نسمات رمضان تفوح بالأجواء مُعلنةً اقتراب قدومه، مُحمّلةً بالخير والنور والبركة، والكثير من مشاعر البهجة والسكينة والروحانية في نفوسنا. ولكي تنعكس هذه المشاعر على ما يُحيط بنا. أقترح عليكِ اليوم بعض الأفكار المميّزة التي تضيف، بخطوات بسيطة، جوًا من البهجة والسرور إلى منزلك، احتفالًا بقدوم شهر رمضان المبارك.
| أولًا: زاوية الصلاة في منزلك
هذه الفكرة اعتبرها بمنزلة "مسجد منزليّ"، قمت بتنفيذها منذ سنوات في رمضان، واستمر وجودها طيلة أيام السنة، وذلك للأثر الإيجابي الذي تركته في نفسي. وهي ببساطة، تخصيص مكان في المنزل، سواءً غرفة، أو جزءًا من الغرفة، وتهيئته وإعداده ليشبه المسجد، ويكون المكان مخصصًّا للصلاة والعبادة، متميّزًا عن باقي غرف المنزل أو باقي أرجاء الغرفة.
بعد أن نفّذت هذه الفكرة زاد بفضل الله خشوعي وتركيزي في الصلاة، وهذا بسبب الرابط الذهني الذي حصل مع المكان، فكنت بمجرّد دخولي هذه المساحة أشعر أنّني انفصلت عن العالم الخارجي وكل ما فيه، إضافة إلى الشعور الكبير بالراحة النفسية والسكينة التي تملأ قلبي في مسجدي المنزلي، فكنت حقًا أشعر أنّه ملاذي الآمن الهادئ.
| طريقة تنفيذه
| الجدران: بإمكانك دهن جدرانه بلون دافئ مُميَّز، ليزيد من مشاعر السكينة والروحانية، أو بإمكانك استبدال الطلاء بورق الجدران، وأنا في مسجدي هنا استخدمت "أفرخ الجوخ باللون البنفسجي"، وهي عبارة عن قطع كبيرة من الجوخ الرقيق الناعم، تُباع في المكتبات، وتُستخدم للأشغال اليدوية، ومتوفرة بألوان متنوعة. قمت بلصقه على الجدران بواسطة لاصق "تيك أت من فابر كاستل"، وبإمكانك لصقه بواسطة مسدس الشمع "لاصق السيلكون"، لكنه قد يترك أثرًا على الجدران.
| المُلحقات والديكور: طبعت بعض اللوحات المناسبة للمسجد من موقع بنترست وعلّقتها على الجدران. وحامل المصحف خيار رائع وعملي ومفيد في هذا المكان، إضافة إلى شكله الجميل، وأضفت بعض الوسائد الصغيرة لتعين على الجلوس في المصلّى لفترة أطول للذكر وتلاوة القرآن، وأخيرًا فانوس مضيء ليضيف الأجواء الرمضانية المبهجة.
| ثانيًا: مائدة السحور والإفطار
في رمضان أجمل ما يجمعنا هو لحظات الإفطار والسحور، لذلك لا بد من إعطاء الأهمية لهذه اللحظات، والعناية بتفاصيل المائدة لتمنحنا مزيد من شعور الأنس والبهجة.
| مفرش الطاولة: لكي تضيفي لمسة من الجمال لمائدتك جرّبي اختيار المفارش ذات النقوش الزخرفية، وخاصة الزخرفة الإسلامية والعربية منها؛ فهي تناسب الأجواء الرمضانية بشكل كبير، كما بإمكانك اختيار مفرش بلون واحد، مثل اللون الأحمر أو الأبيض، وتضيفي في وسط الطاولة مفرش دانتيل باللون الذهبي، أو الفضي، بشكل طولي.
| أطقم التقديم: الأطباق والأواني ذهبية اللون تضفي على المائدة في رمضان مذاقًا خاصًا، فدائمًا أشعر بأنّ اللون الذهبي مستوحى من روح الشهر الفضيل؛ فهو يضيف شعورًا بالتميّز والفخامة والنور والسحر، تمامًا كتميّز شهر رمضان عن باقي الشهور.
والأطباق وأطقم التقديم الخشبيّة هي فكرة حديثة وعصريّة ومميزة، ستمنحك الشعور بالطبيعة والنقاء والبساطة، وهي خيار موفق لإكمال روحانية الشهر الفضيل.
- وبالتأكيد، بإمكانك استخدام أطقم التقديم الكلاسيكية ذات اللون الأبيض، لكن أضيفي عليها لمسة مميّزة باختيار أطقم ملاعق ذهبية وكؤوس زجاجية مزخرفة باللون الذهبي البرّاق.
| ثالثًا: العباءة الرمضانية
لتحصلي على إطلالة رمضانية مناسبة لروحانية الشهر الفضيل وأجوائه، اختاري العباءة لترافقك في هذه الأجواء وتتناسب معها؛ فالعباءة خيار رائع للسهرات الرمضانية واستقبال الضيوف، لكن هناك بعض النقاط أودّ الحديث عنها ليكون اختيارك للعباءة موفقًا:
| العباءة الخفيفة: ابتعدي عن العباءة المطرزة والمليئة بالأحجار والنقوش بشكل مبالغ فيه، لأن هذا النوع من العباءات يكون ثقيل الوزن بسبب الأحجار المضافة للعباءة، وهذا ما سيعيق حركتك ويجهدك.
اقرأ أيضًا: "رمضان جانا": رمضان في مصر المحروسة
| اختيار عباءة بأكمام ضيقة: عند اختيارك لعباءة رمضان، لا تختاري العباءة ذات الأكمام الواسعة والأطراف الطويلة المنسدلة، لأنها ستتسخ بعد دقائق من ارتدائها، وتربكك أثناء سكب الطعام وتقديمه للضيوف عند الإفطار.
-الشكل الجمالي للعباءة مهم بالتأكيد، لكن اجعلي عباءتك جميلة وأنيقة، مريحة وعملية في آن معًا.
| رابعًا: زينة رمضان من صنع يديك
رغم توافر الزينة الرمضانية في الأسواق، من الجميل، ومن الموفِّر أن تصنعيها بنفسك، وخاصة لو شارك الأطفال في صنعها؛ ستمنحهم هذه المشاركة الشعور بروح رمضان وبهجته، إضافة إلى الشعور بالإنجاز والنجاح عندما يرون أن ما صنعوه بأيديهم الصغيرة اللطيفة أصبح معلقًا بالمنزل ويزينه.
لصناعة زينة رمضان نحتاج ورق فوم جليتر أو أي ورق ذهبي اللون، ونحتاج رسمة هلال رمضان ونجوم، بإمكانك تحميلها من موقع بنترست. هذه الرسمة سنتخذها كقالب نضعها فوق الورق الذهبي، ونقص الأشكال عليها. قومي بقص عدد كافي من النجوم والهلال، وباستخدام دبوس أو أداة ثقب الورق، قومي بصنع ثقب في منتصف الزينة، ومن ثم اجمعيها في حبل واحد، وبهذا الشكل تكون زينة رمضان جاهزة للتعليق في منزلك.
| خامسًا: سهرات رمضانية بعيدًا عن الشاشات
تكثُر المسلسلات والبرامج في شهر رمضان المبارك، وتتنافس القنوات في عرضها وترويجها، فتسرق في ذلك منّا روحانية الشهر الفضيل وعظيم مقاصده. نعم، الترويح عن النفس أمر مطلوب طالما أنه في حدود المعقول والمُباح، وبإمكانك اختيار برنامج أو مسلسل بفكرة مناسبة لتجتمع العائلة عليه، لكن أيضًا بإمكانك جمع أفراد عائلتك بعيدًا عن الشاشات والمسلسلات. جهزي من الآن لمسابقة رمضانية تحتوي على العديد من الأسئلة الدينية بما يتناسب مع أعمار أبنائك مع هداية تشجيعية، كما بإمكانك يوميًا سرد قصص ومواقف من السيرة النبوية، وحياة الصحابة والصالحين، أو من تلك القصص التي تحوي الحكمة والعبرة، وتحكيها للأبناء أنت ووالدهم، وتستمعون لرأيهم بنهاية القصة، وتسألوهم عن الدروس المستفادة منها ليشعروا بالمشاركة ولتحفيز تفكيرهم وتأمّلهم.
| سادسًا: أفكار ومقترحات للديكور الرمضاني
بإمكانك إضفاء الطابع الرمضاني الروحاني على المنزل بخطوات بسيطة وغير مُكلفة:
| الوسائد الرمضانية:
بإمكانك الحصول على ديكور رمضاني في منزلك بمجرد تغيير أغطية الوسائد، فالآن، تُباع في الأسواق العديد من أكياس الوسائد، بنقوش ورسومات رمضانية، وزخرفات إسلامية وعربية، أو تلك التي تحتوي عبارات مثل أهلًا رمضان، رمضان مبارك وغيره. خطوة بسيطة كهذه ستمنحك وتمنح أسرتك الأجواء الرمضانية الرائعة والمميزة.
| فانوس رمضان وحبال النور
رمضان وما يوحيه من مشاعر الخير والنور والبركة، يكون من الرائع أن يُصاحبه الفانوس الرمضاني المضيء، وحبال النور المعلّقة في أرجاء المنزل، وعلى البلكونات.
| البخور والشموع العطرية
لمسة أخيرة لإكمال هذا السحر وهذا الجمال، اختاري رائحة مميزة من العود أو المسك أو الزهور، وزيني طاولتك وزواية منزلك بالشموع العطرية المُضيئة التي ستمنحك الرائحة الزكية، والشعور بالدفء والهدوء والسكينة.
لا تكتفي بهذا الأفكار وحسب، بل تفنّني وأبدعي لتعطي هذا الشهر الفضيل اهتمامًا بكل تفاصيله ليكون زوادة روحية لك ولأسرتك، تكفيكم طيلة أيام العام الروتينية. وجدّدي هذه الروح في كل مواسم الطاعات والأعياد، فكما ترين، أفكار بسيطة وصغيرة، لكنّها تصنع فرقًا كبيرًا وأثرًا جميلًا.
