بنفسج

"الخيانة الإلكترونية": مشاعر وجدت ضالتها

الجمعة 10 مارس

علامات الخيانة الإلكترونية
علامات الخيانة الإلكترونية

سنتحدث هنا عن تعريف الخيانة وعلامات الخيانة الإلكترونية لأخبركم قصتنا لليوم: لن تنسى سحر ذلك اليوم الذي تجهزت فيه نفسياً وجسدياً لتحتفل مع حبيبها بذكرى زواجهما الخامس، وقد أعدت خطة محكمة ليظن زوجها وليد أنها نسيت هذا اليوم لتفاجئه بليلة جميلة لكن هو من فاجأها بصدمة العمر.

 تتنهد سحر وتقول أخذت أطفالي وأخبرت زوجي بأني سأمكث يوم أو يومين عند أمي بحجة مرضها واحتياجها لي، وهنا وافق وليد على الفور. عدت لعش الزوجية بعد ساعات ومعي الورود والعطور والهدايا بعدما تركت أطفالي عند أمي وكنت في سعادة غامرة وأنا أضع المفتاح في الباب وكأنني أدخل بيتي لأول مرة كيوم زواجي.

وعندما دخلت وجدت شاشة التلفاز مفتوحة وللوهلة الأولى ظننت أني نسيت أن أغلقها، وعندما ذهبت لإطفائها وجدت نفس صورة المرأة على موبايل زوجي الذي كان بجانب الشاشة، وأنا وسط ذهولي وجدت زوجي يخرج من الغرفة قائلا ها قد عدت حبيبتي وإذ بالمرأة تختفي. فعرفت بعدها أن زوجي لديه صديقة في بلد آخر لا يلتقيان إلا عبر العالم الافتراضي ويكون بالخفاء عبر شاشة الموبايل الصغيرة التي أظنها كانت لا تشبع رغباته ففعل ما فعل، وهنا انتهت العلاقة. عندما يفقد الزوجان الاتصال الجيد بينهما، ويتلاشى الحب من قلوبهما يبحثا عنه في الإنترنت مع شخص آخر وهم يعلمان أنه لقاء وهمي، وهذا ما يبرر الاستمرار في العلاقة لأنه غير حقيقي ويختلف عن الخيانة الجسدية.

ما هي الخيانة الإلكترونية؟

علامات الخيانة الإلكترونية
الخيانة الإلكترونية خيانة مشاعر، وخيانة المشاعر أسوأ من خيانة الجسد، فالإنسان عندما يخون بجسده، ربما يرجع عن ذنبه بعد تجربة واحدة أقدم عليها، بعدما تعرض لظروف وضغوطات وتزعزع إيمانه، فسقط في علاقة محرمة، لكن خيانة المشاعر تجعل الإنسان يخون شريكه كل يوم، وإذا غفلنا عن سببها ولم نعالجها، فقد تتحول خيانة المشاعر لخيانة جسد.

وعلى الرغم من الإيجابيات التي قدمتها لنا التكنولوجيا في عالم الإنترنت، إلا أنها جاءت بالكثير من السلبيات على المجتمع، ومنها الخيانة الإلكترونية، وبالرغم من أنها علاقة وهمية، وتقع في عالم افتراضي، إلا أنها تعتبر أزمة جديدة تواجه استقرار الأسرة العربية، وتستطيع هدم البيوت التي كانت يومًا ما مستقرة، وإذا كانت هناك إحصائيات في المحاكم لنسبة الطلاق بسبب الخيانة الإلكترونية، لكانت الأرقام صادمة.

ظهر مع اجتياح مواقع التواصل الاجتماعي لبيوتنا العربية، الخيانة الإلكترونية وهو مصطلح جديد، ولا شك أن لتلك المواقع إيجابيات، حيث سهّلت التواصل بين الأقارب والأصدقاء الذين باعدت بينهم المسافات، لكن سوء الاستخدام كان حاضرًا عندما فقد الزوجان الاتصال الجيد بينهما، وتلاشى الحب من قلوبهما بحثًا عنه في الإنترنت عن شخص آخر، وهم يعلمون أنه لقاء وهمي، وهذا ما يبرر الاستمرار في العلاقة.


اقرأ أيضًا: أساطير سنوات الزواج الأولى: عن السعادة الأبدية!


بماذا تختلف عن الخيانة الجسدية، وأيهما أسوأ؟ وما هي علامات الخيانة الإلكترونية؟ هي خيانة مشاعر، وخيانة المشاعر أسوأ من خيانة الجسد، فالإنسان عندما يخون بجسده، ربما يرجع عن ذنبه بعد تجربة واحدة أقدم عليها، بعدما تعرض لظروف وضغوطات وتزعزع إيمانه، فسقط في علاقة محرمة، لكن خيانة المشاعر تجعل الإنسان يخون شريكه كل يوم، وفي كل لحظة، وإذا غفلنا عن سببها ولم نعالجها، فقد تتحول خيانة المشاعر لخيانة جسد، وهنا يزداد الأمر خطورة، فالخطأ يجر خطأ، وعندها يسقط الإنسان في بحر الملذات والشهوات، وهذه أخطر المراحل التي تمر بها العلاقات الزوجية.

علامات الخيانة الإلكترونية؟

علامات الخيانة الإلكترونية

| غياب الوازع الديني بالدرجة الأولى: حدثنا أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أن الله كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه". وفي رواية مسلم: "والقلب يهوى ويتمنى". فجعل النبي صلى الله عليه وسلم تمني النفس والقلب وهواهما من جملة مسببات الزنا، ولو لم يكن الإنسان مؤاخذًا به لما عده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الزنا.

 | الجفاف العاطفي بين الزوجين: الحياة الروتينية الخالية من تبادل مشاعر الحب والود، فقد الاهتمام من الشريك، واغفال احتياجاته.

| توفر الإنترنت: وجوده  في كل بيت، بل في كل مكان، يسهل التواصل مع الآخرين، وبالتالي، مع من يمارس الشريك معه الخيانة.


اقرأ أيضًا: ميثاقًا غليظًا: كيف يكون الزواج مودة ورحمة؟


| إمكانية حذف المحادثات: عامل الأمان بوجود رقم سري لجهاز الاتصال الخاص، وإمكانية حذف المحادثات بسهولة وصعوبة اطلاع الآخرين عليه، يمثل اطمئنانًا في العلاقة.

| الخجل من البوح بالمشاعر: العلاقة الإلكترونية وسيلة لتفريغ المشاعر، لأنه أحيانًا يخجل الشريك عن البوح بالمشاعر لشريكه، ولا يشعر بالخجل عندما يبوح بها لشخص غريب عنه، لأن اللقاء وهمي. وفي بعض الحالات يكون مرض نفسي يعاني منه الشريك.

 ماذا بعد الخيانة الإلكترونية؟

علامات الخيانة الإلكترونية
 
أما عن حلول لمشكلة الخيانة الإلكترونية يجب الصراحة مع الشريك بكل المخاوف والشكوك التي قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة، وعدم الكذب عند مناقشة المشكلة، لأنه يفقد ثقة الشريك نهائيًا.
 
 وقد يصل الحال إلى طريق مسدود، وتلبية احتياجات الشريك، بمعنى آخر "الوقاية خير من العلاج"، لأن الخيانة قد تكون ردة فعل.

كثيرًا ما نسمع شكوى الزوجة من زوجها بأنه لا يترك هاتفه الخاص من يده، وأنه يغلقه حين تقترب منه، وهنا تتساءل الزوجة: هل أضغط عليه حتى يعطيني هاتفه، لأتأكد بنفسي أن شكوكي ليست في محلها؟ أم لا أُعطي الأمر اهتمام حتى لا يقول عني غيورة؟ برأيي أن الحلين غير صائبين، فالحل الأول، لن ينجح لأن الرجل يتعامل مع المرأة بحذر، ويعرف أنها دقيقة، وهنا يضطر أن يتعامل معها بذكاء عالي، فعلى الأرجح، عندما يعطيه هاتفه، سيكون قد أزال أدلة الإدانة لأيام حتى يرى من زوجته راحة وطمأنينة.

وكذلك لن ينجح الحل الثاني أيضًا، لأن عدم إظهار مشاعر الغيرة أمر غير صحيح، لأن الرجل يسعد بأن يرى تلك المشاعر من شريكة حياته، لكن دون مبالغة، وقد يكون سبب في خيانته لها، حيث تكون الخيانة هنا بقصد إثارة مشاعر الزوجة والشعور بانتصار مشاعره كرجل، ونفس الأمر ستفعله الزوجة عندما تكون هي المتهمة، لأن الخيانة الإلكترونية قد تكون من الرجل أو من المرأة.

قاطعتني زوجة شابة بأن قالت لي، أنا لا أستطيع البوح بمشاعري لزوجي أبدًا، بالرغم من أنني أحمل له في قلبي الكثير من الحب، وأنه كلما أرادت أن تعبر له عن تلك المشاعر تشعر بالخجل، وعندما سألتها عن أي حلول فكرت فيها لتتغلب على مشاعر الخجل، قالت إنها تعوض ذلك بمشاهدة المسلسلات التركية الرومانسية.

كنت ذات يوم ألقى محاضرة لزوجات شابات، وكان موضوعها (الجفاف العاطفي)، وقلت لهم أنه من الضروري ترجمة مشاعر الحب والود لعبارات جميلة متبادلة بين الزوجان، حتى يظل الحب مشتعلًا مهما مرت سنوات على زواجهما، وحينها قاطعتني زوجة شابة بأن قالت لي، أنا لا أستطيع البوح بمشاعري لزوجي أبدًا، بالرغم من أنني أحمل له في قلبي الكثير من الحب، وأنه كلما أرادت أن تعبر له عن تلك المشاعر تشعر بالخجل.


اقرأ أيضًا: الزواج جعلني امرأة أخرى: كيف تستعيدين ذاتك القديمة؟


 وعندما سألتها عن أي حلول فكرت فيها لتتغلب على مشاعر الخجل، قالت إنها تعوض ذلك بمشاهدة المسلسلات التركية الرومانسية، والأكثر غرابة، أن حديث تلك الزوجة شجع عددًا من الحاضرات، فأخبرنني أنهن يعانين من نفس المشكلة، تلك الحالات قد حث معها جفاف عاطفي بالفعل، وقد يكون مقدمة للطلاق العاطفي، ثم الخيانة الإلكترونية، ثم طلاق رسمي بالمحاكم، وتفكك الأسرة سيكون نتيجة حتمية لذلك.

نهاية، إن علامات الإلكترونية عديدة وقد ذكرنا جزء منها هنا، أما عن حلول مشكلة الخيانة الإلكترونية يجب الصراحة مع الشريك بكل المخاوف والشكوك التي قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة، وعدم الكذب عند مناقشة المشكلة، لأنه يفقد ثقة الشريك نهائيًا، وقد يصل الحال إلى طريق مسدود، وتلبية احتياجات الشريك، بمعنى آخر "الوقاية خير من العلاج"، لأن الخيانة قد تكون ردة فعل.