بنفسج

حديث صورة

الأربعاء 17 مايو

أعلم تمامًا أن قيامك بالأعمال المنزلية أسهل بكثير من طلبك من الطفل أن يقوم بدوره فيها، لكن الفوائد النفسية لذلك في صقل الشخصية وتهذيب الخلق وتنمية روح الانتماء لديه تستحق كل ذلك التعب وبحة ذلك الصوت. شعرت بفخر شديد عندما كان علي أن أغيب عن البيت، وقامت أختي بتصوير طفلتي ذات السبع سنوات وهي تجمع القمامة وأرسلت تلك الصورة إليَّ، شعرت بأنني أربي شخصًا مسؤولًا وليس عالة على من حوله، يراه البعض كسلًا مني وقسوة عليهم وأراه تنشئة متزنة لا إفراط فيها ولا تفريط.

لفتت نظري هذه الصورة والتي أرفقتها إحداهن مع تعليق مازح يقول: هذا ما يحصل عندما تريدين من ابنك أن يكبر بسرعة ويصبح أنيقًا. إلا أنني رأيت بعدًا مختلفًا آخر فيها، إن هذا ما سيحصل فعلًا عندما تعامل الأم ابنها وكأنه طفل يحبو العمر كله، فقد يبلغ العقد الثاني من عمره ولا زالت تعفيه من كل المسؤوليات والواجبات، وتحصر مهامه في دراسته فقط، ولو استطاعت أن تحملها عنه لما ترددت!

ونتيجة لذلك أصبحنا نرى شبابًا مفتولي العضلات مهذبي الشعر يعملون في وظائف هامة، إلا أنه لا يتقن صنع طعامه الخاص ولا يدري كيف تعمل الغسالة في البيت، ولا يملك أدنى فكرة عن تنظيف أطباق الطعام، وقد علمت بالفعل عن رجل خمسيني تقوم زوجته بالاعتناء بنظافته الشخصية وهو في تمام صحته وعافيته!

لا تقلقي عزيزتي الأم، أعلم أن شطيرتك التي تعدينها لطفلك للمدرسة تبدو أشهى، لكن صدقيني سيشعر بسعادة الإنجاز عندما يعد شطيرته بنفسه وستتحسن مواصفاتها شيئًا فشئيًا مع الممارسة، تنازلي عن المطالب بالكمال في أداء أعمال المنزل وتقبلي الجودة التي يقوم بها ابنك بتلك الأعمال، وإن أردت القيام بها فسيكون ذلك في سياق أنك ستنجزين شيئا من مسؤولياته بسبب انشغاله أو تعبه، فهذا منزل للجميع وعلى كل أفراده أن يتحملوا بعضًا من أعبائه.

أعلم تمامًا أن قيامك بالأعمال المنزلية أسهل بكثير من طلبك من الطفل أن يقوم بدوره فيها، لكن الفوائد النفسية لذلك في صقل الشخصية وتهذيب الخلق وتنمية روح الانتماء لديه تستحق كل ذلك التعب وبحة ذلك الصوت.

شعرت بفخر شديد عندما كان علي أن أغيب عن البيت، وقامت أختي بتصوير طفلتي ذات السبع سنوات وهي تجمع القمامة وأرسلت تلك الصورة إليَّ، شعرت بأنني أربي شخصًا مسؤولًا وليس عالة على من حوله، يراه البعض كسلًا مني وقسوة عليهم وأراه تنشئة متزنة لا إفراط فيها ولا تفريط.