الجميع ينتظر شهر رمضان لما له من تأثير إيجابي على الصحة العامة، شهر فيه الخير الكثير للروح وللجسد وللعلاقات الاجتماعية، وصلة الرحم والنفحات الإيمانية، وحتى ضحكات الأطفال واللمة الحلوة حول السفرة الرمضانية التي ترتقي لتكون الذكرى المحببة في العقول للكبير والصغير على مر السنين. أحببت اليوم أن ألقى الضوء على فوائد الشهر الفضيل للحصول على نمط حياة صحي خلال الشهر الفضيل، وتحقيق نزول بالوزن ممتع وسهل دون حرمان من أطباق المائدة الرمضانية.
كيف نحافظ على الوزن في رمضان؟
هل يمكن تحقيق نزول الوزن في شهر الصيام شهر رمضان الكريم؟ تحديد أوقات الطعام الخطوة الأولى يعتبر الصيام في الشهر الفضيل تحولًا نوعيًا في نمط تناول الطعام الذي اعتاد عليه الشخص، فبعد العشوائية وعدم الترتيب في أوقات الوجبات، يأتي الشهر الفضيل بتحديد مواعيد الإفطار من وقت المغرب إلى وقت السحور، وامتناع الصائم عن الطعام فترة طويلة، ومن هنا تكون نقطة البداية في رحلة نزول الوزن في الشهر الفضيل "تحديد أوقات الطعام".
عادة نلجأ إلى حساب مؤشر كتلة الجسم (BMI) ، وهي صيغة رياضية للتعرف على الوزن الطبيعي للشخص، من خلال حساب ناتج قسمة الوزن على مربع الطول بالمتر (كجم/ متر 2). ويستثنى من هذا الحساب كل من الأطفال أقل من 19 سنة والحامل والرياضيين.
وكل شخص لديه وزن يطمح أن يحققه ويتخلص من الوزن الزائد للعودة إلى ملابس كانت بالنسبة له هي الأجمل والأفضل، وأنصحكم دائمًا أن يكون تحقيق الوزن المثالي هو من الأولويات من أجل صحة وحركة ونشاط أفضل، والسؤال هنا: هل يمكن تحقيق نزول الوزن في شهر الصيام شهر رمضان الكريم؟
يعتبر الصيام في الشهر الفضيل تحولًا نوعيًا في نمط تناول الطعام الذي اعتاد عليه الشخص، فبعد العشوائية وعدم الترتيب في أوقات الوجبات، يأتي الشهر الفضيل بتحديد مواعيد الإفطار من وقت المغرب إلى وقت السحور، وامتناع الصائم عن الطعام فترة طويلة، ومن هنا تكون نقطة البداية في رحلة نزول الوزن في الشهر الفضيل "تحديد أوقات الطعام".
التركيز على نوعية الطعام والكمية: النوعية الجيدة والمفيدة هي اللقيمات التي نبحث عنها فترة الإفطار، والانتقاء الذكي لما يدخل فم الصائم هو الأكل الواعي الذي نرجوه من الجميع، ولا ننسى تحديد الكمية دون الأكل الفوضوي، ودون حسبان مهم جدًا لتحقيق نتيجة مميزة في النزول بالوزن.
ضبط الجوع: يعاني الصائم من الجوع، خاصة في نهاية اليوم الرمضاني، ولكن هذا الأمر الرباني بتربية نفس المؤمن على ضبط الجوع، وعدم تناول الطعام هو البداية في تصغير المعدة وتحسين الحوار معها، لا تتعجبوا! نعم تحسين الحوار مع المعدة.
جميعنا نتناول الطعام دون الاصغاء لصوت المعدة والمعرفة الحقيقية لمعنى الجوع، استجابتنا للسفرة الرمضانية الممتدة أمامنا يكون عشوائيًا ونلتهم الكميات دون التفكير، هل هذا هو المطلوب؟ هل امتلأت المعدة؟ لماذا شربت 4 أكواب عصير؟ لماذا تناولت فلافل، حمص، وحبات السمبوسة ثم الطبق الرئيس وقطعة اللحم ثم الحلوى، دون تفكير! هل حقًا أنا بحاجة لكل هذا الكم من الطعام؟ اسمعوا للمعدة ولحاجتكم من الطعام، وستبهركم النتيجة في نهاية الشهر الفضيل.
القاعدة الذهبية من سنن الحبيب: ليكن الشعار الأول والقاعدة الذهبية التي تقود موائدنا الرمضانية حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم-، عن أبي كريمة المقدام بن معد يكرب، قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه، وثلث لنفسه"، رواه الترمذي.
حافظوا على رطوبة الجسم: الماء هو العصا السحرية لحرق الدهون، نعم إنها حقيقة علمية عليكم باستبدال العصائر بأكواب الماء. رطبوا جسمكم بثمانية أكواب من الماء، موزعة ما بين الفطور ووقت السحور، وذكروا بعضكم بشرب الماء، خاصة وسط عدم ارتفاع حرارة الجو وطقس معتدل، الكثير لا يشعر بالعطشن فوجب التنويه، ويمكن شرب عصائر طبيعية أو قطع الفاكهة المرطبة، مثل الإجاص والبرتقال والكيوي، ومشروبات مهمة مثل الشاي الأخضر واليانسون والشومر، باعتبارها مشروبات مهمة للجسم، ولها دور في تهدئة الجهاز الهضمي للصائم.
اقرأ أيضًا: "صُوموا تصحّوا": كيف يكون رمضانك صحيًا؟
وزعوا وجباتكم من وقت الإفطار إلى وقت السحور: الكثير يتفاخر أنه لا يتناول إلا وجبة واحدة في رمضان، وأنهم لا يقومون لوجبة السحور، لكن المفاجأة هنا أنك لن تحقق نزولًا بالوزن، لا بد من توزيع كميات الطعام من وقت المغرب إلى السحور، ولا ننسى أن السحور سنه محببة، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً "رواه البخاري وإليكم التوزيع الأفضل لوجباتكم.
كيف توزعون الوجبات بعد الإفطار؟
| لنبدأ بحبة تمر وكوب ماء كبير، أو كوبين، والقيام لصلاة المغرب. هذه التهيئة ستعطي شعورًا مريحًا للصائم، وعدم التهام الطعام بدون وعي، إنما تهيئة المعدة لما هو قادم.
| بعد الصلاة نبدأ بطبق الحساء الخفيف وصحن الفتوش الذي أنصح به يوميًا، شرط أن لا يكون الحساء دسمًا إنما حساء خضار خفيف، أو حساء العدس.
| لنبدأ بحبة تمر وكوب ماء كبير، أو كوبين، والقيام لصلاة المغرب. هذه التهيئة ستعطي شعورًا مريحًا للصائم، وعدم التهام الطعام بدون وعي، إنما تهيئة المعدة لما هو قادم، وهذه الخطوة ستحميكم من أعراض تخمة المعدة التي يعاني منها الكثيرون.
| بعد الصلاة نبدأ بطبق الحساء الخفيف وصحن الفتوش الذي أنصح به يوميًا، شرط أن لا يكون الحساء دسمًا إنما حساء خضار خفيف، أو حساء العدس، والفتوش بزيت زيتون محسوب بملعقتين كبيرتين للطبق العائلي، والخبز محمص بدون زيت للفتوش لا للقلي.
| نتناول الطبق الرئيسي مكون من 5-6 ملاعق أرز وقطعة اللحوم حجم نصف الكف، وصحن الطبق الرئيس من اليخنة أو الطبق الرئيس (ملوخية، فاصوليا، لبن، فول أخضر) إذا كان الطبق اليوم هو الصواني، فنكتفي بنصف رغيف مع قطعة الكفتة أو الدجاج حجم نصف الكف.
| بعد الإفطار لا بأس بفنجان قهوة قبل صلاة التراويح.
| بعد صلاة التراويح تكون الجلسة العائلية والموعد مع الحلوى الرمضانية قطعة واحدة صغيرة هو المسموح، ومن الممكن استبدال الحلوى بقطعتين فاكهة، أو صحن بشار، أو كمشة مكسرات مع كوب من الشاي الأخضر أو فنجان قهوة ثان.
| قبل النوم على السهرة، يمكن تناول حبة فاكهة وأفضل تفاحة يوميًا بقشرها فهي مفيدة جدًا للصائم.
اقرأ أيضًا: اقطعي الأبيضين: لحياة أكثر صحة لك ولعائلتك
| الاستيقاظ للسحور مهم، وتناول سحور بسيط عبارة عن صحن خضار مقطع ونصف رغيف خبز مع غموس (ملعقة لبنة أو حمص أو بيضة مسلوقة أو بيضة مقلية بزيت خفيف أو قطعة جبنة صغيرة)، مع كوب شاي، ولمن هو معتاد على شرب القهوة فلا بأس من ذلك.
| نصيحتي لمن هو معتاد على السمبوسك أو الكبة أو الفلافل على مائدة الإفطار، يمكن تناول حبة مقابل إزالة 3 ملاعق أرز باعتبار تبديل لضبط الكميات.
أنصحكم بالاستفادة من الشهر الفضيل، والتحول نحو أكل واع، وخط مرسوم للقيمات الطعام التي تدخل الفم. رمضان فرصة حقيقية للتحول نحو الأكل الواعي، وضبط الكميات، واستيعاب مفهوم نوعية الطعام، وكمية الطعام التي نتناولها، ووداعًا لفوضى اللقيمات والوجبات.
