بنفسج

سجية العطاء: فصول في مذكرات خلود المصري

الأربعاء 13 يناير

"جلست في "جب" إسرائيلي معصوبة العينين، مكبلة اليدين، لا أسمع أي صوت سوى نباح الكلب المستعر الذي ينقض عليّ تارة، ويرشقني لعابه تارة أخرى أثناء نباحه المتواصل، محاولًا نهش لحمي، لولا الشبك المثّبت على فمه، كنت في حالة من الذعر والخوف الكبير، وكان هذا الموقف الذي انتهى بي في حالة غيبوية على أرضية الزنزانة، كان من أصعب المواقف في حياتي على الإطلاق".

كانت هذه أصعب لحظات الأستاذة خلود المصري في فترة سجنها لدى الاحتلال الإسرائيلي تبعًا لنشاطها السياسي النسوي، والذي استمر 4 شهور ونصف، لم ترَ خلود مثل قسوتها حتى في طفولتها التي كانت عالمًا آخر لا يشبه هذا العالم.

| سيرة غنية

انفو-الشخصيات.png
 

ولدت خلود المصري في فلسطين، ولكنها لم تترعرع فيها، ولم تسمع يومًا صوت الرصاص، أو ترى بصورة مستمرة الدماء والشهداء، ولم تعش في بيت ثوري، ولكنها حملت في قلبها منذ الصغر حب للوطن، لم تستطع هي أن تفسره حتى، فكما قالت: "هو شعور لا يُقال، نترجمه بكلمة الوطن". فهي التي ولدت في الأردن قبل ولادة الفصائل والتنظيمات، كانت تتسلل مع أخيها إلى مقر منظمة التحرير الفلسطينية في عمّان لحضور الفعاليات والاجتماعات العامة، وهناك تستمع بآذان صاغية مع أنها لا تعي شيئًا، فقد كانت أصغر الحاضرين، وبعيون براقة تلمع حبًا وشوقًا.

هي ذاتها خلود التي كانت تنفق مدخراتها المتواضعة على شراء قصاصات، وملصقات تحمل رموز فلسطينية، حينما تذهب مع أهلها إلى فلسطين بضعة أيام في العطل الصيفية، فتعود بها، وقد وكانت تحرص على تخبئتها جيدًا خوفًا من أمن المعابر، لتوزعها على زميلاتها في المدرسة عندما تعود، محاولة توعيتهن بالقضية، وأي قضية تلك التي لم يستطع حملها الكبار حتى. وإذا ما جاءت لتعاقبها مديرة المدرسة، وقفت بوجهها بكل أدب وحزم، مدافعة عن أفكارها وأفعالها.

خل3.png
هذه الشخصية الواثقة، صقلتها البيئة التي نشأت فيها خلود، حيث كبرت في بيئة متحررة، ومرفهة، داعمة لها، ومانحة إياها مساحة غير محدودة من الحرية، بالرغم من كونها نمت في بيئة غير متدينة، ورغم أن قراءاتها النهمة في الإعدادية، كانت في معظمها للشيوعيين، تغيرت بوصلتها في نهاية المرحلة الإعدادية لتلحق بركب جماعة "القبيسيات" المتصوفة، فلطالما كان في داخلها روحانية عالية، لم تستطع تفسيرها، في ظل عدم تدين أسرتها.

أدى بها هذا الالتحاق، السعي لافتتاح مصلى في المدرسة، مقنعة إدارة المدرسة آنذاك، أن لكل فتاة الحق في أداء الفروض الدينية والعبادة، وأصبحت فيما بعد توعظ فيه الطالبات وتعطيهن دروسًا دينية، لتستمر على هذا المنهج رغم أن أهلها كانوا لا يوفقونها على هذا الأمر، إلا أنها ظلت على هذا النهج حتى بعد زواجها الذي تم بعد إنهائها للثانوية العامة.

| الزواج في مقتبل العمر

خلود وأولادها.jpg
خلود المصري مع أولادها

قد يبدو غريبًا أن تتزوج فتاة صاعدة وحالمة في هذا السن المبكر، حيث أن كثيرًا من اللواتي لديهن توجه نسوي، أو فاعلات في مجتمعاتهن، يرين أن الزواج في سن مبكر قد يكون عائقًا عن هذا، ولكن على العكس، تصف خلود أن زوجها، أو كما تفضل هي أن تسميه "رفيقها"، كان ومازال أكبر داعم لها، وأن ارتباطها به جاء من منطلق أنه يشاطرها كثيرًا من أفكارها، الوطنية منها بالأخص، ناهيك أنه كان بالنسبة لها سبب لتستقر في فلسطين، المكان الذي طالما انتمت له.

لم يكن استقرارها في فلسطين في ذلك الوقت عاجلًا، بل كان آجلًا، حيث سافرت مع زوجها إلى مصر ليكمل تعليمه، بينما لم تستطع هي أن تكمل تعليمها بسبب الحمل والإنجاب، ولأنها كانت تعلم أن مصر مرحلة مؤقتة لهما، ففضلت أن تؤجل الأمر حتى عودتها إلى فلسطين.

خل2.png

بعد ترك خلود للأردن، وذهابها لمصر، كان عليها أن تبحث عمن يشبهها في التفكير، حتى وجدت جماعة متصوفة منبثقة عن "القبيسيات"، ولكنها لم تشعر بالانسجام، لتأخذها الأقدار إلى تجمعات الأخوات المسلمات هناك، وبعدها بفترة، ربطتها بالحاجة زينب الغزالي علاقة طيبة، لتمنحها تلك الفترة خبرة وعلمًا كبيرًا، ناهيك عن صقل جديد للفكر وازدياد رقعة الطموحات والرغبة في العطاء.

 

العودة إلى الوطن

استطاعت خلود أن تندمج سريعًا في طبيعة الحياة الاجتماعية في مدينة نابلس، وبدأت تتسع علاقتها، ودائرة معارفها، ورصيدها في الأنشطة السياسية الاجتماعية، والأعمال التطوعية في الجمعيات الخيرية، حيث أن التحاقها لقسم النساء في جمعية التضامن الخيرية، ساهم في تعرفها على أهل نابلس وتكوين علاقات جديدة.

بعد التحاقها في جمعية التضامن التي فتحت الآفاق لها، فكرت أن تنشئ جمعية خاصة بالنساء فقط؛ تقدم لهن الدعم الكامل من خلال عقد الدورات التدريبية، فانبثقت جمعية جذور للثقافة والفنون.

عادت خلود لأرض الوطن في عام 1990، لتلتحق بالحلم الذي فقدته في بداية حياتها، وتكمل البكالوريوس في جامعة القدس المفتوحة، تخصص التنمية المجتمعية، وفي ذات الوقت، كانت قد استطاعت أن تندمج سريعًا في طبيعة الحياة الاجتماعية في مدينة نابلس، وبدأت تتسع علاقتها، ودائرة معارفها، ورصيدها في الأنشطة السياسية الاجتماعية، والأعمال التطوعية في الجمعيات الخيرية، حيث أن التحاقها لقسم النساء في جمعية التضامن الخيرية، ساهم في تعرفها على أهل نابلس وتكوين علاقات جديدة.

بعد التحاقها في جمعية التضامن التي فتحت الآفاق لها، فكرت أن تنشئ جمعية خاصة بالنساء فقط؛ تقدم لهن الدعم الكامل من خلال عقد الدورات التدريبية، وتوسع ثقافتهن، فانبثقت جمعية جذور للثقافة والفنون، تقول لـ "بنفسج": "أسسنا جذور في عام 1997 بعد اتخاذ الإجراءات والتراخيص من وزارة الثقافة، واستمريت في رئاسته حتى عام 2002، ثم انتقلت لعضو آخر. اهتمت جذور بالفتيات الشابات ما بين 14-17، فكانت أحد البرامج البارزة التي تم عرضها برنامج القيادات الشابة، ناهيك عن سواها من الأنشطة التي تُعنى بالنساء، ودعمهن ومساعدتهن".

تكمل: "بدأ البرنامج في 2001، حينها، لم يكن في دائرة الإسلاميين من يهتم بمثل هذه البرامج أو تقديم الاهتمام لهذه الفئة، وكنا من أوائل من انشغل بها، وبطريقة منظمة، قدمنا لهذه الفئة العمرية برنامجًا لإعدادهن، وتوسيع ثقافتهن، واعتمادهن على أنفسهن، لقد قدمنا لهن أسس التخطيط الاستراتيجي وإدارة الوقت، والعديد من المهارات التي ساهمنا في تطويرها، إضافة إلى تدريبات في مجالات عدة؛ فكان مطبخ جذور مصدر رزق للعديد من النساء، وأيضًا قدمنا الدعم للأسر المحتاجة سواء الدعم النفسي أو الإرشادي، وكان، بفضل الله، من أهم المراكز المختصة بالمرأة حينها بتقييم من وزارة الثقافة والفنون".

التوجه والنشاط السياسي

 
تقول خلود: "سبع سنوات كاملة في البلدية أوكلت إلي فيها ملف المرأة، وكنت عضوًا في العلاقات العامة ولجنة الموظفين، تبدلت أعمالي ما بين اللجان، لكن ملف المرأة بقي لدي، فأردت أن أطوره، فتقدمت بطلب لرئاسة البلدية لإنشاء مركز نسوي باسم ركن المرأة تحت مظلة البلدية، واستطعت خلال فترة ولايتي في بلدية نابلس أن نقدم برامج خدماتية للنساء".

تقول خلود: "إن الحركة الإسلامية التي أخذتها الأقدار لتكون ضمن إطارها، كانت خليطًا مناسبا بالنسبة لخلود؛ اجتمعت فيه الوطنية والثورية ذات التوجه الإسلامي، وهذا الخليط الأفضل الذي قد تجمع خلود فيه توجهاتها، وتنطلق معه ومن خلاله، إضافة إلى ذلك، فإن الظروف السياسية التي كانت سائدة في البلاد وقتها، حتمت عليها تكثيف العمل الميداني في ظل الاجتياحات الإسرائيلية وتقديم الدعم للعائلات الفلسطينية، ومن خلال الحركة الإسلامية تم تأسيس الرابطة الإسلامية للمرأة الفلسطينية، كجسم موازي لجسم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، الذي كان عبارة عن المظلة الرسمية النسوية لمنظمة التحرير الفلسطينية، فأرادت خلود بالتعاون من قريناتها أن يكون للحركة إسلامية رابطة خاصة نسوية تحت مظلة الإسلاميين، وهو ما عنونته بعد ذلك في رسالتها الماجستير ب "النسوية الإسلامية".

عكفت الرابطة على مساعدة الشارع الفلسطيني في تلك الفترة بجانب بقية الفصائل الفلسطينية والهيئات، فكانت خلود التي تقود من معها، طوال مدة عملها، يقدمون الدعم النفسي لأهالي الشهداء والأسرى، ويكثفون من الزيارات التفقدية لهم، تقول خلود لـ "بنفسج": " أذكر جيدًا أنني خصصت كثيرًا من وقتي وطاقتي للرابطة، فعكفت ومن معي على أن تخرج مشاريع الرابطة بأفضل ما يمكن، وأن تحقق ما ترمي إليه؛ في ذات الوقت، استطعت على الصعيد الشخصي أن أوفق بين نشاطي ودراستي وبيتي وأسرتي التي كانت إلى جانب كل شيء الجزء الأهم في حياتي".

7.png

أضافت: "كنت أعلم جيدًا كيف أُقسّم الوقت، فلطالما كان وقت الفراغ غير موجود في حياتي، لذلك ومنذ الصغر كنت قادرة على ترتيب أولوياتي دون التقصير في أي منها". تطور نشاط خلود بعد ذلك لتختارها الحركة لتكون أحد ممثليها في انتخابات بلدية نابلس، والتي أثبتت خلود فيها جدارتها، متفوقة على أقرانها، حتى وصلت بعد فترة إلى منصب نائب رئيس البلدية.

 وأضافت لـ "بنفسج": "سبع سنوات كاملة في البلدية أوكلت إلي فيها ملف المرأة، وكنت عضوة في العلاقات العامة ولجنة الموظفين، تبدلت أعمالي ما بين اللجان، لكن ملف المرأة بقي لدي، فأردت أن أطوره، فتقدمت بطلب لرئاسة البلدية لإنشاء مركز نسوي باسم ركن المرأة تحت مظلة البلدية، واستطعت خلال فترة ولايتي في بلدية نابلس أن نقدم برامج خدماتية للنساء، بحيث تكون الاستفادة متبادلة، وفي فترة قليلة، تم تقديم الخدمة لأكثر من عشرة آلاف سيدة في نابلس، بفضل جهد الموظفات ولحرصهن على خدمة المرأة والخروج بأفكار إبداعية".

اقتباس2.jpg

تروي خلود أن لكل مرحلة تضحيات وصعوبات مختلفة، ولكن هذه المرحلة حملت أكبر قدر من الصعوبات، فبعد الانقسام تعرضت لضغط وتهديدات عديدة، ناهيك عما تعرض له زوجي من ضغط من السلطة الفلسطينية بسبب نشاطي، من ناحية أخرى، كان المجتمع يضغط أحيانًا عليّ تبعًا لنشاطي وتوجهي، ولكن تقول، في وقتها، كان نظري نحو تحقيق الأهداف دون النظر إلى عقبات الطريق الذي استطعت تخطيه بفضل الله ودعم زوجي.

| السجن: نقطة التحول

"بعد انتهاء مدة اعتقالي، خرجت إنسانة مختلفة، برؤى جديدة، وروح جديدة، وببصيرة أخرى، أكملت عملي عضوة في البلدية، ولكن بنشاط أقل من سابقه، وبعد نهاية فترتي، قررت أن أكمل الماجستير، وأتوقف عن العمل الميداني والسياسي، وأخوض غمار البحث العلمي في دراسات المرأة والتنمية.


تقول خلود: "كنت أنتظر هذه المرحلة، كنت أعلم أنها مرًّ لا بد من تجرّعه عاجلًا أم آجلا". وأضافت: "في تلك المرحلة، شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة الاعتقالات، اعتقلوا رئيس البلدية ونائبه، فخلفتهم بالتزكية، ومارست عملي في رئاستها حتى تم اعتقالي أيضًا من منزلي، وكانت لائحة الاتهام مليئة، وأبرزها نشاطي في المجال السياسي، لذلك لم يكن قرار اعتقالي مفاجئًا لي، حيث انهدم بيتي مسبقًا، وتم اعتقال زوجي وابني".

إضافة إلى كونها مرحلة صعبة ومؤلمة، تعنون خلود هذه المرحلة بأنها مرحلة أدت إلى العديد من التغيرات فيما بعد بالنسبة لها، حيث وصفتها كالتالي: "ألم التعذيب الجسدي، والنفسي، أو الخوف، والإرهاق لم يكن السبب في ذلك التغير، بل لحظات الصفاء، والخلوة داخل السجن، حيث إن السجن أعطاني الكثير من الوقت الذي لم أكن أجده لأجلس مع نفسي، أسمعها، وأحاورها كثيرًا".

خلود1.jpg
خلود المصري خلال مناقشتها لرسالتها الماجستير ونشاطات أخرى.

حتى بعد نهاية التحقيق، كنت أفضل الجلوس وحيدة في غرفة السجن، على الرغم من أن صديقتي ماجدة فضة كانت معي في ذات الغرفة، ولكن كنت أفضل الخلوة بنفسي والقراءة بنهم، محاولة التفكر في اتجاهات الحياة ، مثل الأرض، المقاومة، الإنسان، والمسار السياسي.

"بعد انتهاء مدة اعتقالي، خرجت إنسانة مختلفة، برؤى جديدة، وروح جديدة، وببصيرة أخرى، أكملت عملي عضوًا في البلدية، ولكن بنشاط أقل من سابقه، وبعد نهاية فترتي، قررت أن أكمل الماجستير، وأتوقف عن العمل الميداني والسياسي، وأخوض غمار البحث العلمي في دراسات المرأة والتنمية، فوقع اختياري على هذا الموضوع، كنتاج طبيعي لاهتماماتي النسوية طوال السنوات التي مضت، فكانت عنوان رسالتي الرسالة (النسوية الإسلامية ودورها في التنمية السياسية في فلسطين)".

اقتباس1.jpg

تقول خلود: "إن الحركة النسوية عامة تستثني الرجل، وتحاول تبديد المرأة عليه، في حين أنه يكملها، وكما أن الرجل بدون امرأة لن ينجح، كذلك المرأة بدون الرجل لن تكتمل، وأنا من خلال تجربتي حاولت إرساء مصطلح النسوية الإسلامية المدعوم بأدلة وتجارب واقعية تنصف المرأة ولا تستثني الرجل".

أضافت: "أنه لطالما كن الناشطات في التيارات الإسلامي يحاولن إبراز فكرة أن الدين منصف للمرأة، في حين أن المجتمع بحاجة لتطبيق فعلي عن طريق إيجاد حركة نسوية تكون مرجعيتها الشريعة الإسلامية، وتطبق بصورة سليمة، عوضًا عن مناكفة النسوية العامة التي تعتمد على مراجع غربية".

لاقت خلود في البداية الرفض لعنوان رسالتها لأنها لا توجد لها مراجع ودراسات سابقة، ولا وجود للنسوية الإسلامية، تقول: "أصريت على موقفي، وأردت توثيق مرحلة حياتية عشتها، لم يرها الناس، ولكني أفضل من يوثقها كوني كنت جزءًا من العمل النسائي السياسي في حقبة معينة، وبالفعل، تم نجاح الدراسة، ووُثّقت، حتى أن مركز الزيتونة للدراسات في لبنان حولها إلى كتاب يُوضع في المركز كمرجع عام".

مهمة خلود الجديدة

 

في سبيل العطاء وتحقيق رسالتها الممتدة، تقول الأستاذة خلود المصري، وهي اليوم جدة: "أن الحياة تحتوي على منعطفات قد يتوسع الإنسان في تفكيره ويغير أسلوبه في الحياة من خلالها، ولكن هذا لن يوقف عجلة الحياة والعطاء لديها".

بعد كل ما خاضته خلود في مشوار حياتها، شعرت بأنها يجب أن تقوم بدور مختلف؛ أن تساعد الناس على التوزان الشخصي، وأن تزرع الأمل في نفوسهم، فكان لديها أفكار توجتها بمركز نماء للتدريب والتنمية الذاتية، والمعني بإعطاء دورات متخصصة وورشات تنموية. ورغم أنها اليوم باتت تحاول أن توزع نشاطها على الإنسان عامة بغض النظر عن جنسه"

خل7.png
وبالحديث عن التحديات التي واجهتها طوال سنوات عملها تقول: "كونك امرأة، فهذا تحدٍ، فقد كنت مستاءة من المجتمع الذي ينظر للمرأة على أنها خيار ثان، حتى المرأة ذاتها، تنظر لنفسها على أنها أنقص وأقل، أذكر خلال تجربتي بالبلدية صرت نائبة لرئيس البلدية بالتزكية من الرجال العاملين معي، لأنهم يعلمون بأنني أستحق، فقد كنت أحيانًا من كثافة العمل أغادر لبيتي حتى وقت متأخر".

خلود وجهت نصيحة لكل امرأة تدعوها إلى أن لا تقبل أن تكون مجرد رقم: "كوني فاعلة يحكي عنك الناس بإنجازاتك وأعمالك". ما زالت خلود وسط حلمها الذي اختارته في مجال التنمية الذاتية لتقدم خلاصة السنوات لغيرها، بدأت مؤخرًا بتسجيل حلقات برنامجها الذي تعرضه على صفحتها الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ومنحت البرنامج اسم "مشاهد"، لتصحب المشاهد في رحلة قصيرة من كتاباتها، إضافة إلى سلسلة إذاعية بثتها من قبل عبر إذاعة هوا نابلس لذات الغرض. وعلى صعيد آخر، تستعد خلود المصري لإطلاق كتاب جديد لها خلال الأيام القادمة.