تُعد مستحضرات التجميل، أو ما تُسمى بمستحضرات العناية بجمال المرأة، وهي الأكثر شيوعًا في أيامنا هذه، إذ لا يكاد يمر يوم من دون إطلاق "ماركة" جديدة يزعم من وراءها أنها الأفضل، والأنسب لكِ أنتِ بالتحديد! دون الاكتراث كثيرًا بمن تكونين، أو بشكل أصح؛ ما هي احتياجاتك الحقيقية. وقد يؤدي الاستخدام الخاطئ لبعض هذه المنتجات إلى نتائج عكسية، ومن أكثرها شيوعًا مستحضرات العناية بالشعر، وكل منّا تستحضر الآن قصصًا قد سمعتها أو عاشتها لمثل هذه الحالات. هنا نتحدث عن فوائد زيت جوز الهند للشعر من خلال الوقوف على مكوناته وآليات استخدامه والأضرار التي قد يسببها.

أود التنويه أن الممارسات اليومية للعناية بالشعر؛ من غسله وتصفيفه بفرشاة خاطئة، أو كثرة استخدام المجففات ومكاينات تسريحه؛ كالسشوار والمصفف الكهربائي، فضلًا عن بعض الأخطاء الشائعة كعدم الحرص على تهوية الشعر "للمحجبات"، أو عدم الاهتمام بحمايته من أشعة الشمس "لغير المحجبات"، مما تؤدي إلى ظهور كثير من المشكلات، كالجفاف أو التساقط أو التجعيد وغيرها. 

يُعتبر زيت جوز الهند منتجًا متعدد الاستخدامات، حيث يستخدمه الناس في أمور مختلفة؛ من الطهي والتنظيف إلى ترطيب بشرتهم وإزالة المكياج. كما يستخدم زيت جوز الهند، كما هو شائع، للمساعدة في تحسين صحة الشعر وحالته، كما يمكن أن تتلف الممارسات اليومية على الشعر؛ من غسله اليومي أثناء الاستحمام خصوصًا في الصيف، واستخدام مستحضرات التنظيف، والتصفيف المستمر وتمشيطه بالفرشاة الخاطئة، إلى إلحاق الضرر به وجعله يبدو مجعدًا ومكسورًا وجافًا.

 البنية الأساسية للشعر

من المهم أن نعرف مكونات الشعرة الواحدة- التي نراها بأعيننا- قبل التطرق للموضوع الأساسي، فالشعرة تتكون من ثلاث طبقات تغلف إحداها الأخرى، وهي بالترتيب من الداخل، كما يلي:

| النخاع: وهي الطبقة الداخلية الأولى، والجزء المركزي الناعم من جذع الشعرة، ومن المثير للاهتمام أن هذه الطبقة تكون أسمك في الشعر الكثيف، في حين أن هذه الجزء في الشعر الناعم لا تكاد تُذكر تقريبًا.

| اللحاء: وهي الطبقة الثانية فوق النخاع والسميكة من الشعرة، تحتوي على الكثير من البروتينات الليفية والصبغة التي تعطي الشعر لونه.

| البشرة: الطبقة الثالثة والخارجية القوية الواقية للشعرة. ويمكن أن يؤدي غسل الشعر وتصفيفه وتلوينه إلى إتلاف هذا الجزء، مما يجعلها غير قادرة على حماية الأجزاء المركزية من جذع الشعرة. كما يتسبب أيضًا في فقدان بعض البروتينات الليفية التي تتكون منها قشرة الشعر، مما يجعل الشعر رقيقًا وهشًا وعرضة للتكسر.

لماذا زيت جوز الهند هو الأفضل؟

احتل زيت جوز الهند المرتبة الأولى في جميع الدراسات، إذ يقلل من فقدان البروتين في الشعر غير التالف والمصبوغ والمعالج كيميائيًا والمعرض للأشعة فوق البنفسجية. كما يُعتقد أن التركيب الكيميائي لزيت جوز الهند هو السبب وراء قدرته زيت الفائقة على حماية الشعر.

 

زيت جوز الهند يتكون من حمض دهني متوسط ​​السلسلة يُسمى حمض اللوريك، وهو يعطي جوز الهند بنية يتم امتصاصها بسهولة أكبر في عمق جذع الشعرة، في حين أن الزيوت الأخرى لا تمتلك ذات البنية في التسلسل؛ فتقوم بدور تغليف الشعر، الأمر الذي يحول دون امتصاص الشعر لها.

وبعد التعرف على مكونات الشعرة لنتعرف على فوائد زيت جوز الهند للشعر، ولماذا هو الأفضل من بين أنواع الزيوت الأخرى. يشيع بين الناس أن زيت جوز الهند هو أفضل زيت يمكن استخدامه على الشعر لتقليل فقدان البروتين، والحفاظ عليه بمظهر حي. وبالتالي، قد يعتبر كثيرون هذه المعلومة توجهًا عامًا، أو موضة منتشرة، ولكن في الحقيقة هناك أدلة على صحة هذا الكلام. أجرى أحد المراكز تجربة على الشعر بإضافة عدة أنواع من الزيت له، من بينها زيت جوز الهند، وزيت الزيتون، وعباد الشمس، وغيره، لقياس كمية البروتين التي سيحتفظ بها الشعر بعد هذه الإضافات، ووجد الباحثون أن زيت جوز الهند كان الأفضل في منع فقدان البروتين من الزيوت الأخرى عند وضعه قبل أو بعد غسل الشعر.

اقرأ أيضًا: تساقط الشعر الموسمي: المفهوم والأسباب والعلاج

في الواقع، احتل زيت جوز الهند المرتبة الأولى في جميع الدراسات، إذ يقلل من فقدان البروتين في الشعر غير التالف، والمصبوغ، والمعالج كيميائيًا، والمعرض للأشعة فوق البنفسجية. من ناحية أخرى، لم يكن لكل من الزيوت المعدنية وزيوت عباد الشمس هذا التأثير، ولم يتم العثور عليها لتكون فعالة في الحد من فقدان البروتين من الشعر. يُعتقد أن التركيب الكيميائي لزيت جوز الهند هو السبب وراء قدرته الفائقة على حماية الشعر؛ فزيت جوز الهند يتكون من حمض دهني متوسط ​​السلسلة يُسمى حمض اللوريك. وهو يعطي جوز الهند بنية يتم امتصاصها بسهولة أكبر في عمق جذع الشعرة. في حين أن الزيوت الأخرى لا تمتلك ذات البنية في التسلسل؛ فتقوم بدور تغليف الشعر، الأمر الذي يحول دون امتصاص الشعر لها.

 كيف تضعين زيت جوز الهند على شعرك؟

فوائد زيت جوز الهند للشعر عديدة فعند دهنه على فروة الرأس، والنتائج تظهر بعد مدة  وجيزة، ويمكنك وضع الزيت على شعرك للمساعدة في حمايته من التلف في أوقات عدة، أي يمكن قبل غسله، أو بعد ولكل منهما له فائدة.

| قبل الغسل: يمكن أن يساعد وضع الزيت على شعرك قبل غسله تقليل مقدار الضرر الذي يلحقه أثناء الغسيل وأثناء تبلله؛ فالشعر يكون أكثر عرضة للتلف عندما يكون مبللًا، بسبب التغيرات الهيكلية الدقيقة التي تحدث عندما يمتص الشعر الماء. فعند تبلل الشعر تمتص القشرة المركزية السميكة الماء وتتضخم، مما يتسبب في تغيير هيكلي في القشرة الخارجية، والتي تتكون من قشور مسطحة ومتداخلة متصلة بنهاية جذر شعرك وتتجه نحو الطرف، وبالتالي، فإن البلل يدفع هذه القشور للخارج حتى تلتصق.

| بعد الغسل: دهن الشعر بالزيت بعد غسله يساعد على جعله أكثر نعومة وانسيابية. هذا يقلل الاحتكاك الذي قد تحدثه عملية تمشيط الشعر وتصفيفه.

يُشار إلى أن  الكثير من الناس يرغبون في الحصول على شعر طويل وأملس في ذات الوقت بسرعة زيت جوز الهند قد يساعدك على ذلك، الشعر التالف والمتكسر والضعيف يحتاج وقتًا أطول ليطول وينمو، ولكن بمساعدة جوز الهند أصبح حل هذه المشكلة أسهل، فهو، وإضافة لما ذكر في البداية، يعالج المشاكل يغذي ويحمي.

أخيرًا؛ هناك طرق يمكن استخدام جوز الهند فيها كقناع يمتد وضعه على الشعر لساعة قبل الاستحمام، أو دهن فروة الرأس به قبل النوم وغسلها في النهار لعلاجها. ويجدر التنويه هنا أن نوع الشعر وطوله وسمكه يلعب دورًا في كمية الزيت المفضل استخدامها، فالشعر الطويل والسميك يحتاج كمية تعادل معلقتين كبيرتين، أما الشعر القصير والخفيف، أو الناعم والدهني يكفيه نصف ملعقة كبيرة أو ملعقة واحدة صغيرة.

ما هي فوائد زيت جوز الهند للشعر؟

هل لزيت جوز الهند أي آثار سلبية على الشعر؟ يعتبر زيت جوز الهند، بشكل عام، آمنًا للتطبيق على بشرتك وشعرك، ومع ذلك، فإن الزائد أخو الناقص، لذلك لا يجب الإفراط في استخدامه حتى لا يصبح شعرك دهنيًا خصوصًا إذا كانت هذه طبيعته. ولتجنب ذلك، تأكدي من البدء بكمية صغيرة فقط.  

في حين أنه من الطبيعي أن تفقد حوالي 50-100 شعرة يوميًا، فإن العديد من الأشخاص يقولون إنهم فقدوا كثيرًا من الشعر عند استخدامهم لزيت جوز الهند. ولكنه ليس السبب في ذلك.

| الوقاية من القمل: وجدت إحدى الدراسات الصغيرة أن دمج زيت جوز الهند مع اليانسون ورشّة على الرأس، كان فعالًا بنسبة 40٪ في علاج قمل الرأس من مادة البيرميثرين الكيميائية.

| الحماية من أشعة الشمس: وجدت بعض الدراسات أن زيت جوز الهند له عامل حماية جزئي من أشعة الشمس.

| علاج القشرة: يمكن أن تكون القشرة ناتجة عن فرط نمو الفطريات، أو الخميرة على فروة الرأس، على الرغم من عدم وجود دراسات لعلاقة زيت جوز الهند بالقشرة على وجه التحديد، إلا أنه يحتوي على خصائص مضادة للميكروبات، ويمكن أن يكون مفيدًا في علاج قشرة الرأس.

| منع تساقط الشعر: استخدام الصبغة والمواد الكيميائية على الشعر بشكل مفرط يمكن أن تلحق الضرر بجذورة، والتي بدورها تؤدي إلى تساقط الشعر. في حين أن زيت جوز الهند يمكن أن يجنبك هذه المشاكل عبر الحفاظ على حالة جيدة وصحية للشعر.

اقرأ أيضًا: لعناية من الداخل: تغذية سليمة لشعر صحي وبشرة نضرة

 نأتي للتساؤل الدائم، هل لزيت جوز الهند أي آثار سلبية على الشعر؟ يعتبر زيت جوز الهند، بشكل عام، آمنًا للتطبيق على بشرتك وشعرك، ومع ذلك، فإن الزائد أخو الناقص، لذلك لا يجب الإفراط في استخدامه حتى لا يصبح شعرك دهنيًا خصوصًا إذا كانت هذه طبيعته. ولتجنب ذلك، تأكدي من البدء بكمية صغيرة فقط، وابدأي بفرك زيت جوز الهند من خلال شعرك، من الوسط إلى الأطراف.

علاوة على ذلك، في حين أنه من الطبيعي أن تفقد حوالي 50-100 شعرة يوميًا، فإن العديد من الأشخاص يقولون إنهم فقدوا كثيرًا من الشعر عند استخدامهم لزيت جوز الهند. ويجدر التنويه هنا أن زيت جوز الهند ليس السبب في ذلك، بل أن انفصال الشعرة عن جلدة الرأس بطبيعة الحال أدت إلى نزولها بسهولة بعد أن أصبح الشعر انسيابيًا بفعل زيت جوز الهند. أخيرًا، الدراسات أثبتت فوائد زيت جوز الهند للشعر ولكن أكرر مرة أخرى يجب الحذر من كثرة استخدامه فيمكن أن تنقلب النتيجة بشكل عكسي.