بنفسج

رب الخير لا يأتي إلا بالخير

الخميس 23 مارس

هل ما زلت تحزن وتتذمر لأنك تمرض أحيانًا، أو لأن وضعك المادي ليس جيدًا،أو لأنك فقدت عزيزًا مات ميتة عادية ... الخ من الأسباب التي لم تعد كافية لتحزن عليها حزنًا ثقيلًا، وباتت نعمًا أمام ما يراه غيرك من المصائب.

اصمت صمتًا بليغًا وتمهل، هناك هزة، نكسة، موت وحسرة، أنقاض متراكمة فوق جثث هامدة، جثث كانت لتوها تظن أن الموت بعيدًا عنها، تفكر في المستقبل والأمل والحياة، لكن قدر الله كان أقوى من تلك الأحلام، من كل الأفكار، وجميع الأنام، هو أراد، وسننحني لإرادته راغبين أم غير راغبين، هذا ليس اختياريًا، ليس أمامك خيارات، أنت فقط مجبر على القبول والحمد إلى أن يرى الله لك مصرفًا.

أيها الإنسان هذه هي الحياة، لا تقلق على شيء اتركها لربك تأتي خيرًا، لا تبك ولا تفجع ، و توقع الأجمل والأسوأ ، فكل أفكارك ستبقى محض توقعات، والحقيقة هي ما سيحدث فقط ولو كان بعيدًا عما يجول في خاطرك أو مما تخطط له، لست سوى مخلوق مما خلق ربك وكل تصرفاتك وإنجازاتك وعثراتك مكتوبة ومدونة ويعلم بها ربك.

أقول لك كإنسان بعيدًا عن أي شيء، عزائي لي ولك، نعم، إننا أضعف خلق الله ولا يسعنا إلا أن نرضى ونقبل بكل شيء، علمنا، تطورنا، عماراتنا العالية كل هذا هباءً منثورًا، نحن بحاجة إلى سكينة، أفكار تبعث الطمأنينة، إذا أردنا أن نحزن فلنحزن على أنفسنا ولنساعد بعضنا، ونتخلص من بغضنا وكرهنا وتجاهلنا لبعض، لعل في ذلك خلاصنا من كل شر ومن كل عسر.

أيها الإنسان هذه هي الحياة، لا تقلق على شيء اتركها لربك تأتي خيرًا، لا تبكي ولا تفجع توقع الأجمل والأسوأ كل أفكارك ستبقى محض توقعات، والحقيقة هي ما سيحدث فقط ولو كان بعيدًا عما يجول في خاطرك أو مما تخطط له، لست سوى مخلوق مما خلق ربك وكل تصرفاتك وإنجازاتك وعثراتك مكتوبة ومدونة ويعلم بها ربك.

وتأتي متذمرًا وعيناك تملؤها الدموع، امسحها بمنديل من الصبر، وقل لها ما كان هذا اختيار بشر قط إنه اختيار الله وقراره، لذلك فلتقر عينك وليتوقف قلبك عن التقطع إربًا من أجل أحبائك، بيتك، ذكرياتك، مستقبلك، للحظة أقول هذا كثير ..  هل يعقل أن مخلوق ضعيف كالإنسان سيقوى على مقاومة كل هذا؟ وبعد تفكير عميق بقدرة الله الذي زلزل الأرض من تحتنا أقول نعم، فإن مع العسر يسرًا إن مع العسر يسرًا، أثق به قال معه وليس بعده ، حسنًا أنا أقبل وأرضى ليكن لي الرضى.

لقد تشققت الأرض من تحتكم وتهدمت بيوتكم ومات أحبابكم ،  في لحظة ما حدث كل هذا، وأنت تنظر من تحت الأنقاض من تلك الفوهة الصغيرة التي أدخلت عليك شيئًا من الهواء لتعلم أنك لم تمت في تلك اللحظة وأجلك لم ينتهي بعد، هناك ما تبقى أن تعيشه ، فتُخرج يدك لينقذوك، وأنت في أوج حسرتك ، لتخرج من تحت ركام منزلك وأشلاء أصحابك جثة تمشي على الأرض.


اقرأ أيضًا: تماسك قليلًا! الحياة خلقت للأقوياء فقط!


 لا تدري أحلم هذا أم حقيقة، ليؤكد لك بعدها بأن ذلك حقيقة مرة ، وتتمنى لو كنت في جوار اللذين ماتوا، لأنك لست أفضل منهم حظًا، أيها المغلوب على أمره لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا أو يأتي بعد ذلك عام فيه يغاث الناس، لا تغضب إن أيقنت أنك لن تستطيع فعل شيء حيال ذلك الموقف ووقفت متجمدًا مكانك من هول ما عشت بنفسك ورأيت بأم عينك حجم الكارثة المخيف، المصاب عظيم جدًا ، وتدبير رب العالمين أعظم ، فلا تجزع ولا تخف ولا تيأس أو تقنط من رحمته، بل اعلم أن الفرج قريب، فكل ما اشتدت العقدة فُك الحبل.