بنفسج

ما لا يسع المسلم جهله

الأربعاء 31 مايو

"حيضٌ أم استحاضة؟!"؛ سؤال من كلمتين طرحتُه على صديقتي، وبسببه دار بيننا حوار مثمر مطوًّل، كما ظلت أسئلة أخرى تراودني ومواقف مشابهة لهذا الموقف، لذلك وجدتُ أنّه من الضروري أن أكتب هذا المقال.

حدث هذا قبل رمضان بأيام عندما أخبرتني صديقتي بحزن أن دورتها الشهرية تطول أيامها، وأنها تشتاق إلى الصلاة، وكم كانت تتمنى لو أنها تشاركنا صيام أول يوم في رمضان، فسألتها كم يوم استغرقت؟ فقالت ثلاثة عشر يومًا إلى الآن، فقلت لها حسنًا، ما زال هناك بضع أيام تفصلنا عن شهر رمضان، لحينها إما أن تكوني قد طهرتي، أو أنك ستصومين وتصلين وحكمك كالمستحاضة، لأن أكثر الحيض -عند جمهور العلماء- خمسة عشر يومًا، لذلك عليك التمييز دائمًا، إذا كنت في حيضٍ أم استحاضة.

لم تخف صديقتي دهشتها واستغرابها، وأبدت لي مباشرةً عدم فهمها لكل ما قلتُه، ومن هنا بدأت الحديث معها والشرح والتوضيح، وختمتْ حديثنا بقولها: "جزاك الله خيرًا يا نيرمين، معلومات مهمة أول مرة أعرف عنها، وأحدثت فرقًا كبيرًا لديّ. حقًا كم كنت أتمنى لو أني أزهرية (خريجة الأزهر الشريف)". فسكت قليلًا وقلت لها: "نعم، هي نعمة الحمد لله. لكن، هل تعرفين بأن هناك جزء من العلم الشرعي يتوجّب على كل مسلم أن يتعلمه؟ وهو ما نسميه بالعلم الواجب شرعًا، أو ما لا يسع المسلم جهله؟ ووعدتها أن أكتب بشيء من التفصيل عن هذا الأمر وأوضحه، وهذا ما سأفعله من خلال موضوع اليوم.

أقسام العلم الشرعي

العلم الشرعي منه ما هو فرض كفاية، ومنه ما هو فرض عين؛ أي يجب على كل مسلم أن يعلمه ويصطبر على تعلمه ويسعى في طلبه، والسبب في ذلك أنه بهذا النوع من العلم يستقيم دينكِ وتصلح دنياكِ.
 
 وبدونه قد يفسد ويبطل الكثير من عباداتكِ ومعاملاتكِ في الحياة اليومية، فتقعين في المحظور، أو تبطلين عبادتكِ دون علمٍ منكِ. ولهذا قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: " طلبُ العلم فريضة على كلّ مسلم". 
 
ما لا يسع المسلم جهله يرى الكثير من العلماء بأن العلم الواجب على المسلم تعلّمه هو أن يعلم الحدّ الأدنى من كلٍ من العلوم الآتية: علم الفقه وعلم التزكية وعلم العقيدة.
العلم الشرعي منه ما هو فرض كفاية، ومنه ما هو فرض عين؛ أي يجب على كل مسلم أن يعلمه ويصطبر على تعلمه ويسعى في طلبه، والسبب في ذلك أنه بهذا النوع من العلم يستقيم دينكِ وتصلح دنياكِ.
وبدونه قد يفسد ويبطل الكثير من عباداتكِ ومعاملاتكِ في الحياة اليومية، فتقعين في المحظور، أو تبطلين عبادتكِ دون علمٍ منكِ. ولهذا قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: " طلبُ العلم فريضة على كلّ مسلم". 
ما لا يسع المسلم جهله يرى الكثير من العلماء بأن العلم الواجب على المسلم تعلّمه هو أن يعلم الحدّ الأدنى من كلٍ من العلوم الآتية: 

| علم الفقه: وهو العلم الذي يضبط ويصحح أفعال المكلفين، فيبين لنا أحكام ديننا ودنيانا، كأحكام الطهارة وأحكام الصلاة وأحكام النكاح وأحكام البيوع والمعاملات وغيرها، ويفي بهذا الغرض كتاب الفقه الميسَّر.

| علم العقيدة: وهو العلم الذي يضبط ويصحح أفكار المكلفين ومعتقداتهم كمعرفة الله تعالى، وما يجوز وما يجب وما يمتنع في حقه سبحانه من صفات، والغيبيات والسمعيات والواجب في حق الرسل، وأقترح لهذا العلم قراءة  كتاب "تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد" للشيخ ابراهيم بن محمد الشافعي البيجوري.

| علم التزكية: وهو العلم الذي يضبط قلب المكلف وما يصدر عنه من مشاعر وما يلحق به من أمراض تشوبه، فيتناول هذا العلم علاج الحقد والحسد والرياء وغيره مما يصيب القلب، وواحد من أجمل الكتب النافعة في هذا العلم هو كتاب طب القلوب للإمام ابن القيم الجوزية.

فضل طلب العلم

| أولًا: بالعلم يعبد الإنسان ربه على بصيرة، وبالعلم يعلم الإنسان ما هو واجب عليه فعله وما هو منهيّ عنه، وبه تَصُح عبادته، فلا يتخللها ما يبطلها أو ما ينقص ثوابها.
 
| ثانيًا: لقد حثنا ديننا الحنيف على طلب العلم وأوجبه علينا لعظيم أهميته وفضله، ولما يترتب عليه من منافع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".

| أولًا: بالعلم يعبد الإنسان ربه على بصيرة، وبالعلم يعلم الإنسان ما هو واجب عليه فعله وما هو منهيّ عنه، وبه تَصُح عبادته، فلا يتخللها ما يبطلها أو ما ينقص ثوابها.

| ثانيًا: لقد حثنا ديننا الحنيف على طلب العلم وأوجبه علينا لعظيم أهميته وفضله، ولما يترتب عليه من منافع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم".

| ثالثًا: لقد أولى ديننا الحنيف لأهل العلم قيمة عالية ورفع من منزلة العلماء، فقال الله تعالى: "هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ". (الزمر 9)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العلماء ورثة الأنبياء".


اقرأ أيضًا: ماذا قال الإسلام عن المرأة؟ [4] كتب مقترحة


| رابعًا: العلم يرتقي بصاحبه في الدنيا ويرفع منزلته في الآخرة قال الله تعالى: "يرفع الله الذين آمنو منكم والذين أوتوا العلم درجات". (المجادلة 11)

| خامسًا: أوضح النبي -صلى الله عليه وسلم- أن طلب العلم دلالة على أن الله يريد الخير بطالبه، فقال: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين".

| سادسًا: أثناء طلبكِ للعلم أنتِ تمهدين طريقك إلى الجنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم".

السبيل لتحصيل العلم الشرعي

الالتحاق بدورات العلم الشرعي: وضع خطة للتعلّم والالتحاق بدورات العلم الشرعي سواء بمراكز ومعاهد في محيطكِ، أو بمنصات إلكترونية لتعليم العلوم الشرعية أو بمحاضرات ودروس مسجلة على اليوتيوب، فنحن بزمان كثرت فيه المصادر والمعلومات ونسأل الله أن يجعلها حجّة لنا لا علينا.
 
وكل ما عليكِ فعله هو الالتحاق بأحدها، ومن ثم الصدق بالطلب والالتزام والمثابرة والتحلي بالصبر والإرادة. وهنا حان الوقت لأقترح عليك بعض المصادر التي أنصح بها لتحصيل العلم الشرعي.

هكذا هو العلم يخرجنا من الظلمات إلى النور وينقلنا من الشك إلى اليقين، ويأخذنا من الأوهام إلى الحقائق، ويرتقي بنا دينًا ودنيا، فما هو السبيل إلى تحصيل العلم الشرعي؟

| استشعار النعمة:  استشعار عظيم نعمة العقل والفهم والذاكرة واستخدام هذه النعم في ما ينفع، فلقد ميّز الله الإنسان عن سائر مخلوقاته بنعمة العقل والفهم، فلا تسمحي للشك بقدراتكِ أن يتخلل إلى قلبكِ، ويوهمكِ بصعوبة طلب العلم أو استحالته حتى وإن بلغتِ من العمر ما بلغتِ فلم يفت الأوان بعد.

| استحضار نية طلب العلم:  والإخلاص لله تعالى، فمعرفة الله سبحانه لا تكون إلا بالعلم وطاعته والقيام بأوامره واجتناب نواهيه، وذلك كله لا يتأتى إلا بالعلم.

| الاستعانة بالله: والصبر على تحصيل العلم، فإن كان به مشقةً ولا بدّ، فإن الأجر والثواب على قدر المشقة، فعندما تستحضرين هذه المعاني، وتذكرين عظيم فضل العلم والعلماء، يهون في سبيل ذلك كل صعب.


اقرأ أيضًا: المرأة ونقل المعرفة الدينية في الإسلام: قراءة في كتاب


| الابتعاد عن الذنوب والمعاصي: لأنها تورث في القلب الظلمة وتقتل في النفس الهمّة، فيصعب أن يُستنار العقل والقلب بنور العلم والإيمان، وقد خالطته ظلمات الجهل والعصيان، فأكثري من الطاعات وأتبعي السيئة الحسنة تمحها.

| الالتحاق بدورات العلم الشرعي:  وضع خطة للتعلّم والالتحاق بدورات العلم الشرعي سواء بمراكز ومعاهد في محيطكِ، أو بمنصات إلكترونية لتعليم العلوم الشرعية أو بمحاضرات ودروس مسجلة على اليوتيوب، فنحن بزمان كثرت فيه المصادر والمعلومات ونسأل الله أن يجعلها حجّة لنا لا علينا.

وكل ما عليكِ فعله هو الالتحاق بأحدها، ومن ثم الصدق بالطلب والالتزام والمثابرة والتحلي بالصبر والإرادة. وهنا حان الوقت لأقترح عليك بعض المصادر التي أنصح بها لتحصيل العلم الشرعي.

مصادر لتعلم العلم الشرعي

العلم2.jpg
توجد مصادر عديدة لتعلم العلم الشرعي اختاري ما تريدين وابدأي التعلم

| رواق الأزهر للعلوم الشرعية والعربية: يأخذ بيدك في طريق العلم بدءًا من المرحلة التمهيدية فالمتوسطة فالتخصصية، وهو متاح للتسجيل  مجانًا للجميع، ومن كل أنحاء العالم، حيث يتوفر به نظام الدراسة عن بعد -أونلاين- فالدروس به مسجلة، كل ما عليك فعله انتظار أن يفتح باب التسجيل به من خلال متابعة الصفحة الرئيسة للجامع الأزهر.

| دورة ما لا يسع المسلم جهله لمدرسة شيخ العمود: الدورة عبارة عن سلسلة من الدروس المسجلة ببيان أهمية العلم الشرعي وفضله، ومن ثم الانطلاق في تعلم أهم ما يهم من العلوم الثلاث الفقه والعقيدة والتزكية، والدورة متاحة كاملة على اليوتيوب والساوندكلاود ومتاحة بشكل كتاب ورقي.


اقرأ أيضًا: مكانة المرأة المسلمة في المجتمع: في البدء كانت امرأة


| منصة هداية "بيئة معرفية آمنة": هي منصة إلكترونية لتعلم العلوم الشرعية والعربية تابعة لدار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء بالعالم، تحتوي على العديد من الدورات الشرعية والعربية المسجلة لسادة من فضلاء العلماء الأزهريين بدءًا من المستوى الأول وتستكمل الشروحات في مستويات متقدمة.

وفي الختام.. يا طالبة العلم.. أنتِ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: فعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم مرحبًا مرحبًا بوصية رسول الله صلى الله عليه و سلم واقنوهم) اقنوهم أي علموهم، ولهذا كان أبو الدرداء رضي الله عنه إذا رأى طلبة العلم قال: مرحبًا بطلبة العلم، و كان يقول: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصى بكم". فاللهم ارزقنا جميعًا علمًا نافعًا يورث في القلب محبتك وخشيتك، وفي الجوارح طاعتك وامتثال أوامرك واجتناب نواهيك.