بنفسج

سندريلا في إجازة.. يُرجى منكم توزيع المهام

الثلاثاء 09 يونيو

أدرك تماماً محاولاتك الدائمة لتكوني أماً وزوجة مثالية، تحافظين على مشاعر عائلتك، تحاولين أن تكوني لطيفة أكثر مما ينبغي، فتقومين بواجباتك بعناية وانتباهٍ تامّ، وتأخذين رعاية المنزل بشكل جادّ كما لو أنك تقدمين اختبارا يترتب عليه علامة نجاحٍ أو فشل، حتى لو سبب لك ذلك مزيدا من التعب والإنهاك وتدهور صحتك النفسية والجسدية. لا يهمّ ما دام هناك أطفال سعداء، وزوج يشعر بالرضى، وبيت نظيف. أليس كذلك!

لكن؛ ألم يحن الوقت أن تغيري شيئاً من رؤيتك لهذا الدور الذي يبدو ككابوس لا ينتهي، ألن تحاولي أن تبذلي جهدا للقيام بخطوات صغيرة تخفف من وطأة هذا الدور لعله يبدو أقل شقاءً وتعباً وأكثر ميلاً للراحة ولو بالقليل!

نعم؛ تقسيم أعباء المنزل، توزيع الأدوار، التفويض، تحويل الأعمال غير المرئية لأخرى مرئية، وزنُ الوقت، الصبر، التشاور والتنسيق. ولوحة المهمات غير المنتهية. كل ما ذكرناه هي آليات سنفصّل الحديث عنها لاحقاَ لعلها تحسّن الإنتاجية والكفاءة في عمل المنزل، وتحرز مزيدا من الانصاف في رعاية المنزل وتحمّل المسؤوليات.

|  أرجوك لا تتظاهري دوما بالهدوء وتحلي بالصبر أيضاً

 
التخفيف من أعباء المنزل يحتاج في واقع الأمر إلى الصبر الطويل. بداية علينا أن نعلّم أفراد العائلة كيف يقومون بالواجبات على نحو جيد، كيف يمكن للزوج مثلا أن يطهو ويحافظ على نظافة المكان؟
 
 كيف يمكن لأطفالنا أن يلعبوا ويأكلوا وحدهم من دون إحداث فوضى عارمة. لذا خذي نفسا عميقاً وباشري بتدريبهم خطوة بخطوة، صدقيني ستشعرين براحة كبيرة فيما بعد.
 

لا تحاولي أن تبدي كما لو أنك شجرة متماسكة في خضم عاصفة هوجاء. هذا ليس مطلوبا منك على الدوام. عبري عن مشاعرك، أخبري من حولك أنك متعبة، مرهقة، ينتابك شعور التوتر والقلق ما بين حين وحين ، تحتاجين إلى الراحة أكثر من أي وقت مضى، لا تنتظري حتى يحين الوقت الذي تفجّرين فيه غيظك وغضبك في وجه عائلتك، كما لو أنك بركان ثار فجأة، لا تدعيهم يتهامسون ماذا حصل لها! ماذا فعلنا! تجنبي الانفجار وعبري عن مشاعرك أولا بأوّل.
الكثير من المهام التي نتجنب أن يقوم بها الزوج أو نمنع أطفالنا من تأديتها حرصا على "نظافة المكان" أو حفاظا على أية فوضى من الممكن حصولها لاحقا، وهذا ما يجعلنا في حالة شدّ عضلي ونفسي حينما يقرر الزوج أن يطهو وحده، أو أن يقرر أطفالنا أن يستحمّوا وحدهم.

لكن التخفيف من أعباء المنزل يحتاج في واقع الأمر إلى الصبر الطويل. بداية علينا أن نعلّم أفراد العائلة كيف يقومون بالواجبات على نحو جيد، كيف يمكن للزوج مثلا أن يطهو ويحافظ على نظافة المكان، كيف يمكن لأطفالنا أن يلعبوا ويأكلوا وحدهم من دون إحداث فوضى عارمة. لا تتوقعي أن الجميع يقوم بالأمور على نحو جيد أو بالطريقة التي تقومين بها على أقل تقدير، هم لم يستعدوا لذلك، ولم يتدربوا على فعل ذلك. لذا خذي نفسا عميقاً وباشري بتدريبهم خطوة بخطوة، صدقيني ستشعرين براحة كبيرة فيما بعد.

| تذويت المهام: بالتشاور والرضى ووفق قواعد مناسبة 

 
المقصود بتذويت المهام، أي جعلها جزء من روتينهم اليومي ومسؤولياتهم الخاصة، ومن ثم عليك تقسيم المهام بينهم على أسس أهمها العمر، فالأطفال ليسوا كالأولاد الكبار، قسمي المهام إلى مهام صباحية ومسائية أيضاً.
 
 اجعلي تقسيم المهام يتم بحب وبتراضي، ولكن لنبتعد عن تقسيم العمل وفق تفريقات الجنس " بنت أو ولد"، فنحن نحتاج إلى التعاون من أجل القيام بأعباء المنزل.

اجعلي المهام جزءا من ذواتهم ومسؤولياتهم الخاصة، اجعلي الترتيب والحفاظ على نظافة المكان قيمة شخصية لكل فرد من عائلتك، اجعلي من أداء المسؤوليات البيتية الصغيرة مهمة لا يمكن التغافل عنها أو نسيانها أو تجاهلها. كأن يعتاد كل فرد على عدم الخروج من الغرفة قبل ترتيب السرير وتعليق الملابس، أو عدم الخروج من المطبخ قبل أن يغسل كل فرد طبقه أو يضعه في حوض الماء وغيرها. إن لم تصبح هذه المسؤوليات جزءا من مسؤوليتهم الذاتية ستواجهين عناءً كبيرة. ستبقين بصراحة سندريلا حتى نهاية العمر!

إياك أن توزعي مهاما دون اتفاق مسبق، البيت هو مكان لصنع القرارات والتباحث فيها وليس فقط إقراراها وتنفيذها دون علم واطلاع من أفراد العائلة. ابدئي الآن، قسمي المسؤوليات "بحبّ ورضى" وزعي المهام باتباع القاعدة الزمانية والعمرية، كأن تولي مهاماً لطفلك وإن كان ابن عامين، بأن يعتاد على ترتيب ألعابه، أو وضع ملابسه في سلّة الغسيل.

وإن كان لديك طفل في عمر الخمس سنوات بالطبع ستكون المهمات أكبر كأن يرتب سريره ويعلق ملابسه. الانتباه للقاعدة العمرية مهم حتى نحترم قدرات أطفالنا ولا نكلفهم بما لا يطيقون. بينما التقسيم وفق القاعدة الزمانية يكون بتوزيع المهام مناصفة بين الليل والنهار، كأن يهتم بعض الأفراد بأداء المهمات في النهار فيما يهتم آخرون بإنجاز بعضها في فترة المساء.

أرجوكم لا تولوا اهتماما لموضوع التقسيم وفقا للجنس، نحن بحاجة إلى رجال يقومون بنفس المهمات التي يقوم بها النساء، نحتاج إلى ذكور متعاونين مع زوجاتهم وأمهاتكم وأخواتهم. في تحمّل عبء المنزل لا بد أن يكون هناك شيء من الإنصاف وتجاوز كل الإشكاليات والمفاهيم الجندرية!

| كيف نقسم المهام المنزلية بإنصاف؟

فكرة إعداد "قائمة الإنجازات الفخرية" التي عليك القيام بإعدادها بصورة تجعل هذه الأعمال أكثر وضوحا ومرئية لأفراد المنزل ولو كانت بسيطة؛ اجعلي أعمالك البسيطة تستحق التقدير باعتبارها إنجازا وعملا يلتهم وقتك. وضعي قائمتك في مكان على مرأى الجميع.
 
 وأخبريهم يوميا بما فعلت. ألقي على مسامعهم هذه القائمة، اجعليها حديثك وحديثهم الدائم. اخبريهم بذكاء أن إدارة المنزل ليس بالسلاسة الممكنة التي تتوقعونها!

كتبت الباحثة إيف رودسكي مقالا حول كيف نقسم المهام المنزلية بإنصاف والذي جاء تحت عنوان How to divide house hold chores fairly”، مشيرة إلى فكرة الأعمال غير المرئية التي تقوم بها الأم والتي تبدو غير مهمة وغير معترف بها لأفراد المنزل، كغسل الملابس، تنظيف الأرض، غسل الصحون، هذه الأعمال التي يراها الأفراد أنها في غاية السهولة ولا تتطلب جهدا أو كمّاً من الزمن للقيام بها.

وهنا تشير الباحثة إلى فكرة إعداد "قائمة الإنجازات الفخرية" التي عليك القيام بإعدادها بصورة تجعل هذه الأعمال أكثر وضوحا ومرئية لأفراد المنزل ولو كانت بسيطة؛ اجعلي أعمالك البسيطة تستحق التقدير باعتبارها إنجازا وعملا يلتهم وقتك. وضعي قائمتك في مكان على مرأى الجميع، وأخبريهم يوميا بما فعلت. ألقي على مسامعهم هذه القائمة، اجعليها حديثك وحديثهم الدائم. اخبريهم بذكاء أن إدارة المنزل ليس بالسلاسة الممكنة التي تتوقعونها!

| الوقت واستعادة الاهتمامات على قدم المساواة

 
" ليس وقت الزوج من ذهب ووقتك من رمل" هذا ما تقوله الباحثة رودسكي. على الزوج أن يعير انتباهها لوقتك كأم وزوجة، أن يثمن وقتك الذي تقضينه في أعمال التنظيف والطهي، كما حال تثمينه لأعماله وشعوره بالضيق إذا ما فاته شيء من وقته.
 
فاليوم 24 ساعة وقيمة الوقت لكلا الشريكين لا بد أن تكون متساوية. فإذا أولى الرجل عناية لوقت زوجته فإن تقسيم الوقت سيكون على نحو مكافئ. 

" ليس وقت الزوج من ذهب ووقتك من رمل" هذا ما تقوله الباحثة رودسكي. على الزوج أن يعير انتباهها لوقتك كأم وزوجة، أن يثمن وقتك الذي تقضينه في أعمال التنظيف والطهي، كما حال تثمينه لأعماله وشعوره بالضيق إذا ما فاته شيء من وقته، فاليوم 24 ساعة وقيمة الوقت لكلا الشريكين لا بد أن تكون متساوية، فإذا أولى الرجل عناية لوقت زوجته فإن تقسيم الوقت سيكون على نحو مكافئ. وينطبق الأمر كذلك على الاهتمامات الخاصّة، كالاعتراف بحق الأم في حصولها على وقتٍ خاص، واستعادة الاهتمام برغباتها وممارسة طقوسها.

تجنبي أن يطرح عليك أحد أفراد الأسرة بالقول ماذا عليّ أن أفعل اليوم؟ إذا لم توزعي مهاما وتحددي دورا لكل فرد، يمكنك أن تجهّزي قائمة من المهمات توجهين أنظارهم إليها. على أفراد العائلة أن يعلموا أن العيش في مملكة المنزل يترتب عليها مسؤوليات وشروط ومهام. وثمن العيش هو تحمّل مسؤولية شيء ما، والقيام بالدور المطلوب!