بنفسج

دروس حياتية لن يتعلمها طفلك إلا في رمضان

الإثنين 27 مارس

لا يُعد شهر رمضان الكريم فرصة لتقويم سلوكياتنا نحن الكبار فقط، بل هو أروع فرصة للأم والأب لتعليم طفلهما، بطريقة عملية، معاني الرحمة والعطاء والمشاركة والإحسان، لا نتحدّث هنا عن إقامة الشعائر الدينية وحسب، بل عن كيفية تقديم شهر رمضان لطفلك بأفضل ما يكون، أيًا كان عُمره، من خلال أنشطة ومواقف حياتية يومية، لن يتعرض لها، غالبًا، طفلك بكثافة سوى في هذا الشهر الكريم. في ما يلي أشاركك كأم ما أفعله مع أطفالي قبل قدوم شهر رمضان وخلاله من طقوس رمضانية تعلمتها في بيت أمي وأبي، وتركت فيّ عظيم الأثر، أنقلها لأطفالي حتى يصبح لديهم ذكريات عائلية لا تنسى، وعادات طيبة تلازمهم مدى الحياة لما بعد شهر رمضان.

| عرفي طفلك إلى شهر رمضان الكريم

 
لا يكفي أن يعرف طفلك طقوس شهر رمضان من صوم وصلاة وزكاة، بل يجب أن توضحيها له حسب عمره، حينما يسألك طفلك لماذا نصوم؟ لا ينبغي أن تكون الإجابة حتى نشعر بالفقراء، لأن الفقراء والمساكين وكل المسلمين يصومون أيضًا، أليس كذلك؟
 
هذه فرصة مناسبة جدًا لتخبري طفلك عن معنى طاعة الله، والتحكم في رغباتنا واحتياجاتنا، والسيطرة على شهوات أنفسنا. بالطبع، لن تخبري طفلك بهذه المصطلحات الرنانة الكبيرة على استيعاب عقله مثل كلمات تلقى عليه درسًا أو محاضرةً، لكن ليختبرها جميعًا على مدار 30 يومًا رائعة.

لا يكفي أن يعرف طفلك طقوس شهر رمضان من صوم وصلاة وزكاة، بل يجب أن توضحيها له حسب عمره، حينما يسألك طفلك لماذا نصوم؟ لا ينبغي أن تكون الإجابة حتى نشعر بالفقراء، لأن الفقراء والمساكين وكل المسلمين يصومون أيضًا، أليس كذلك؟ هذه فرصة مناسبة جدًا لتخبري طفلك عن معنى طاعة الله، والامتثال لأوامره، والتحكم في رغباتنا واحتياجاتنا، والسيطرة على شهوات أنفسنا. بالطبع، لن تخبري طفلك بهذه المصطلحات الرنانة الكبيرة على استيعاب عقله مثل كلمات تلقى عليه درسًا أو محاضرةً، لكن ليختبرها جميعًا على مدار 30 يومًا رائعة.

| علميه قيمة رمضان: أخبري طفلك أن شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والفوز بالجنة إرضاء الله تعالى، فرض الله علينا الصيام لأنه صحة لأجسامنا، عندما نصوم يتخلص جسمنا من السموم الضارة، وعندما نفطر نشعر بالسعادة. يعلمنا الصيام الصبر، ويجعلنا نشعر بجميع من حولنا من المحتاجين الذين يصبرون على الجوع لفترات طويلة، فيجعل قلوبنا رقيقة بها رحمة.

| دعيه يحضر الزينة: اجعلي طفلك يساعدك في تحضير المنزل لشهر رمضان لاستقباله بالبهجة والسعادة، من زينة، وفانوس، وتخصيص ركن للصلاة وقراءة القرآن. أنا وطفلتي نحب الأعمال اليدوية، في هذا العام قررنا صنع بطاقات تهنئة لـ أصدقائها في المدرسة، تحمل عبارات ورسومات رمضانية جميلة.


اقرأ أيضًا: رمضان في أنشطة الأطفال: كيف ننقش القلوب الصغيرة بمعاني كبيرة؟


|  أعطه مهمات لسنه: إذا لم يكن طفلك في سن يُسمح له بالصيام، فأعطه مهمات مناسبة لسنه عند تحضير السحور والإفطار، كوضع الأطباق على المائدة، أو توزيع التمر على أفراد الأسرة.

|  اقرأي له قصصًا للأطفال:  عن شهر رمضان، نرشح لكِ بعض الكتب المتوفرة على تطبيقات القصص الإلكترونية؛ مثل كتاب قمر رمضان، ورحلة اختيار فانوس، وحلم مشبك في رمضان، وعدنان وطبق رمضان، وصفية والوجبة الشهية. يأخذ الأمر كثير من الوقت لتبني عادة جيدة في طفلك، لتجعلي شهر رمضان شهر غرس ثمار العادات الجيدة، والتعود عليها، وتطبيقها عمليًا يوميًا.

| معنى المشاركة والعطاء والإحسان

في شهر رمضان نخرج الزكاة والصدقات لنتعرف إلى معاني العطاء. من بداية الشهر أخبري طفلك بهذا الأمر، وشجعيه للإدخار من مصروفه ليساعد الفقراء، يمكن أيضًا أن يشارك ببعض من ألعابه، أو ملابسه الجيدة التي لم يُعد يستخدمها ليعطيها للأطفال المحتاجين.

تذكري، لن يتعلم طفلك معنى أن يكون رحيمًا من دون أن يختبر الرحمة في تصرفاته اليومية، كل ما عليكِ هو أن تخبريه أن الرحمة تكمن في الأفعال الصغيرة قبل الكبيرة.

 مثل وضع دلو ماء للطيور، أو فتات طعام لحيوانات الشارع. أو إماطة الأذى من الطريق، ولو كان قشرة موز، أو حجر صغير. كذلك، لن يتعلم طفلك المشاركة، والتخلي عن الأنانية من دون أن يرى أثر فعل المشاركة على المحيطين به.

لأن أطفالنا يتعلّمون بالمحاكاة حينما يروننا قدوة أمامهم؛ فإن خير وسيلة لتعليم طفلك معنى المشاركة والعطاء، عندما تصطحبه معك ليقوم بها بنفسه كالآتي:

| مشاركة الطعام مع الناس: شهر رمضان هو وقت مشاركة الطعام، وخاصة مع أولئك الذين لا نعرفهم جيدًا؛ مثل الجيران الجدد، أو الفقراء بالشوارع المحيطة بنا، أو حارس العقار، أو المحتاجين في الملاجئ، ودور المسنين.

| دمج طفلك معك في ود الجيران: اصطحاب أطفالك معك للطرق على باب جيرانك لمنحهم الطعام سيكون شيئًا يتذكرونه لاحقًا، ويساعد في إنشاء تقليد جديد وهو العطاء والمشاركة.  لقد فعلت هذا من قبل مع طفلتي عندما انتقلنا لسكن جديد، وهي طريقة رائعة لبناء صداقات جديدة، وتوطيد علاقات رائعة مع الجيران، وحتى لإزالة الحرج والمشاعر السلبية.

رمضان.png
لن يتعلم طفلك المشاركة والتخلي عن الأنانية من دون أن يرى أثر فعل المشاركة على المحيطين به لذلك احرصي على فعل الأفعال الجيدة أمامه

| المشاركة في إعداد إفطار الصائم: علّمي طفلك عن معنى إفطار الصائم، وأشركيه معك في تحضير وجبات الإفطار لتوزيعها على المحتاجين والمقربين حولنا، أخبريه أن ذلك فعل يحبه الله كثيرًا.

| التشجيع على إخراج الصدقة:  في شهر رمضان نخرج الزكاة والصدقات لنتعرف إلى معاني العطاء. من بداية الشهر أخبري طفلك بهذا الأمر، وشجعيه للإدخار من مصروفه ليساعد الفقراء، يمكن أيضًا أن يشارك ببعض من ألعابه، أو ملابسه الجيدة التي لم يُعد يستخدمها ليعطيها للأطفال المحتاجين.

تذكري، لن يتعلم طفلك معنى أن يكون رحيمًا من دون أن يختبر الرحمة في تصرفاته اليومية، كل ما عليكِ هو أن تخبريه أن الرحمة تكمن في الأفعال الصغيرة قبل الكبيرة، مثل وضع دلو ماء للطيور، أو فتات طعام لحيوانات الشارع. أو إماطة الأذى من الطريق، ولو كان قشرة موز، أو حجر صغير. كذلك، لن يتعلم طفلك المشاركة، والتخلي عن الأنانية من دون أن يرى أثر فعل المشاركة على المحيطين به، سعادة طفل محتاج بلعبة جديدة، أو سعادة جائع بوجبة إفطار ساخنة وشهية، كلما شارك طفلك بنفسه ولاحظ الأثر، كلما ترسخ في ذهنه أفضل من مليون عبارة عامة.

| معنى العائلة وصلة الرحم

رمضان7.png
افعلا أنت وطفلك في رمضان أنشطة رمضانية كأسرة معًا بعد الإفطار، مثل قراءة كتاب عن الشعائر الدينية

رمضان أيضًا هو شهر التواصل مع الله، ومع عباد الله من الأهل والأقارب، وهو فرصة مناسبة ليتعرف طفلك على معنى العائلة من خلال تجمعات الأسرة، وزيارة الأهل في أجواء رمضانية مليئة بالبهجة والسعادة. ليتعرف طفلك أكثر إلى معنى العائلة، والترابط الأسري، وصلة الرحم، ويعرف أن الله يأجُرنا، ويحبنا عندما نسأل على أقاربنا وأهلنا، ونقول لهم كلامًا طيبًا، افعلي معه الآتي:

| دمج طفلك مع الأصدقاء: اتصلي بأقاربك وأصدقائك لتهنئتهم بشهر رمضان الكريم، وأعطي طفلك دور في المحادثة.

| علميه عبارات التهنئة الخاصة برمضان:  أخبريه كيف يقول كلامًا طيبًا، وكيف يكون أثر الكلمة الطيبة بالفرحة على متلقيها، وأن الكلمة الطيبة صدقة يحبها الله كثيرًا.


اقرأ أيضًا: ما لا نريده في رمضان


| علميه قيمة العائلة: نظّمي مأدبة إفطار جماعية للعائلة بأعداد صغيرة للحفاظ على الإجراءات الاحترازية، وتحديدًا لكبار السن والأقارب الذين يعيشون بمفردهم.

| افعلا الأنشطة الرمضانية سويًا: احرصا على صلاة الجماعة معًا كأسرة واحدة، على الأقل مرة يوميًا. افعلا أنشطة رمضانية كأسرة معًا بعد الإفطار، مثل قراءة كتاب عن الشعائر الدينية، أو صنع حلوى رمضان وتوزيعها على الأسرة والجيران، أو التعرف إلى السنن النبوية، والحديث أكثر عنها، وكذلك قراءة قصص الأنبياء أو مشاهدتها في مسلسلات الرسوم المتحركة.

| علمي طفلك معاني مختلفة للصيام

 

عادة يصرّ الأطفال على تجربة الصيام، مثل الكبار ليشعرون بشهر رمضان، ولكن لأن الأطفال في السن الصغيرة من دون سن البلوغ عادة ما يصعب عليهم صيام رمضان، وهم غير مكلّفين بذلك، أو يصومون لوقت محدود جدًا، فيمكنك تعليمهم معاني مختلفة للصوم بجانب الصوم من الطعام والشراب وهي:

| الصوم عن العادات السيئة: مثل الشجار مع الإخوة، والأصدقاء والغضب، والصراخ.

| الصوم عن تناول الحلويات بكثرة: واستبدالها بالأطعمة الصحية المفيدة التي تتوفر بكثرة، وبصورة مكثفة خلال شهر رمضان؛ كالمكسرات، والخضراوات، ومنتجات الألبان، والفواكه.

عادة يصرّ الأطفال على تجربة الصيام، مثل الكبار ليشعرون بشهر رمضان، ولكن لأن الأطفال في السن الصغيرة من دون سن البلوغ عادة ما يصعب عليهم صيام رمضان، وهم غير مكلّفين بذلك، أو يصومون لوقت محدود جدًا، فيمكنك تعليمهم معاني مختلفة للصوم بجانب الصوم من الطعام والشراب وهي:

| الصوم عن العادات السيئة: مثل الشجار مع الإخوة، والأصدقاء والغضب، والصراخ.

| الصوم عن تناول الحلويات بكثرة: واستبدالها بالأطعمة الصحية المفيدة التي تتوفر بكثرة، وبصورة مكثفة خلال شهر رمضان؛ كالمكسرات، والخضراوات، ومنتجات الألبان، والفواكه.

| الصوم عن التصرفات الخاطئة: والمزعجة في المنزل والصوم عن رد الإساءة، أو الاندفاع في الغضب.

| تعويد الطفل على العبادات: شهر رمضان هو مناسبة رائعة لتعويد الأطفال على الصلاة وقراءة القرآن في سن صغيرة.

| التهيئة لعيد الفطر المبارك

في نهاية شهر رمضان، أو بحلول النصف الثاني منه، يجب أن تهيئي طفلك للاستعداد لعيد الفطر المبارك، حدّثيه عن كون هذا العيد هو مكافأة الله لعباده المسلمين الذين امتثلوا لأوامره خلال شهر رمضان، وفعلوا كل الأفعال الطيبة الممكنة.
 
يمكنكِ أن تخبري طفلك أن يكون رحيمًا، وأن يشارك ألعابه وطعامه مع أخواته أو المحتاجين، يمكنكِ أن ترددي على مسامعه معنى وقت العائلة، وزيارة الأقارب، والسؤال عنهم، وكيف يجب أن نتحكم في رغباتنا واحتياجاتنا.

في نهاية شهر رمضان، أو بحلول النصف الثاني منه، يجب أن تهيئي طفلك للاستعداد لعيد الفطر المبارك، حدّثيه عن كون هذا العيد هو مكافأة الله لعباده المسلمين الذين امتثلوا لأوامره خلال شهر رمضان، وفعلوا كل الأفعال الطيبة الممكنة، مثل الصدقات، والصوم، والزكاة، ومساعدة الآخرين، والرحمة بالفقراء والمساكين. اجعلي طفلك يستعد لشراء ملابس جديدة للعيد، وتحضير غرفته بالزينة، وكذلك شراء لعبة جديدة، وربما مكافأة له على سلوكه الجيد طوال شهر رمضان.

وأخيرًا، يمكنكِ أن تخبري طفلك أن يكون رحيمًا، وأن يشارك ألعابه وطعامه مع أخواته أو المحتاجين، يمكنكِ أن ترددي على مسامعه معنى وقت العائلة، وزيارة الأقارب، والسؤال عنهم، وكيف يجب أن نتحكم في رغباتنا واحتياجاتنا، لأن تلبيتها طوال الوقت مستحيلة، لكن تأكدي أن طفلك لن يتعلم هذه المعاني إلا بتجربتها جميعها والتعرض لها في مواقف الحياة الحقيقية، ولن تجدي فرصة أفضل من ذلك سوى في شهر رمضان الكريم، فاغتنمي الفرصة لتحصلي على نتاج غرسك زرعة طيبة وصالحة.