في بدايةِ عامٍ جديد، لا تنظر الي الوراء، واستشعر نعمة البداية الجديدة، والفرصة التي رزقك الله إياها أن منحك عمرًا لتبدأ عامًا جديدًا. قد يكون عام مليء بالفقد والأحداث السيئة، إلا أنه بشكلٍ أو بآخر، كان مليئًا برحمة الله المُخبأة في كل محنة؛ وعطايا جديدة مع كل فقد. الكل يتحدث عن الخطط والاستعدادات وتحديد الأهداف، فنشعر بالخوف والضياع؛ ماذا لو أنه ليس لدي هدف؟ ماذا لو لم يكن لدي خطة؟ 

لا داعي للقلق، فلا شيء يسير وفق الخطط؛ الخطط تتغير والأيام تفاجئنا على الدوام! كل شيء متوقع، وكل جديد محتمل، لا مجال للدهشة أو الانتظار. أيام تمر علينا ثقيلة دون إنجاز، وأيام أخرى نعوضُ كل ما تراكم علينا من مهمات، أيام لطيفة وأخرى ثِقال! هذه هي الحياة تتغير باستمرار. لا تتوقفوا إن لم تسِر الخطة على ما يرام، خطة جديدة ستُسصلح كل شيء وينتهي الجدال.

يبقى الأمر في النهاية لله، من قبل ومن، وحده اللطيف الخبير، يدبر الامر، يسيّرُ كل شيء. فاستعينوا بالله ولا تعجزوا، كل مر حتمًا سيمر. لا تسير الحياة وفقًا لترتيب أحد، إنما هي خطوطٌ عريضة وآمال نسجلها لنشعر بالأمل والبداية الجديدة، بالتأكيد لديك في داخلك أمل مُختبئ؛ حلم قد يسهل تحقيقه بخطوات جادة، ومجهود قليل، لو دونتِه وفكرتِ فيه بجدية؛ بالتأكيد هناك خطأ ما تتمنين التوقف عن فعله، أو سلوك حميد تودين اكتسابه.

التخطيط والأحلام ليست معضلة؛ تحتاج فقط لوقفة ومصارحة للنفس بعيدًا عن أي اعتبارات أخرى. اقتطعوا من يومكم عشر دقائق فقط، بعيدًا عن الهاتف والصغار وكل شيء، قسموها نصفين؛ خمس دقائق سجلوا فيها المحن التي واجهتكم والمنح التي رزقكم الله إياها في عامكم الماضي؛ والخمس الأخرى سجلوا فيها حلمًا سهل المنال، شعورًا أو تصرفًا تتمنون التخلص منه، عادة جيدة تتمنون اكتسابها، دعاء تتمنون تحقيقه ولتجعلوه دعاء العام، أشخاص ممتنون لوجودهم معكم في هذا العام الجديد.

واثقةٌ أنكم ستمتلئون بعد ذلك أملًا وحبًا وامتنانًا لله باستقبالِ عامٍ جديد يضاف إلى أعماركم، فلتجعلوه شاهدًا لكم لا عليكم. كل عام وأنتم بألف خير.