" أيام الزيت، أصبحت أمسيت"، هكذا يُعرف أكتوبر في فلسطين، فهي أيام قطاف الزيتون، أو ما يُعرف شعبيا " بجداد الزيتون"، وذلك لأن عملية تلقيطه هي عملية شبه عشوائية، تُجمع فيها كل ثمار الشجرة، بغض النظر عن حجمها أو لونها أو درجة نضوجها، ولا تُغادر الشجرة إلا وقد " جُدت" أي لم يبق عليها أي ثمار. أما فعل الذهاب إلى حقول الزيتون، فيطلق عليه شعبيا " السرحة"، فهم يسرحون إلى الأراضي من طلوع الشمس حتى مغيبها، وفي العادة يذهب جميع أفراد الأسرة، يتبادلون التحايا على الطرقات، ويكون الزيتون هو محور السؤال بعدها، " كديش ظايل عليكوا؟، درستوا- أي عصرتوا؟-، كيف النسبة السنة؟، ويختمون بالدعاء بالصحة والبركة والعافية.
ومما لا شك فيه أنه موسم متعب، ولكنه لا يخلو من لحظات فرح وسعادة، فلا يزال موسم الزيتون قادرا على جمع أفراد العائلة والأقارب، بعد أن شغلتنا الأعمال وفرقتنا المشاغل. أما الشباب فيدخلون طقوسهم الخاصة، يتقمصون دور الفلاح الفلسطيني الأصيل، وينصبون المواقد للشاي والقهوة، طناجر المقلوبة والدوالي المحببة إلى قلوب الصغار والكبار.
| أكلات وحلويات شعبية في موسم الزيتون
| الربيعية: وهي طبق شعبي قديم، يتكون من الفول الأخضر واللحم والأرز، وعادة ما تطهى على الحطب في موسم الزيتون.
| اللبنية أو الكرناسة: وهي أكلة شعبية في فلسطين، تُصنع من اللبن والرز، ويُضاف إليها اللحم أحيانًا، حيث تعد النساء في موسم الزيتون طبخة اللبنية وتسكبها في صوان كبيرة "دباسي"، ويتشارك الجميع الأكل من نفس الصينية، وهي أكلة مشبعة غنية بالبروتين.
| المجـدرة الحمرا: وهي أكلـة فلاحيـة مكونـة من العدس والبرغـل الأحمر وزيت الزيـتون والبصل، واسـمها مأخـوذ من شكلها "المُـجـدَّر"، أما لونها الأحمر فيأتي من البصل المقلي إلى درجـة الاحمرار. كانت المجدرة سابقًا من أشهر أكلات الفلاحين، وكانت تُؤكل على البـيدر في يوم الغـلة (آخر يوم من الدراس) وفي العديد من أيام الموسم. فهي بسيطة جدًا وسهلة الحمل، قليلة التكاليف، رائعة المذاق، وغنية بالبروتين والحديد والفيتامينات.
| الملفوف أو اللخنة: تُحشى كورق الدوالي لكن بحجم أكبر قليلًا، وتُطبخ مع الثوم ومرق اللحم والليمون، وعادة ما تجهز مساء وتطهى على الحطب، وهي أكلة مشبعة ومغذية.
وحديثا أصبحت المقلوبة والدوالي وقلاية البندورة على الحطب من أكلات الموسم؛ لسهولة حملها وطبخها ولكونها مرغوبة لدى المعظم.
| البحتة، أو الأرز بالحليب: يُطبخ الأرز في حليب وقليل من مادة النشا، حتى يُكثّف الخليط ويُطهى الأرز جيدًا.
| الزلابيا: من الحلويات الشتوية التي تتكون من العجين وحبة البركة واليانسون والقليل من العُصفر، ثم يُقلى بالزيت، ويوضع بعد ذلك في القطر، ويُمكن لربّة المنزل أن تقوم بتحضيره مُسبقًا، وتأتي به للحقول، أو أن تُحضر الصاج وتوقد النار من تحته وتقليه أثناء قيام الرجال بالجِداد. ولا يكتمل الموسم بدون الشاي على الحطب الذي يجمع حوله الجميع، يتسامرون ويستمتعون، وأكلة المسخن بالزيت الجديد "خير السنة".
| نصائح طبية عامة
ولحفظ صحتكم خلال موسم الزيتون خاصة مع حرارة الجو من الضروري اتباع هذه النصائح:
| اشرب الماء: شرب كمية كافية من المياه بحيث لا تقل عن عشرة أكواب.
| تناول الفطور: الحرص على تناول وجبة الفطور للحصول على طاقة كافية خاصة، إذ إن العمل يتطلب جهدًا عاليًا واعتماد خبز القمح الكامل بدلًا من الخبز الأبيض لزيادة الإحساس بالشبع والتركيز على العمل.
| تناول الفواكه: تناول حصتين على الأقل، ويفضل اختيار الفواكه السريعة الغنية بالطاقة كالموز والعنب.
| التخفيف من العصائر الصناعية: التقليل ما أمكن من العصائر الصناعية والمشروبات الغازية.
| شرب اللبن: يفضل شرب كوب من اللبن أب أو المخيض في حال الشعور بالتعب، وذلك لتعويض نقص العناصر.
| الابتعاد عن المقالي: اختيار أنواع الأكل التقليدية، كاللبنية والمجدرة والملفوف، بدلًا من المقالي والأكل الجاهز.
