قرأت مرارًا عن أسس التعامل مع الأطفال المشاغبين، وأردت هنا أن أجيب على سؤال "كيف اتعامل مع الطفل العنيد والفوضوي؟" في البداية لأسرد عليكم قصةـ، ذهب عمر بن الخطاب لزيارة أبوعبيدة – رضي الله عنهما- يومًا، وعندما دخل إلى بيته رآه دون أثاث وفراش، غرفة واحدة لا يوجد فيها إلا سيف وكيس من شعير معلقًا، فقال له عمر: أنا ضيفك اليوم، أكرمني بضيافتك، فبحث أبوعبيدة في بيته ولم يجد إلا كسرة خبز وماء، سأله عمر: أهذا طعامك؟

فرد عليه أبوعبيدة وقال: يا أمير المؤمنين إنما هي أيام ونمضي، فبكى عمر وقال: كلنا غيرتنا الدنيا إلا أنت يا أبا عبيدة. فكما رأينا من حديث أبي عبيدة وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- أن الحياة كانت بسيطة لا تحتاج الكثير من العناء، وكانت تقتصر الحياة على إناء ومكان للسلاح وصندوق للملابس. فجاء التشريع الإسلامي، ونزل بضوابطه؛ كمواقيت الصلاة والزكاة والحج والصوم، تحولت طبيعة تلك البيئة إلى بيئة محبة للنظام، وتحول النظام فيها إلى أسلوب حياة والتزام بالمنهج الرباني. فقد قال الصحابي -رضي الله عنه-: كان النبي -صلى الله عليه- وسلم يَصُفُنا للصلاة كما يَصُفُنا للقتال، ولا يبدأ الصلاة أبدًا حتى يكون كتف كل شخص منا بجانب كتف أخيه، وقدمه بجانب قدمه.

كيف اتعامل مع الطفل العنيد والفوضوي؟ 

| إعطاء مهمات للطفل منذ الصغر: ويجب أن تكون تلك المهمات مناسبة لعمر الطفل الزمني، فمثلًا عندما يبدأ الطفل بالتحرك في المنزل سواء حبوًا أو مشيًا، ونطلب منه إلقاء القمامة في السلة، قد لا يستجيب في البداية، لكن مع مرور الوقت، ووجود القدوة سيقوم بالتقليد، ثم نعلمه وضع كتابه في مكانه مثلًا، بعد أن نقول له انظر مكان الكتاب هنا وهكذا. يجب شرح مفهوم العدالة للاطفال، إن كان لديك أكثر من طفل حتى لا يغار الكبير من الصغير لأن مهمته كانت أسهل.

ومن هنا تبدأ تساؤلاتنا: لماذا رغم صلاتنا وصيامنا لا ننعم بالنظام في حياتنا؟ وكيف نستطيع تدريب أطفالنا على النظام والترتيب؟ وكيف اتعامل مع الطفل العنيد والفوضوي؟ وإجابتنا عن سؤالنا الأول دون دخول في تفاصيل كثيرة، هو أننا نؤدي فرائضنا لنكون قد أديناها وفقط بدون تدبر وبلا تمعن. أما إجابتنا الثانية فهي ما نكتب من أجلها لنتعلم معًا كيفية تدريب أبنائنا على النظام والترتيب:

| التعليم بالقدوة: وهي أكبر وسائل التربية التي سيطول حديثها معنا في كل مرة نتحدث فيها عن التربية، فمثلًا إن كان الوالدان منظمان ومرتبان، ويلاحظهما طفلهما خلال مراحل نشأته الأولى سينشأ على النظام. فكيف يصبح الطفل منظمًا وهو ينشأ بين أبٍ يلقي ملابسه يمينًا ويسارًا، ويجد ممتلكاته هنا وهناك.

| إعطاء مهمات للطفل منذ الصغر: ويجب أن تكون تلك المهمات مناسبة لعمر الطفل الزمني، فمثلًا عندما يبدأ الطفل بالتحرك في المنزل سواء حبوًا أو مشيًا، ونطلب منه إلقاء القمامة في السلة، قد لا يستجيب في البداية، لكن مع مرور الوقت، ووجود القدوة سيقوم بالتقليد، ثم نعلمه وضع كتابه في مكانه مثلًا، بعد أن نقول له انظر مكان الكتاب هنا وهكذا. يجب شرح مفهوم العدالة للاطفال، إن كان لديك أكثر من طفل حتى لا يغار الكبير من الصغير لأن مهمته كانت أسهل.

اقرأ أيضًا: المخاوف عند الأطفال: كيف نفهمها ونتجاوزها معًا؟

| التعلم عن طريق التغذية البصرية: استغلال مهارة التقليد عند الطفل؛ فالطفل في بداية مراحل عمره يحب المحاكاة والتقليد والعمل كالكبار. عرض بعض الصور التي تحتوي على أشياء غير منظمه ثم نسأل الطفل أين المشكلة، وكيف يمكن حلها، وأين نضع كل من هذه الأشياء.

| التعلم عن طريق التغذية السمعية: الحديث عن فائدة النظام وإعطاء بعض الأمثلة من القرآن الكريم كقوله تعالى (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون)، سورة يس 40. رواية بعض الحكايات عن النظام والترتيب والفائدة منه، والنتائج المترتبة على عدم النظام.

| التعلم عن طريق المتعة واللعب: بطبيعة الحال الأطفال يحبون المرح، ولديهم طاقة رائعة يحتاجون لإخراجها، فإن استغل الوالدين تلك الطاقة في عمل مسابقات مع الأطفال للتنظيم، وبعض الألعاب الممتعة للترتيب، سيتعلم الطفل دون أن يشعر بالملل.

| مساهمة الطفل في عمل جدول خاص بالنظام: المناقشات والحوار يجعلان الطفل متفتح الآفاق، ويعمل عن قناعة. أما المساهمة في عمل الجدول فيجعله يشعر بالمسؤولية اتجاه قراراته، ويجعل إنهاء المهمة التي ساهم في الترتيب لها هدفًا يجاهد للوصول إليه.

 

| التعلم عن طريق المتعة واللعب: بطبيعة الحال الأطفال يحبون المرح، ولديهم طاقة رائعة يحتاجون لإخراجها، فإن استغل الوالدان تلك الطاقة في عمل مسابقات مع الأطفال للتنظيم، وبعض الألعاب الممتعة للترتيب، سيتعلم الطفل دون أن يشعر بالملل.

 

 

| التعلم عن طريق الخبرات الحالية: الاستفادة من المواقف التي يتعرض لها الطفل بسبب عدم الترتيب، والتنظيم، مثل (أن يقع الطفل بسبب لعبة على الأرض تعثر بها، نقول له من فضلك خذها وضعها في مكانها الصحيح حتى لا تتعثر بها مرة أخرى).

إن قال الطفل لست أنا من وضعها فنرد عليه بالردود المنطقية، كأن نقول له لا يعني هذا بأنك غير ملزم بوضعها في مكانها الصحيح لأنك تعثرت بها مرة. وإن لم تزلها فإنك ستتعثر بها مرة أخرى، ثم قد يتعثر بها غيرك، وحين أزلتها فقد أخذت أجر كفّ الأذى عن الطريق.

اقرأ أيضًا: بيوت آمنة: فوائد ممتدة لقضاء الوقت مع الأبناء

| ربط التنظيم والترتيب بمحفز بعده: أن نضع في جدول اليوم اللعب على الهاتف يكون بعد إنجاز مهمة ترتيب المكتب مثلًا.

| لا تعزز طفلك على التنظيم والترتيب تعزيزًا ماديًا: وهذا إجابة لـ كيف اتعامل مع الطفل العنيد والفوضوي؟ علميه أن التنظيم والترتيب واجب على الطفل القيام به فهو مهمة أساسية، وواجب القيام بها عند الحاجة لها فالتعزيز اللفظي، والانتباه لهذا الأداء الطفل يفيان بالغرض.