بنفسج

ميساء أبو رميلة: أول مقدسية تحصل على دكتوراه الإدارة التربوية

الأحد 24 سبتمبر

مكّنها حلمها بالشهادات العليا من تخطي الصعاب، وإكمال الطريق رغم العثرات، لتحوز على عدة شهادات، وتتقلد العديد من المناصب، وتتميز في مدينتها وتحصل على درجة الدكتوراه في الإدارة التربوية في هذا التخصص كأول مقدسية تحصل عليها من الجامعات العربية الفلسطينية. إنها الدكتورة ميساء شعبان مسك أبو رميلة، من مواليد مدينة القدس، وتسكن حاليًا في البلدة القديمة بالقدس.

 وهي أول مقدسية تحصل على درجة الدكتوراة في الإدارة التربوية من الجامعات العربية الفلسطينية، فقد عاشت وترعرعت في كنف عائلة محبة للعلم والتعلم، فتزوجت من المهندس الأستاذ شحادة غازي أبو رميلة، لتشجعها عائلة زوجها أيضًا على إكمال دراستها ونيل شهادة الدكتوراه.

طريق العلم الطويل

ومن باب التطور المهني في عملها، حصلت على شهادة معلم باحث ومعلم مبادر مدة ثلاث سنوات في الجامعة العبرية، ودبلوم تربية رياضية من كلية "فنجت نتانيا"، إلى أن وصلت أخيرًا إلى الدكتوراة في الإدارة التربوية من الجامعة العربية الأمريكية.
 
خاضت الدكتورة ميساء مجالات عدة في العمل، فقد عملت في مجال التدريس كمعلمة لغة عربية للمرحلة الابتدائية والإعدادية في المدارس التابعة "لوزارة المعارف الإسرائيلية"، وتقلدت وظيفة مركزة ومرشدة للغة العربية في المدرسة ذاتها.

أبو رميلة لم تكن معلمة فقط وطالبة للعلم، بل كانت زوجة وأمًا لثلاثة أبناء: ولدان وبنت واحدة، وهم بيان، وغازي، ونسيم. استطاعت أبو رميلة عبر سنوات عمرها الحصول على عدة شهادات، فقد حازت على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة القدس كلية الآداب، وشهادة دبلوم التربية حول أساليب التدريس العامة من جامعة بيت لحم، إلى جانب شهادة الماجستير في الإدارة التربوية من جامعة بيرزيت.

ومن باب التطور المهني في عملها، حصلت على شهادة معلم باحث ومعلم مبادر مدة ثلاث سنوات في الجامعة العبرية، ودبلوم تربية رياضية من كلية "فنجت نتانيا"، إلى أن وصلت أخيرًا إلى الدكتوراة في الإدارة التربوية من الجامعة العربية الأمريكية. خاضت الدكتورة ميساء مجالات عدة في العمل، فقد عملت في مجال التدريس كمعلمة لغة عربية للمرحلة الابتدائية والإعدادية في المدارس التابعة "لوزارة المعارف الإسرائيلية"، وتقلدت وظيفة مركزة ومرشدة للغة العربية في المدرسة ذاتها.

تقول: "تزوجت بعد إنهاء التوجيهي، ونظرًا لمحبتي الشديدة بالتعليم وتحقيق حلمي بدخول الجامعة، فقد كان مطلب أساسي لعائلة زوجي بمواصلة مشواري العلمي الجامعي، وصراحة بتشجيع ودعم وتهيأة أجواء دراسية مناسبة من جهة زوجي أولًا، ومن ثم حماي وحماتي رحمهما الله، إذ قدموا لي يد المساعدة، في تربية أطفالي واحتوائهم، وخاصة أيام الامتحانات، فقد كانوا خير داعم ومساند لي في كافة المتطلبات".


اقرأ أيضًا: د.لبنى حرازنة: بين الحلم والحقيقة مسافة جدٍ واجتهاد


إلى جانب حبها للعلم وطموحها للوصول إلى درجة الدكتوراه، فقد سعت أبو رميلة أيضًا لإنهاء المراحل التعليمية الجامعية؛ لتحظى بوظيفة تساعد بها زوجها في معيشتهم وتربية الأبناء. واجهت أبو رميلة، كأي سيدة لديها طموح عال وإرادة قوية وحلم يناطح السماء، عدة عقبات، كان هناك الشعور بالخوف والقلق في كل مرة من عدم مواصلة المشوار التعليمي، كونها متزوجة ولديها أطفال ومسؤوليات. تضيف: "وأنا من الناس الذين لا يقبلون بالنجاح فقط، إنما أريد التميز والحصول على علامات عالية، فكنت أرهق نفسي وأتعمق بالدراسة والبحث".

الدكتوراه في عمر الخمسين

______-______-____________-9.jpg
ميساء أبو رميلة مع زوجها

التحقت الدكتورة ميساء في برنامج الدكتوراه وهي في الخمسين من عمرها، إضافة إلى مهماتها كمعلمة ومركزة بالمدرسة، ولم تلفت خلال ذلك إلى كل المحبطين، الذين حاولوا أن يبثوا الطاقة السلبية لديها، بالقول إنها لن تستطيع أن توفق بين عملها وأسرتها ومسؤولياتها ودراسة الدكتوراه. تتابع: "كان البعض يقول لي كيف رح تواصلين الدراسة مع إرهاق العمل المدرسي، والتحضير، والتصحيح، والمشاريع وغيرها، وأستمع للكثير من السخرية بالقول (بعد ما شاب ودوا الكتاب)".

إيمان أبو رميلة بقدراتها وإصرارها على الوصول والتميز، ودعم عائلتها وعائلة زوجها ومساندتهم، مكنها من اجتياز كل العقبات وإنهاء الدكتوراه بتميز. تردف: "كون دراسة الدكتوراه تفتح لنا مجالات التعمق بالبحث العلمي، وقراءة العديد من المقالات، والكتب، وتجارب الدول ونماذجها في المجال التربوي والعلمي، فقد أضاف وغيّر ذلك الشيء الكثير على العديد من المفاهيم لديّ، ونظرتي وتصوري في معالجة العديد من القضايا التربوية والعلمية وحتى الحياتية".


اقرأ أيضًا: أسماء الشرباتي: حكايات الأسرة والتجارب


وفقت أبو رميلة بمناقشة أطروحة الدكتوراه وكانت أول طالبة على صعيد مدينة القدس تنهي مناقشة الأطروحة وبالقليل القليل من التعديلات، وبتقدير امتياز، فأدركت حينها أن لا شيء مستحيل، وأنها لديها القوة والقدرة على التحدي وإثبات أن الفشل بعيد عن طريقها، خاصة لأولئك المحبطين للجهود والعزائم، فأصبحت كما تصف نفسها "سيدة المهمات الصعبة".

ميساء أبو رميلة: معجبة بشخصية المحاضر الجامعي

 
تأثرت واستمدت قوتها لمواصلة مسيرتها التعليمية من محاضري الجامعات التي التحقت بها، فالكثير منهم كان يحمل أكثر من شهادة وبتخصصات عديدة، وفي هذا الصدد تقول: "طيلة حياتي كنت أعجب بشخصية المحاضر الجامعي أينما كان، وعندما التحقت ببرنامج الدكتوراه وتعرفت على المحاضرين الجامعيين خاصتي، ولمست الرقي، والاحترام المتناهي في التعامل والأسلوب، وقدرتهم على الحصول على أكثر من لقب جامعي، فمنهم من كان لديه أكثر من لقب ماجستير ودكتوراه في العديد من التخصصات والمجالات،  فتأثرت بهم وتمنيت أن أكون مثلهم فواصلت مشواري الذي أنا أصلًا في بدايته".

تأثرت واستمدت قوتها لمواصلة مسيرتها التعليمية من محاضري الجامعات التي التحقت بها، فالكثير منهم كان يحمل أكثر من شهادة وبتخصصات عديدة، وفي هذا الصدد تقول: "طيلة حياتي كنت أعجب بشخصية المحاضر الجامعي أينما كان، وعندما التحقت ببرنامج الدكتوراه وتعرفت على المحاضرين الجامعيين خاصتي، ولمست الرقي، والاحترام المتناهي في التعامل والأسلوب، وقدرتهم على الحصول على أكثر من لقب جامعي، فمنهم من كان لديه أكثر من لقب ماجستير ودكتوراه في العديد من التخصصات والمجالات، ولديهم العديد من الأبحاث، فتأثرت بهم وتمنيت أن أكون مثلهم فواصلت مشواري الذي أنا أصلًا في بدايته".

وتوجه أبو رميلة نصيحتها لكل سيدة سنحت لها الفرصة للتعليم، وتثقيف نفسها، والاطلاع على ثقافات وعلوم جديدة، أن تسعى وتخوض هذا الغمار، وحتى تبحث عنه، ولا تنتظر أن يأتي هو لها، وتسعى جاهدة إلى التغيير والتجديد نحو الأفضل والأرقى، لأن ذلك سينعكس إيجابًا على نفسها وبيتها، ومن ثم مجتمعها.


اقرأ أيضًا: د. إلهام الخطيب: كيف تصنع مجدًا بحياة واحدة؟


كما ترى أيضًا أن على النساء إن لم يجدن الداعم والسند والعون لهم في تربية أبنائهن، أن تكون رعاية أبنائها وتربيتهم في المقام الأول لديها، تلك المهمة المقدسة التي من شأنها أن تبني المجتمعات وتحميها من الفساد، فإذا لم يكن لهن مساعد وداعم، ولديهن العديد من الأبناء في كافة المراحل التعليمية، فعليهن الانتظار، حتى يتم تأمين أفضل تعليم جامعي لهم، فدور الأم أهم في داخل بيتها ومع أولادها أكثر من الجامعة والألقاب والمناصب.

وترى أبو رميلة أن واجب الأم ألا تلبي رغباتها على حساب بيتها وأولادها، فهم في المقام الأول من حيث الرعاية وصرف الأموال، خاصة ونحن نعيش جميعًا ظروفًا اقتصادية واجتماعية قاسية وشاقة نوعًا ما.