعرف عليه، يشمل إيماءات اليد والنظرات التهديدية، أو الهمس، أو الاستبعاد.

كيف أتعامل مع ابني الذي تعرض للتنمر المدرسي؟

التنمر في المدارس
اسمعي طفلك للنهاية ولا تلوميه على أنه لم يخبرك أن تعرض للتنمر منذ البداية ولا تؤنبيه على عدم دفاعه عن نفسه

إذا كنت ولي أمر محظوظ، فسيتحدث لك طفلك ويخبرك بما يحدث معه، ولكن للأسف لا يحظى أولياء الأمور في الأغلب على هذه الميزة، لأنه غالبًا لا يتحدث الأطفال عن تعرضهم للتنمر، لعدة أسباب أهما : عدم إدراكهم أن ما يتعرضون له هو تنمر،و الخوف أو الخجل من ردة فعل الوالدين خاصة إذا كانوا ذي طبيعة قاسية، و الخوف من تهديدات المتنمر، والقلق من ألا يصدقهم أحد ، والخوف من اللوم والتعنيف من ذوي السلطة كمقدمي الرعاية والمدرسين.

وفقًا لموقع اليونيسف والجمعية الأمريكية لطب الأطفال، فإن واحدًا من كل خمسة أطفال في المرحلة المتوسطة والعليا يتعرضون للتنمر في المدارس،  وبناء على ذلك، باعتبارك، أم، ماذا لو علمت أن طفلك يتعرض للتنمر؟ خذيها قاعدة أن تسألين وتسمعين أكثر مما تتكلمين.

| استمعي لطفلك: اسمعيه حتى النهاية دون أحكام مسبقة، طمئنيه أنه فعل الصواب باخبارك وأن موقفه شجاع جدًا.

| تعاطفي معه وأقرّي بما يشعر به: تحلي بضبط النفس دون انفعال أو انهيار قدر الإمكان، مهما كان الأمر صعبًا، أو كانت التفاصيل مزعجة، لأنه لو شعر بك متوترة سيخاف من اخبارك بقية التفاصيل.

| ابتعدي عن اللوم والتأنيب والتعنيف: لا تقولي أشياء مثل "لماذا لم تخبرني في وقت سابق؟ لماذا لم تدافع عن نفسك؟ أنت السبب في ما حدث؟ كل هذه العبارات تزيد الأمر سوءًا ولن تحل شيئًا. 


اقرأ أيضًا: "'طفلي عدواني"... توقفي عن قول هذا


| حافظي على الهدوء: وتجنّبي الانفعال، وتواصلي مع المسؤولين في المدرسة التي تعرض فيها طفلك للتنمر، تابعي معهم خطوة بخطوة طرق حل المشكلة واتخاذ ردة الفعل المناسبة.

| طمئني طفلك: قولي له أنك بجانبه مهما حدث وبأنكما ستواجهان هذه المشكلة معًا.

| علميه حماية النفس: وضحي لطفلك كيفية حماية نفسه من أذى الآخرين، سواء جسديًا أو لفظيًا عن طريق المحاكاة ولعبة تمثيل الأدوار.

| سجليه في نادي رياضي: ألحقي طفلك برياضة بدنية أو جماعية لاكسابه الثقة بالنفس والقوة البدنية.

كأم تعرضت طفلتها للتنمر المدرسي تعرف أن شبح التنمر يحلّ دون سابق إنذار،  كان هذا المقال هو الأكثر وجعًا في كتابته لكنه  وضع على عاتقي مسؤولية كبيرة، مسؤولية دق جرس الانتباه لصحة أطفالنا النفسية بعدم إهمال أي عرض سلوكي غريب مهما كان صغيرًا، لأنه بسحب الخيط خلفه ربما يقودنا لتجربة تنمر صعبة يعيشونها أطفالنا دون أن يفصحوا.

| عوديه على الشجاعة: عرّفيه لمن يلجأ في المدرسة إذا تعرض للتنمر بشجاعة ودون خوف أو خجل بأن يقول ما حدث بالفعل معه، ومن تسبب له بالأذى وماذا كانت ردة فعله.

| تابعي طفلك بانتظام: واسأليه كيف تسير الأمور، ولاحظي سلوكه يومًا بعد يوم.

| لا تترددي في طلب المساعدة: في حالة أن أثّر التنمر المدرسي على طفلك من الناحية النفسية، لا تترددي في طلب مساعدة أخصائي اجتماعي أو نفسي.

كأم تعرضت طفلتها لـ "التنمر  في المدارس" تعرف أن شبح التنمر يحلّ دون سابق إنذار،  كان هذا المقال هو الأكثر وجعًا في كتابته لكنه  وضع على عاتقي مسؤولية كبيرة، مسؤولية دق جرس الانتباه لصحة أطفالنا النفسية بعدم إهمال أي عرض سلوكي غريب مهما كان صغيرًا، لأنه بسحب الخيط خلفه ربما يقودنا لتجربة تنمر صعبة يعيشونها أطفالنا دون أن يفصحوا.