بنفسج

النصف الآخر من الروح

الثلاثاء 28 يوليو

أن تختاري نصفك الآخر، يعني أن تختاري الشِق الآخر من حياتك، أن تصبح حياتك ذات لونٍ مميز فيكون يكون له نصيبًا من عقلكْ وجزء من تفكيرك، وحضورًا ثابتًا في ذاكرتك، أن يكون ساكنًا دائمًا في فؤادك. وليس جزءً من الروح فيكِ بل الروح كُلْها. وعندما تضحي من أجله في شيءٍ ما، لا تتوانين لحظةً في التضحية، بل تبذلين كل ما لديكِ من قوة لأجله هو. أن يكون الملجأ الذي تأوين إليه حينما تشتدُّ عاصفة الأيامِ بكْ.

ويكون بردًا وسلامًا لروحك متى داهمتها الأحزان، ودفأً لقلبك متى مرّت بها رياحُ قاسية فأثلجته وأمرضته. أن تختاري الشق الآخر منك، يعني أنكِ انتقيتِ أفضل الكُتب، لأنّك متى أردت ستنتهلينَ من خبرته، ومن وجوده نصيحة، ومن كلماته أنفع الأثر.

 | جسر دون خوف

اختاري لنفسك من يُسعدها في الحياة وبعد الممات، من يحافظ على العهد ويصون الود، من يجعل منكِ حبيبةً واحدة، يغلفها في روحه ويسكنها في قلبه.
 
يجعل أيامها وردًا وأعوامها أعيادًا، وحياتها جنة. انتقي من يراكِ زوجة صالحة، وأمًا حنون، ثمّ يعينك على ذلك، ويكون الجسر الذي تسيرين عليه دون خوفٍ وقلق.
 
اختاري من يبدد الخوف في قلبكِ ويجعله طمأنينة، والضعف فيكِ لقوة، والهروب الذي يعتريكِ إلى شجاعة. اختاري من يعرفْ الإنسانية ثمّ الحُب.

 ثمّ يعني أنّك انتقيتِ أفضل الملابس وأكثرها جودة، لأنكِ ستنضمين لاسمه وتنتسبين لنسبه، وتحملين لقبه متى ولّيت وجهك، سيكون الغطاء الساتر لك، كما الملابس التي ترتدينها، لا كيان لكِ إلا إذا استترتِ بها، وكذلك هو. اختاري من معه تصعدين سُلّم أحلامك وتبنين مجدّ أيامك، لا من معه تهوي في حفرةٍ مظلمة، ثم تجلسين تنتظرين الموت رويدًا رويدًا.

انتقي فيه خلقه، ودينه، وقرآنه، وصلاحه، وبره لوالديه، وحُسنه مع إخوته، وأقاربه، وخِلانه، وجيرانه، وكل مارٍ في طريقه، لا تنظري لمظهره، بل انظري في عينيه وقلبه، وإن رأيتِ بهما نورُ الإيمان، فقد نِلتِ أنفعُ المنال.

انتقي من معه تزدادين تقوى وقرب من الله، من يأخذ بيدك ويقرأ معك القرآن، ويذكركْ بالله في كل حين، من يجعل منكِ امرأة أكثر صلاحًا، وأثبتُ إيمانًا، من يجعل منكِ أمًا ذاتِ طُهر، ومن يقومَ أخطاءك متى سقطت منكِ سهوًا، من يرمم كل كسرٍ فيكِ، ويجبر كل حزنِ اعتراكِ، من يشقُ بيده ابتسامتك، ويكون الدرع الحصين المتين لكِ في كُل سبيلٍ تتجهين إليه.

اختاري لنفسك من يُسعدها في الحياة وبعد الممات، من يحافظ على العهد ويصون الود، من يجعل منكِ حبيبةً واحدة، يغلفها في روحه ويسكنها في قلبه، يجعل أيامها وردًا وأعوامها أعيادًا، وحياتها جنة. انتقي من يراكِ زوجة صالحة، وأمًا حنون، ثمّ يعينك على ذلك، ويكون الجسر الذي تسيرين عليه دون خوفٍ وقلق.

اختاري من يبدد الخوف في قلبكِ ويجعله طمأنينة، والضعف فيكِ لقوة، والهروب الذي يعتريكِ إلى شجاعة. اختاري من يعرفْ الإنسانية ثمّ الحُب، ويتخذّهم كالماء والهواء في حياته، لا غِنى له عنهما. اختاري من سيكونُ الأنا لكِ، ولا تنسي الزواج ميثاق غليظ، ميثاق العُمر الذي ستعيشينه، فانتقي من سيُرضي الله أولًا ثمَّ يُرضيكِ.