بنفسج

لتربي طفلا واثقا وأنيقا...

الإثنين 08 يونيو

مقال مترجم لموقع بنفسج
مقال مترجم لموقع بنفسج

أن تكون أما أو أبًا فهي مهمة ليست سهلة أبدًا؛ فتربية الأطفال، بالتأكيد، مهمة لا تخلو من التوتر، ولا تعطينا الوقت الكافي لأنفسنا والرعاية الذاتية بها. فلماذا نقوم بهذه المهمة؟ ربما نؤديها لنفس السبب الذي نبحث لأجله عن شريك نعيش معه كل حياتنا، أن تكون حياتنا ذات عمق ومعنى ومبادئ عظيمة، وتربية الأطفال جزء كبير من هذا الهدف.

في سعينا لأن نكون والدين مثاليين هناك الكثير من المصاعب التي سنواجهها، وسائل الإعلام الاجتماعية، التكنولوجيا، ساعات العمل الطويلة، الوجبات السريعة، ومجموعة كاملة من السلوكيات غير الصحية التي تتوفر بسهولة وبسعر رخيص تملأ العالم اليوم بشكل كبير. في مثل هذا الواقع، فإن عملية تنشئة طفل لطيف وواثق أصعب من أيّ وقت مضى. الآباء والأمهات والأطفال على حد سواء أصبحوا أكثر عرضة لمعدلات غير مسبوقة من الإجهاد، مما أدى إلى زيادة الضغوط الجسدية والنفسية (التعب والانفعال، الصحة الجسدية، والإحباط) التي تقوض قدرتنا على التصرف مع الرحمة والقوة.

أهم قاعدة في أسس رعاية الأطفال يتعلق بحماية أطفالنا، وتعليمهم مهارات التفاوض مع العالم بنجاح، بينما قبل وقت طويل كانت رعاية الأطفال تتركز في توجهيهم لمحاولة البقاء على قيد الحياة، أي تأمين الغذاء اللازم للعيش، والهروب من الحيوانات المفترسة، والحصول على المأوى ..الخ، فتنشئة الأطفال تذهب إلى ما هو أبعد من البقاء على قيد الحياة، فتطلّب إعدادهم لحياة ناجحة على الصعيدين المهني والشخصيّ. في خضمّ كل الجنون في هذا العالم، أن نغرس الرحمة والإنسانية واللطف والثقة في نفوس أبنائنا ليس شيئًا سهلًا ولكنه ضروري للغاية لضمان نجاحهم.

| الصعوبات واضحة، والحلول كذلك

في ظل تركيز اهتمام الوالدين على تعليم وبناء أطفالهم، ينسون التركيز على سعادة أنفسهم وصحة أجسادهم، حيث تجدهم بالعادة متوترين، قلقين، مرهقين، لا يحصلون على غذاء كاف ومفيد لأجسادهم، وخائفين على أمن اطفالهم؛ أمّا الاعتناء بأنفسهم فليس أولوية لديهم وهذا خطأ.

إن السر في تنشئة طفل لطيف وواثق يعتمد بشكل كامل على فهم الآباء لمدى أهمية وجود هذه الصفات في أنفسهم قبل أولادهم؛ فبالعمل على جعل أنفسنا لطيفين وواثقين نحن نكون قد ساهمنا بشكل كبير في تربية أولادنا على هذه الصفاتفي ظل تركيز اهتمام الوالدين على تعليم وبناء أطفالهم، ينسون التركيز على سعادة أنفسهم وصحة أجسادهم، حيث تجدهم بالعادة متوترين، قلقين، مرهقين، لا يحصلون على غذاء كاف ومفيد لأجسادهم، وخائفين على أمن اطفالهم؛ أمّا الاعتناء بأنفسهم فليس أولوية لديهم وهذا خطأ.

| نحن نخدم أولادنا، بخدمة أنفسنا أولًا

طفل.jpg
 

يجب علينا أن نتعلم جيدًا كيف نقوم بالعناية الحقيقية لأنفسنا من أجل أن نقوم بمهمة التربية على أكمل وجه، ولنكون قدوة جيدة لأطفالنا. كيف نغذّي و نحرّك أجسامنا، كيف نتواصل مع أصدقاءنا والبالغين الآخرين. في حال أعطينا أنفسنا وقتًا كافيًا لمتابعة الأشياء التي نستمتع بها وقدرنا سعادتنا الخاصة، سيجعلنا هذا والدين أكثر فاعلية وتأثيرًا، وسيظهر هذا لأولادنا أيضًا أننا نستطيع الرعاية بأنفسنا مهما كنا مشغولين.

أفضل كتب الأمومة والإرشاد التربوي التي توجهنا لأفضل طرق التواصل والتثقيف والتأديب لأطفالنا؛ لن تكون ذات معنى إلا إذا كنا قادرين على تحقيق هذه الإرشادات في حياتنا الخاصة لصنع الفرق الحقيقي. إذا رأى أطفالنا التطبيق العملي لما نمليه عليهم من قواعد أخلاقية وثقافية، ورأوا أيضًا النتائج الإيجابية الواقعة علينا بتطبيق هذه القواعد، سيسهل فهمهم واقتناعهم بهذه القواعد.

معظمنا تربى على كيفية تأمين أسس عيش الحياة؛ كالحماية والغذاء والكساء، وبهذا واجهنا أوقاتًا عصيبة جعلتنا غير مستقرين في الحياة. أما الآن، حان الوقت لآباء يوجهون أنظار أبنائهم لجميع تصرفاتهم اليومية، وأخلاقياتهم وتفاعلهم مع الآخرين، ليكونوا أقوياء ماديًا ومعنويًا أيضًا، ولا يهدروا أوقاتهم مثلما فعلنا وهم يحاولون كيفية عيش الواقع الجديد.