بنفسج

ليس مهما وليس مستعجلا : لماذا يُعد إرهاق الأمهات أمرا طبيعيا؟

الأربعاء 17 يونيو

مترجم بتصرف لموقع بنفسج
مترجم بتصرف لموقع بنفسج

بشرة متعبة، هالات سوداء تحت العيون، أيدي متعبة وبشرتها جافة، شعر متساقط وغيرها من علامات التعب والإرهاق التي نراها عند الغالبية العظمى من الأمهات، لا وقت للعناية بالنفس كما يجب، فما بين الركض لتحقيق مطالب الأولاد واحتياجاتهم وأعمال المنزل التي لا تنهي والعمل خارج المنزل والمناسبات الاجتماعية وغيرها تتضاءل المساحة الخاصة لك كأم إلى أن تختفي بشكل كامل وتختفي معها الهوايات والأحلام والبريق.

لماذا يُعد كل هذا أمرا طبيعيا؟ فبدعوى أننا أمهات تفسر كل هذه الأعراض بأنها أمور اعتيادية، وهي ضريبة لابد من دفعها لأعراض تكوين الأسرة وإنجاب الأطفال، وغالبا ما يكون تعب الأم أو إرهاقها هو آخر ما يتم التفكير فيه أو يحسب حسابه، فهو الضيف الدائم في خانة غير المهم غير الضروري! والغريب في الأمر هُنا أننا نحن كأمهات نعتبر هذا أمراً طبيعيا أيضاً، ونقدم حاجات أطفالنا وحاجات أسرنا على حاجاتنا ورغباتنا، فلو أنّ إحدانا أرادت أن تُعد خطة ترتب فيها مهامها الأسبوعية أو اليومية، لألقت بأغلب النشاطات التي تخصها هي -كفرد له حاجاته ورغباته- في خانة غير المستعجل غير الضروري! 

نشرت صحيفة الجارديان دراسة علمية توثق مستويات التوتر والضغط النفسي المرتب على الأمومة وفقا ل11 عاملا خاصا بتلك الدراسة؛ ووجدت الدراسة أن الأمهات اللواتي لديهن طفل واحد ترتفع مستويات التوتر لديهن ب18% مقارنة ب44% للأمهات اللواتي لديهن طفلين فأكثر، هذه مستويات حقا مرتفعة من التوتر! تقول (م.ب) وهي أم لثلاثة أطفال أنها لا تستطيع تخصيص وقت لنفسها خلال الأسبوع بسبب المتطلبات العائلية والمهنية، وتشير إلى أن هذا الأمر يؤثر بشكل كبير على طاقتها وقدرتها على التركيز، وتشاركها (أ.م) في وجهة نظرها وتضيف أنه وفي حال أرادت تخصيص وقت لنفسها سيكون على حساب أمور أخرى .

التوتر المزمن قد يعكس نفسه على صحتك العقلية وصولاً إلى مستويات خطيرة من الاكتئاب، وأن الأمهات - خاصة العاملات خارج المنزل - يعانين منه بشكل متزايد،ولذلك فإن التعامل مع التوتر ومحاولة حصره وتخفيف أثره أمر تحتاجين لفعله الآن!

التوتر عزيزتي ليس قليل من الارتباك، بل يعكس نفسه على شكل انعكاسات جسدية وصحية، وكما تشير مجلة "الصحة النفسية اليوم Psychology today " الأمريكية أن التوتر المزمن قد يعكس نفسه على صحتك العقلية وصولاً إلى مستويات خطيرة من الاكتئاب، وأن الأمهات -خاصة العاملات خارج المنزل- يعانين منه بشكل متزايد،ولذلك فإن التعامل مع التوتر ومحاولة حصره وتخفيف أثره أمر تحتاجين لفعله الآن!

صديقات بنفسج ديانا وأسماء وفيحاء يقلن أنهن يخصصن وقتا خاصا بهن ولو كان ذلك الوقت نصف ساعة يومياً، هذا الوقت قد تخصصانه للرياضة أو للمشي أو لمشاهدة برنامج خاص أو الخروج مع الصديقات، المهم أن يكون هذا الوقت هو وقتاً للراحة والاسترخاء، وأكدت الصديقات أن وجود الدعم والتفهم من طرف الزوج يساعد في هذه المهمة بشكل كبير، خاصة إذا كان الزوج يتبنى مفهوم التفريغ النفسي لدى زوجته خلال فترات تواجده في البيت.

الحديث حول التفاصيل التي تواجهك كأم وتجدين فيها تحديات خاصة يساعد كثيرا في التفريغ وترتيب أفكارك، ولا بأس في أن توسعي مداركك ومعرفتك بالوسائل المناسبة لك لتفريغ الضغط وإعادة شحن طاقتك الإيجابية ، والأهم من ذلك كله أن تضعي لنفسك سقفا واقعيا حول الأمومة والطفولة والعمل وابتعدي عن "المثالية" في التوقعات، فعالم الأمومة (كما تصفه الدكتورة والباحثة أليسون ايسكيلانتي) عالم مليء بالفوضى واللامثالية، هذا لا يعني بالتأكيد الإهمال ولكن يعني بوضوح تعزيز قدرتك على التكيف ومساندة ذاتك.

 للاستمرار دون احتراق

لماذا يُعد كل هذا أمرا طبيعيا؟ فبدعوى أننا أمهات تفسر كل هذه الأعراض بأنها أمور اعتيادية، وهي ضريبة لابد من دفعها لأعراض تكوين الأسرة وإنجاب الأطفال، وغالبا ما يكون تعب الأم أو إرهاقها هو آخر ما يتم التفكير فيه أو يحسب حسابه، فهو الضيف الدائم في خانة غير المهم غير الضروري!
 
والغريب في الأمر هُنا أننا نحن كأمهات نعتبر هذا أمراً طبيعيا أيضاً، ونقدم حاجات أطفالنا وحاجات أسرنا على حاجاتنا ورغباتنا.

اعتني بنفسك قليلًا ليس لدي وقت!  لكن عزيزتي، جميعنا لدينا الوقت! ولو كانت ساعة واحدة في الأسبوع، إنها ضرورة! مثل أية وظيفة، أنت بحاجة إلى استراحة، لإعادة شحن بطاريتك والتأكد من أن بإمكانك الاستمرار في أداء وظيفتك دون أن تحترقي. اعتني بنفسك قليلا وخصصي وقتا لذلك ، وفيما يلي بعض النصائح التي نأمل أن تساعدك في ذلك :

 | انتبهي لوقتك:

اقتطعي 15-30 دقيقة من وقتك الضائع على الإنترنت، والتركيز على الاستمتاع بشيء ما بكامل طاقتك، ودون تشتيت انتباهك. اشربي كوبًا كاملًا من شيء ساخن وتذوقيه. اجلسي في الخارج، واستمتعي بالطبيعة، واسمحي لضربات قلبك أن تصبح أبطأ. اخرجي إلى المشي، وتناولي وجبة الغداء ببطء، أو أجري مكالمة هاتفية وتواصلي مع شخصٍ ما.

 | أبدعي:

قومي بأشياء تحبينها كعمل صفحة سجل قصاصات، أو الكتابة في دفتر اليوميات، أو القيام بتحدٍ فني أو بدني، أو قضاء 15 دقيقة باستخدام الكاميرا إذا كنت تريدين أن تكوني مبدعة في التصوير مثلًا.

| تخفّفي:

كخطوة أولى بسيطة لبناء روتين للعناية الذاتية، أنظري إلى روتين الأسبوع الحالي، وحاولي التخلي عن شيء واحد كل يوم. جدي شيئًا إما للآخرين أو أنه شيء غير مرض لك، مثل أي شيء يهدر وقتك اليومي، واستبدليه بشيء تستمتعين به، ويملأ وقتك حتى لو قليلًا.

 | نامي مبكرًا:

أغلقي جميع التقنيات قبل 30 دقيقة وافعلي شيئًا تفتقديه مؤخرًا؛ حمام دافئ، وبعض التمارين، وارسمي، واكتبي في دفتر يومياتك، واستمعي إلى الموسيقى، ودردشي مع نصفك الآخر، واحصلي على نوم إضافي.

| اقرئي:

إذا كنت تحبين القراءة، ولكن لا تملكين وقتًا خاصًا بمفردك عندما تكون لديك طاقة للقراءة، استيقظي قبل موعدك بــ 15 دقيقة، واقرأي في سريرك عندما تستطيعينأو من الممكن أن تخصصي وقتًا للقراءة مع عائلتك بعد الظهيرة، أو في المساء، إذ يقرأ الجميع أو يقلّبون الصور في 15 دقيقة (أو أكثر)، بينما تستمتعين أنت بقراءة فصل من كتابك. يمكن للأطفال أن يتعلموا أن يكونوا معك دون أن يحتاجوا إلى انتباهك 100% لمدة 15 دقيقة أو أكثر، أعطهم فرصة ليتعلموا هذه المهارة.

سيكون روتين العناية الذاتية فريدًا من نوعه لجميع أفراد أسرتك؛ لأن احتياجاتنا تكون فردية للغاية. إذا لم تكوني معتادة على قضاء وقت لنفسك، فيمكن أن تشعري أنك أنانية، ولكن تجاهلي أي ذنب، وتقبلي أنك تستثمرين في صحتك، جسديًا وعقليًا وعاطفيًا، حتى تكوني الأفضل لنفسك ولأسرتك. لا تنتظري حتى تمرضي أو تحترقي، وثم تشعري بالاستياء من عائلتك.

هذه الطرق التي اقترحناها لتقضي وقتك الخاص كأم مرهقة، يمكن أن تؤثر إيجابًا على الأسرة بأكملها بالعديد من الطرق التي لا يمكن تصورها. لذلك، اجعليها جزءًا من الروتين الخاص بك، وكقدوة لأبنائك.

 | عادة بـ 15 دقيقة:

إذا كنت لا تقضين وقتًا (أو قليلًا منه) على نفسك، ابدئي بـ 15 دقيقة في اليوم، وابني على ذلك، اسألي نفسك ما أنت بحاجته أكثر واحترمي ذلك. إذا كنت تحتاجين شيئًا يتطلب المزيد من الوقت، اجعليه أولوية وجدي طريقة له. فكري مثلًا في تبديل وقت مجالسة الأطفال مع أم أخرى، وتوضيح التواريخ مسبقًا مع عائلتك، وتحديد وقتك بحروف حمراء غامقة على التقويم. يمكن أن تقضي وقتك الخاص لوحدك أو مع أحد، المفتاح هو أن تقضي وقتًا تركزين فيه على نفسك بغض النظر عن حاجتك له.

وأخيرًا، سيكون روتين العناية الذاتية فريدًا من نوعه لجميع أفراد أسرتك؛ لأن احتياجاتنا تكون فردية للغاية. إذا لم تكوني معتادة على قضاء وقت لنفسك، فيمكن أن تشعري أنك أنانية، ولكن تجاهلي أي ذنب، وتقبلي أنك تستثمرين في صحتك، جسديًا وعقليًا وعاطفيًا، حتى تكوني الأفضل لنفسك ولأسرتك. لا تنتظري حتى تمرضي أو تحترقي، وثم تشعري بالاستياء من عائلتك.

هذه الطرق التي اقترحناها لتقضي وقتك الخاص كأم مرهقة، يمكن أن تؤثر إيجابًا على الأسرة بأكملها بالعديد من الطرق التي لا يمكن تصورها. لذلك، اجعليها جزءًا من الروتين الخاص بك، وكقدوة لأبنائك. تحدثي معهم عن اهتماماتك كأمّ مستقلة تمامًا، وأظهري لهم أنه بإمكانك الخروج لوحدك من ثم العودة لهم، شاركيهم سعادتك بطريقتك الخاصة.