ليومين متتالين يجلس أمامي أب وابنته، متقاربان في الطول، متشابهان في الضحكة، يتحدثان طيلة مكوثهما، اليوم صباحًا سمعتهما أكثر يتحدثان بلهجة لا أفهمها طبعًا، كنت أبتسمُ وأنا أختلسُ النظر إليهما.. قال لي الأب: هل تفهمين ما نقول؟ قلت: لا. أخبرتهُما أنني سعيدة جدًا بضحكاتهما طيلة الحديث، قلت له ذكرتني بوالدي.

كانا يتحدثان بعمق، معاني الحديث كانت تصل قلبي بلا فهم، صديقان طيلة النقاش، كنت أبتسمُ فخرًا بهما، وتذكرت جلسات السفر والحديث مع أبي، كم كان داعمًا، ومعلّمًا، في كل خطوة يقفُ إلى جانبي بكل ما يملك من قوة مواقف! ماذا أريد أن أقول.. الآباء مساحة آمنة في الحياة، خُلقوا ليكونوا صفحة دعم، ونورًا يضيء أيامّنا، الآباء الجيدون رونق حياة كل أنثى، تستشعر أن لها سندًا جاءت من صلبه وتتقوى بعزيمته وتفتخر بفرحته، وتتوكأ على قلبه وروحه.

أما نحن فيجب أن نساهم في جعل الآباء رائعين، إذا كنت ممن فقدت أباها، أو لم تحظ بأب كما تتمنى بالرغم من أن كل الآباء جيدون، فلنحاول أن ندعم كل رجل ليكون أبًا جيدًا. أن تدعمي وتشرحي لزوجك كيف يجب أن يكون أبًا رائعًا، وأن تدعمي أخاك، وتوصي خالك وعمك بأن يكونوا أباء جيدون، وتسنـدي كل امراة لتصنع أبًا جيدًا.

الآباء حقًا جنة كل أنثى، ترى في عينيها الشغف والفرحة والحياة، وتنطفئ بدونه! إذا حظيتم أو لم تحظوا بذلك، فاصنعوا أنتم جمال هذا لأجل أن نكون دعمًا لبعضنا لحياة أفضل.