بنفسج

على أعتاب عام جديد: خطوات لعام أكثر إنجازا

الأحد 07 يونيو

عندما يشارف عامٌ ما على الانتهاء، فإننا نبدأ بالاستعداد لاستقبال عام جديد وكلنا أمل بأننا سنكون أفضل حالًا، وأكثر إنجازًا من الأعوام السابقة، نحدد أهدافًا و نرسم خططاً ونتمنى أمنيات، ثم عند أول عقبة نتعرض لها ربما؛ نتراجع، أو تفتر عزيمتنا، أو نتوقف ونقول لأنفسنا: يا لها من سنة بائسة! وقد نستمر في خططنا و مشاريعنا، ونتحدى العقبات التي تعترضنا، وعندما ينتهي العام ننظر إلى إنجازاتنا بفخر ورضا، ونستقبل العام المقبل بهمة أكبر.

فهل هناك مقترحات قد تزيد فاعلية خططنا وترفع أداءنا إلى حد مرضٍ؟ سأقترح وفق خبرتي المتواضعة في التخطيط، بعض المقترحات والأفكار التي قد تزيد فاعلية مخططاتكِ، و تمنح أهدافكِ بعدًا أكثر واقعية:

 | انظري إلى الماضي بعين الرضا: تلمّسي إنجازات العام السابق مهما كانت صغيرة، و يفضل أن تدونيها، وتقيّميها، لأن ما وصلت إليه فعلًا في مجال الدراسة أو العمل أو التربية أو الهواية، يمكنك أن تبني عليه إنجازات أكبر في العام المقبل.

 | ليكن لك هدف بعيد الأمد: وهذا يسهّل عليك التخطيط، ويكشف لك الطريق. ومهما كان الطريق صعباً؛ فإنه يمكن تجزئة الخطوات المؤدية إلى هدفك الكبير على مدى عدة سنوات، وستعرفين ما هي الخطوة التي عليك القيام بها لهذا العام. فمثلًا إذا كنت تطمحين إلى الحصول على مهنة محاضرة جامعية في مجالك، فإن هدفك هذا يتطلب الحصول على شهادة الدكتوراه، ولكنك لا تملكين شهادة ماجستير، لذلك فإن خطتك القادمة هي استيفاء شروط قبول درجة الماجستير والتقدم لنيلها.

 | اعتمدي على التغييرات الصغيرة: ليس من السهل على الإنسان أن ينقل عاداته، وطرق تفكيره إلى مستويات أعلى في وقت قصير جدًا، بل ربما يفعل ويفشل في الاستمرار. ولكن التغييرات الصغيرة ستكون ذات فائدة أكبر على المدى الطويل، كما أنها ستكون أكثر ثباتًا وأكثر سهولة لاكتسابها.

 | قسّمي الخطط إلى أجزاء: اجعلي لك أهدافا صغيرة موسمية وشهرية وأسبوعية، ولا تقومي بالتخطيط لها في جلسة واحدة، إنما ضعي أهدافًا عامة على مدى العام، ثم خططي كل شهر على حدة مثلًا.

 | اجعلي خططك مرنة: لأن الخطط المرنة قابلة للتعديل وفق تغير الظروف التي ستمرين بها لاحقًا، فربما تظهر عقبات لم تضعيها من قبل في الحسبان، أو تظهر فرص جديدة لا تعوض.

 | تسامحي مع فترات الفتور: لأن هذه الفترات طبيعية، فلا يوجد إنسان يمكنه البقاء متحمسًا طوال الوقت. وإذا تسامحتِ مع نفسك في هذه الفترات؛ فإنك ستعودين إلى العمل والإنجاز بهمّة أعلى. أما إن استسلمتِ للّوم والإحباط؛ فإن اليأس سيصيبك، وسيمنعك من الإنجاز لمدة طويلة.

 | إذا كانت لديك أهداف محددة فخططي للعمل عليها: أي لا تقولي سأحصل على سيارة في شهر كذا، أو سأحصل على شهادة في اللغة في يوم كذا، بل خطّطي للعمل المؤدي لهذه الأهداف؛ لأن النتيجة النهائية قد تتأخر بعد أن أمضيت وقتًا طويلًا في العمل عليها، وهذا قد يصيبك بالإحباط والتكاسل عن الوصول للنتيجة النهائية.

 | قومي بمراعاة كل جوانب حياتك: خططي للجانب الروحي والصحي والاجتماعي والمالي والتعليمي. ولا تنسي هواياتك وأوقات استجمامك، وكل ما يدفع بك إلى الإنجاز والعطاء، فإن التوازن في الخطط سيجعلك تعملين براحة وفعالية أكبر.

وفي الختام، فإني أنصحك أن تقيّمي خطواتك وإنجازاتك، وأن تلاحظي أخطاءك وتقصيرك، حتى إذا ما أردتِ التخطيط للعام التالي فإنك ستجعلين خططك أفضل وإنجازاتك أكبر، وستجعلين من كل عامٍ عامًا أفضل من الذي يسبقه، وأتمنى لك التوفيق.