من منّا لا تحلم بمنزل هادئ نظيف ومرتب طوال الوقت؟ تستطيعين بسهولة إيجاد أي شيء، أو تخزين أي شيء، وتتمتع عينيك في نفس الوقت دائمًا بمظهر رائق للغرف والأروقة والطاولات وكل مناطق بيتك الظاهرة والخفية، لكن في البداية من المهم أن نعرف سبب الفوضى؛ لماذا نجد دائمًا بعض المناطق المكدسة في بيوتنا؟ الحقيقة، هناك سببان؛ أن بيتك يضج بالعديد من الأشياء التي قمت بتخزينها سابقًا، ومازلت مستمرة في التخزين والتكديس عليها، وأن بيتك غير منظم، ولا يهتم الأشخاص معك في المنزل بترتيب الأشياء بعد الاستخدام وإعادة كل شيء في مكانه؛ تلك هي أهم أسباب الفوضى.
لماذا إذًا نهتم بتكديس الأشياء ونجد صعوبة في التخلص مما لا نحتاجه؟ الأمر ببساطة، أن بعض تلك الأشياء تشعرنا بالأمان، كملابس الوالدين الراحلين، وبعض قطع غيار الأجهزة التي لن نستخدمها أبدًا، لكن وجودها يطمئننا، أو بعض مقتنياتنا التي نأمل أن تنتابنا رغبة في ارتدائها يومًا، أو أشياء نرغب في التخلص منها، ولكننا لا نستطيع، لأن ذلك سيشعرنا بتأنيب الضمير؛ مثل كروت التهنئة، وكروت الدعوة، والهدايا التي جاءتنا من المقربين ولم تتناسب معنا. ولكن، ومع الأسف، كل تلك الأشياء تسبب ازدحامًا غير مبرر، ويتحول لسجن يسيطر علينا بالتدريج.
| ابتعدي عن التكديس
سيطري عليها ولا تدعيها تسيطر عليكِ. بصفتك ربة المنزل، والمسؤولة عن إدارته، يمكنك اتخاذ القرار بخصوص استبعاد هذه الأشياء، وسؤال نفسك ما هي أولوياتي؟ هل بيت منظم ومريح يتسع لكل احتياجاتنا الأساسية وما نستعمله بالفعل؟ أم مستودع للذكريات والأشياء التي امتلكها الآخرون، والآن، انتقلت لنا وتعيق حركتنا وحياتنا؟ يمكنك فرزها وإحضار ثلاث صناديق: صندوق للتبرعات، وصندوق للأشياء التي تحتاجونها بالفعل، وصندوق ثالث للقمامة.
بهذه الطريقة، يمكنك البدء بأحد أدراج أو خزانة غرفتك، ومن ثم الانتقال للدرج الآخر ثم الآخر، ابدأي في أي وقت وبأي مكان، لكن ابدأي. الأمر الآخر، وهو الحفاظ على المنزل خاليًا من الفوضى بشكل يومي، يتطلب ذلك منك بعض الحيل التي ستساعدك على جعل كل شيء منمق قدر الإمكان.
| ابدأي بنفسك
لا تشترِ شيئًا لمجرد أن سعره متوفر معك، أو أن شكله أعجبك، أو لأي سبب آخر غير احتياجك له، بذلك ستتجنبين الكثير والكثير من الفوضى غير المبررة.
| التعاون في الترتيب
اجتهدي دائمًا في جعل أهل بيتك يساعدون في تنظيم وترتيب البيت الذي يعيشون فيه معكِ، كل شخص أحضر شيئًا من مكانه عليه أن يعيده، وحددي أماكن مخصصة لكل شيء لتسهيل عملية الإعادة على الجميع.
من هذه النقطة والنقطة السابقة نستنتج أن لكل شيء مكان ومكان لكل شيء، وهذه هي القاعدة الثالثة التي يجب أن تعتمديها إذا أردت بيتًا منظمًا.
| أنهي عملك أولًا بأول
وهي إنهاء ما يحتاج إنهاؤه في نفس الوقت، بمعنى لا تجمعي الغسيل بعد جفافه وتضعيه على الكرسي لأجل غير مسمى، وتتركي الأطباق في الحوض بعد الغداء، والأوراق على الطاولة بعد انتهاء العمل أو المذاكرة، كل ذلك يجعل البيت في حالة من عدم الاستقرار، بل إنهِ كل شيء في وقته. أعيدي الملابس للخزانات فور جفافها وتجميعها. وأعيدي كل أوراقك وكتبك لمكانها فور الانتهاء من العمل، وأفرغي حوض المطبخ فور انتهاءك من الغداء، سواء بغسلها أو وضعها في غسالة الأطباق. كل مهمة من هؤلاء تأخذ وحدها من 5 لـ 10 دقائق، لكن لو تراكمت المهام، فسيصير لدينا 40 أو 50 دقيقة عمل ستسبب لكِ التوتر والضغط العصبي، وربما الكسل أصلًا عن أداء المهام. بهذه الطريقة يمكنك اتخاذ قرارات نهائية بشأن ما يخرج من بيتك، وما يظل موجودًا حسب احتياجك فقط وليس عاطفتك. وهنا، للسيطرة على الفوضى ها هي أهم 10 أشياء يمكنك التقليل منها لتحصلي على منزل شبه مثالي وخالٍ من الفوضى:
| أدوات التجميل
من المستحسن ألا تقومي بتجميع أشكال وألوان من أحمر الشفاه وعلب مختلفة من ظلال العيون والكونتور، وهكذا. يكفي أن تشتري الألوان التي تليق بك وببشرتك، ومن علامات تجارية معروفة، وتثقين بجودة منتجاتهم قطعة أو اثتنين من كل شيء، ستكفيكِ مدة طويلة، وابتعدي عن تكديس منتجات عديدة ورديئة كي لا تتضرر بشرتك. احرصي أيضًا على مراجعة تواريخ الصلاحية المطبوعة على العبوات وتخلصي من التالف أولًا بأول لتتجنبي المشكلات الجلدية، ولتظل غرفتك وأدراجك نظيفة ومنظمة.
| الأقلام والدفاتر الصغيرة
قد تكونين من محبات التدوين والكتابة، وتقومين بشراء العديد من النوتات ذات الأشكال المغرية والألوان الزاهية، وهي بالفعل مثيرة جدًا للاقتناء، ولكن كثرتها سيجعل ضررها أكثر من نفعها، بسبب استهلاكها لمساحة كبيرة، وأيضًا إصابتك بالإحباط إن توقفت عن الكتابة لفترة، فوجودها فارغة أمر لا يسر الكاتبات المجتهدات. اقتني اثنتين كحد أقصى، وعند الانتهاء منهما اشتري جديدة، والأمر ذاته في حالة الأقلام لأنها تتعرض للجفاف بسرعة في حال عدم استعمالها.
| الملابس والإكسسوارات
بالطبع، لن أتحدث كثيرًا عن خزاناتنا، فهي دائمًا ما تمتلئ بالأشياء التي لا نرتديها كثيرًا، واشتريناها لمجرد أنها أعجبتنا، أو أن سعرها كان مغريًا في التخفيضات. كيف نتعامل إذًا مع هذا الأمر؟ يفضل أن تشتري عددًا من القطع الأساسية، وبألوان حيادية تتماشى مع بعضها البعض، وقطعتين أو ثلاثة من الملابس القيمة، ويمكنك بهذه الحيلة توفير الاستمتاع بأكثر من إطلالة مميزة بعدد محدود من القطع، من المهم هنا أيضًا أن تكون الملابس عالية الجودة ومصنوعة من أقمشة مريحة تلائم طقسنا في العالم العربي، وخصوصًا في وقت الصيف.
هكذا ستتمكنين من اكتساب مساحة جديدة في دولابك، وبسهولة تستطيعين رؤية كل قطع ملابسك، والوصول إليها بسهولة. بالنسبة للمطبخ، فإن هناك عددًا لا بأس بها من العناصر التي يمكنك التخلص من الزائد عن حاجتك منها، وإن كنت عروسًا وتقومين بتجهيز مطبخك فانتبهي لهذا الفخ.
| العلب البلاستيكية
وتكون عادة بأشكال وألوان ومميزات مغرية لكل نوع، لذلك كوني ذكية عند الشراء، واقتني الطقم الذي يتوافر فيه كل المميزات التي تحتاجينها؛ كإمكانية دخوله للميكروويف، وغسالة الأطباق، وتحمله لدرجات الحرارة العالية، والمنخفضة جدًا عند التجميد، ولا داعي أبدًا لتكديس العشرات من تلك العلب مهما كان شكلها.
| صواني التقديم وأدوات الضيافة
عندما تتكدس تلك الأشياء؛ فإنها في الغالب تتلف بعضها بعضًا، وأحيانًا ننسى بعض القطع من كثرتها، فتبهت ألوانها وخصوصًا إن كانت بألوان مذهّبة، فتتعرض للتأكسد، احرصي على شراء عدد محدد من تلك الأشياء، وبهذا تتمتعين بالمساحة، ويتسنى لك شراء جديد مستقبلًا.
| الأنتيكات
كلما زادت القطع كلما صعب عرضها واضطررنا لتخزينها من أجل توفير المساحة، أو تنظيفها بشكل شبه يومي في حالة عرضها في أرجاء المنزل. هذا الأمر ينطبق على الصور التذكارية القديمة والتذكارات والمجسمات المشابهة للقطع الأثرية وغيرها. لذلك، بقدر الإمكان، حاولي التقليل من شراء تلك الأشياء، أو استمتعي بها لبعض الوقت، ومن ثم تخلصي منها سواء بالمهاداة، أو التبرع لأشخاص آخرين.
| الكتب
نظرًا للظروف الاقتصادية في عالمنا العربي، أصبحت فكرة شراء بيت واسع ومتعدد الغرف، ويحوي مساحات منطقية لنا ولاحتياجاتنا، فكرة بعيدة، إما بسبب غلاء أسعارها أو ندرة الك الوحدات. وعليه، أصبح توافر مكتبات منزلية تستوعب كل كتبنا ومراجعنا وقواميس واللغة وكل تلك الأشياء، بمثابة ازدحام في البيت، لذلك، يمكنك الاستعاضة عن الكتب الورقية بالنسخ الإلكترونية من نفس الكتب المفضلة لديك، ولن يكلفك الأمر مساحة سوى بضع إنشات لجهاز كيندل، أو جهاز تابلت تخزنين عليه كل ما ترغبين فيه بأقل مساحة ممكنة، هذا الخيار للبعض الذي لا يمانع القراءة والمطالعة الرقمية، فالبعض، في ذات الوقت، يفضلون القراءة الورقية.
| ألعاب الأطفال
بالطبع، تحبين أبناءك، وتهتمين بشراء كل جديد لهم، لكن استمرارية الشراء دون التخطيط لكيفية تخزين تلك الأشياء من دون التخلص من الزائد عن الحاجة أو غير المستخدم سوف يتحول لكارثة ووضع فوضوي يصعب السيطرة عليه، ونصيحتي الخاصة، اشتري دائمًا الألعاب التي يمكن اللعب بها بأكثر من طريقة ولها أكثر من هدف، فتظل معهم لمدة طويلة قد تصل لسنوات.
| الإلكترونيات
من أهم الأشياء التي يجب التركيز عند شرائها هي الأجهزة الإلكترونية، فالكاميرات الرقمية والجوالات وأجهزة العناية بالجسم وأجهزة المطبخ أصبحت أشكالًا وأنواعًا، حددي هدفك من الجهاز الذي تريدينه واشتر حسب احتياجك فقط، حتى لو توافرت معكِ السيولة لشراء كل المعروض.
| الأحذية والحقائب
للأسف، الكثيرات منا لا تنتبه إلى أن الجلود المصنوع منها تلك القطع قد تتلف بسهولة إذا تم تكديسها عند التخزين، سواء كانت جلودًا طبيعية قيمة، أو جلودًا صناعية. من الأفضل لكِ اقتناء قطع محدودة للموسم واستعمالها لعام، وربما عامين أو أكثر، وبعد استهلاكها تستطيعين التخلي عنها وشراء جديد يتواكب مع الموضة ويشعرك بالتجديد والانفراد.
| قاعدة in-out
تعتبر تلك هي القاعدة الذهبية للخزانات المنظمة بشكل خاص، والبيوت المرتبة بشكل عام، فكل شيء تشترينه وتدعيه يدخل خزانتك، أو مطبخك، أو بيتك، لا بد أن تخرجي مقابله شيئًا لم تعودي تستعملينه. بمعنى؛ حين تنوين شراء ملابس لموسم الشتاء الجديد، قومي أولًا بفرز كل القطع التي تملكينها، واستبعدي كل القطع التي لم تستعمليها نهائيًا منذ الموسم الماضي، وضعيها في صندوق منفصل، وبعد الفرز وشراء القطع الجديدة قومي بالتخلص من الصندوق الذي استبعدتِ محتوياته سابقًا، وبهذا يكون لديك ملابس جديدة، وخزانة مرتبة، وروح جديدة لاستقبال فصل الشتاء من دون فوضى أو كراكيب.
هذه هي بعض القواعد والنصائح التي لو أخذتيها بعين الاعتبار وتدربتِ على بعضها بشكل يومي خلال شهرين، على الأكثر، سيكون لديك روتينك الخاص في جعل بيتك مكانًا أقل ازدحامًا وأكثر هدوءًا، وتتخلصين من الكثير مما يعوقك عن التمتع بفراغات بيتك واستغلال الكثير من المساحات فيه.